رئيس مجلس برقة: لسنا انفصاليين ولم نتلق أي مساعدات أجنبية.. ولا نرضى أن نعيش مرتين تحت نظام استبدادي

أحمد الزبير السنوسي في حوار مع «الشرق الأوسط»: لا نطالب بجيش ولا وزارات سيادية

أحمد الزبير السنوسي رئيس مجلس برقة الانتقالي بشرق ليبيا
TT

نفى أحمد الزبير السنوسي، رئيس مجلس برقة الانتقالي بشرق ليبيا، لـ«الشرق الأوسط» تلقي المجلس أي مساعدات من أي دولة عربية أو أجنبية، معتبرا أن تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل بشأن تدخل بعض الدول العربية في إطار ما وصفه بـ«المؤامرة» لتقسيم ليبيا، هي تصريحات لا أساس لها من الصحة. وقال السنوسي في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس من مقره في مدينة بنغازي: إن مجلس برقة لا يقدم نفسه كبديل للمجلس الانتقالي الذي يتولى السلطة في ليبيا، مشيرا إلى أن مجلس برقة لا يمثل أي نوع من الانفصال. وأضاف: «لو كان انفصالا لكنا انفصلنا عنهم صراحة لكننا وحدويون بطبعنا، وأعلنا أن الوزارات السيادية وغيرها والجيش كله تابع للحكومة المركزية، ونحن نسعى لتصريف الأمور في برقة، لأن المنطقة تحتاج لإدارة ذاتية».

واختار نحو 3 آلاف ناشط وزعيم محلي في اجتماع عقدوه قبل يومين في مدينة بنغازي السنوسي، وهو حاليا عضو بالمجلس الوطني الانتقالي، ليترأس مجلس برقة الذي يعتبر أول منطقة تعلن «إقليما فيدراليا اتحاديا» يتمتع بحكم ذاتي، منذ مقتل القذافي في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واعتقل القذافي السنوسي وهو ابن عم الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي، وعمته الملكة الراحلة فاطمة الشريف، بعدما حاول تنظيم انقلاب في أوائل عقد السبعينات من القرن الماضي. وظل في السجن إلى أن صدر عفو عنه عام 2001، علما بأن البرلمان الأوروبي وضع السنوسي العام الماضي ضمن الفائزين بجائزة «سخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها سنويا. ومع أن السنوسي تحاشى الرد بشكل مباشر عما إذا كان يسعى لإعادة النظام الملكي مجددا إلى ليبيا، فإنه قال: إن الملكية أو الجمهورية أو حتى الجماهيرية هي من اختصاص الشعب الليبي، وهو من يقرر ما يختاره.

وقال السنوسي رئيس مجلس برقة، الذي أعلن من جانب واحد في مواجهة معارضة المجلس الانتقالي، إنه لا يسعى لتكوين جيش خاص لإقليم برقة، لكنه أوضح في المقابل أن مجلس برقة سيسعى في الفترة القريبة المقبلة لتوحيد قوات الأمن والشرطة والمقاتلين الذين شاركوا في حرب التحرير ضد نظام القذافي، وإلى نص الحوار:

* لماذا أنشأتم مجلس برقة بالأساس؟

- مجلس برقة الأعلى الانتقالي حديث التكوين، وهو مجلس يجسد رغبة السكان في أن تكون لهم إدارة خاصة بهم تسير شؤونهم، وتسهل لهم كل المصاعب التي يعانون منها، ولا يمثل أي نوع من الانفصال كما يذاع ويشاع من الأبواق المغرضة، ولو كان انفصالا لكنا انفصلنا عنهم صراحة لكننا وحدويون بطبعنا، وبالتالي فإن علم الدولة والوزارات السيادية وغيرها والجيش، كلها أشياء تابعة للحكومة المركزية. والمجلس إذن أنشئ لتصريف الأمور في برقة، وهو مجلس اختير لتسيير أمور المنطقة التي تحتاج لإدارة ذاتية، وتعاني من الإقصاء والتهميش.

* لكن المستشار مصطفى عبد الجليل اعتبر أن إنشاء مجلس برقة نوع من المؤامرة الخارجية، وتحدث عن تورط بعض الدول العربية والأجنبية، ما تعليقك؟

- للأسف الشديد هذه سياسة الأنظمة الشمولية التي تلقي باللائمة دائما على جهات أو دول خارجية. فهذا الأمر بالنسبة لنا مرفوض تماما، وهذه الاتهامات تراجع عنها عبد الجليل اليوم (أمس) في خطاب ألقاه بمصراتة، وهو قال: «لا نخون أو نهمش أحدا وهذه ليست سياستنا»، وكما ترى هم يقولون شيئا ولا يريدون أن يتراجعوا، هذه سياسة عقيمة، ويجب أن يكون هناك تفكير سليم.

* هل تتلقون أي دعم من أي دولة عربية أو خارجية؟

- هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة يروج لها البعض على طريقة «رمتني بدائها وانسلت»، ونحن سياستنا واضحة، وكلامنا واضح، ليبيا غير قابلة للتجزئة ولا قابلة للتقسيم، واختيار النظام الإداري الذي يناسب منطقة معينة هو من حق سكان المنطقة. نحن نعتقد أن ليبيا حتى الآن ليس فيها دولة ولا حكومة قادرة على بسط سيطرتها وضبط إدارتها، ومنطقتنا هذه هادئة نوعا ما، ويمكن أن تدير شؤونها بنفسها، ونحن اخترنا هذا النظام.

