منصور حسن.. وزير الرئاسة والإعلام في عهد السادات

TT

أعلن منصور حسن، رئيس المجلس الاستشاري المصري ووزير الإعلام والثقافة الأسبق، نيته الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر، والمقرر إجراؤها في نهاية مايو (أيار) المقبل، وهو الإعلان الذي أربك حسابات المرشحين المحتملين الآخرين، والذين يطمحون في خلافة الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير.

وقال حسن (75 عاما) في تصريحات له أول من أمس إنه سينظم مؤتمرا صحافيا قريبا للإعلان رسميا عن ترشحه، وأهم ملامح برنامجه الانتخابي.. موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك قوى تدعمه لن يكشف عنها الآن»، وهو ما فسره مراقبون بأنه قد يلقى دعما من جماعة الإخوان المسلمين، أكبر فصيل سياسي مصري، والتي أعلنت عدم نيتها تقديم مرشح خاص بها.

ووفقا لتكهنات سابقة، فإن حسن الذي كان من أبرز الوجوه السياسية بمصر إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات، قد يطلق عليه وصف «المرشح التوافقي