* الموقف ضد المجلس لم يقف فقط على ما أعلنه عبد الجليل بل خرجت مظاهرات في طبرق وبنغازي ضد إعلان المجلس، كيف ترى هذه المظاهرات؟

- أنا أرى المظاهرات سواء ضد المجلس أو مع المجلس ظاهرة صحية، نحن ناضلنا من أجل حرية الكلمة وحرية الرأي والتعبير وحرية الاختيار، فلا نستهزئ من أحد طالب بالفيدرالية ونرحب بأي اقتراح يكون هادفا ويؤدي للمصلحة العامة بصورة تناسب كل أطياف هذا المجتمع.

* هل سنشهد لاحقا صداما عسكريا بين مجلس برقة الانتقالي والمجلس الانتقالي؟

- نحن أعلنا رأينا وقلنا إن قضية الجيش قضية جيش ليبيا وليس جيش برقة ولا غيرها. الأشياء السيادية تابعة للدولة، نحن لم نطالب بأن يكون لنا جيش خاص، ونحن لم نطالب بوزارة الداخلية أو الخارجية لكن نطالب بأن تكون الوزارات الخدمية تعمل بشكل يناسب هذه المنطقة.

* لك تاريخ معروف، وأنت ابن عم الملك الراحل إدريس السنوسي، هل مجلس برقة ورئاستك له تحمل في طياتها حلما بإعادة «السنوسية» إلى ليبيا مجددا؟

- «السنوسية» موجودون في ليبيا وهم جزء من نسيج الشعب الليبي، ونحن ليس لنا مصلحة خاصة ولا ندعو إلى ملكية ولكن ندعو إلى حرية الرأي والاختيار وهذا اختيارنا في هذه المنطقة فإذا وافق الآخرون فنحن نمد أيدينا إليهم.

* تعني أنك لا تحلم بإعادة الملكية إلى ليبيا مجددا؟

- الملكية أو الجمهورية أو حتى الجماهيرية هذه من اختصاصات الشعب الليبي وهو من يقرر، نحن لا نقرر نظاما معينا.

* ماذا تفضل أنت أو تطرح على الشعب الليبي؟

- قلت لك اختيار الشعب الليبي هو اختيار حر، هناك أنظمة ملكية دستورية أو جمهورية، دعونا نستفتي الناس وأعطوهم حرية الاختيار نحن الآن نريد أن نسير الأمور فقط، ونحافظ على الأمن، ونقوم بإنشاء الأمن في هذه المنطقة.

* من ضمن الانتقادات التي وجهت لمجلس برقة أن مؤسسيه بعضهم كان من أتباع نظام القذافي، كيف ترد على هذه الانتقادات؟

- إذا كانوا هم من أتباع القذافي، فالمستشار عبد الجليل نفسه كان من أتباع القذافي، وكان وزيرا في نظامه، كان وزيرا للعدل في حكومة ودولة بلا عدل فهذه الحجة مردودة.

* هل تقدمون أنفسكم في مجلس برقة على أنكم بديل للمجلس الانتقالي؟

- لا.

* كيف تقدمون أنفسكم إذن؟

- نحن لسنا بديلا ولكننا إدارة محلية، ونطالب بتصحيح وضع المجلس الذي هو خليط من أتباع القذافي والناس غير المقبولين، ودور المجلس، كما تلاحظ وتشاهد، غير فعال في السياسة، ويقول كلاما وعكسه في نفس الوقت، ونحن نريد دولة يسودها القانون ولها القدرة على تفعيل القوانين.

* هل تفكرون لاحقا في إعلان دولة برقة المستقلة أو شيء من هذا القبيل كما يقول البعض؟

- لا والله، هذه ادعاءات ممن لا يريد أن نكون مستقلين في اختيار إدارتنا وفي تسيير أمورنا فقط لأنه تعود على التحكم.

* ماذا تقول لليبيين المتخوفين من تداعيات إعلان مجلس برقة؟

- أقول لهم إنه ليست هناك تداعيات إن شاء الله لأننا لا نريد لليبيا شرا ولكننا نريد لها خيرا، ونحن دافعنا عنها ودفعنا أعمارنا في سبيلها، ولكننا في الفترة الحالية لا نريد استمرار نظام القذافي من دون قذافي، لأن أذنابه مسيطرون على هذه الدولة، ونحن لا نرضى أن نعيش مرتين تحت نظام استبدادي.

* ماذا تعني بأن أذناب القذافي مسيطرون على الدولة، هل تعني بأنهم في المجلس الانتقالي؟

- نعم، هم موجودون بإرادة المجلس. هو الذي وضعهم في مفاصل الدولة.

* هل تتحدث عن أسماء معينة تراها من أتباع القذافي أم تتحدث في العموم؟

- بصورة عامة ولا أسمي أحدا أو أحدد أشخاصا معينين.

* ما هي القرارات التي تعتزمون اتخاذها في مجلس برقة لإدارة الشؤون المحلية للإقليم؟

- تسيير الإدارة في الأمد القريب، وتسيير شؤون البلاد، وتوحيد قوات الأمن والشرطة والمقاتلين الذين شاركوا في حرب التحرير، والذين يحرسون الآن بلادنا وحدودنا، ويقومون بجهود خاصة في سبيل البلاد وتأمين استقرارها إن شاء الله. فهم كلهم على قلب رجل واحد.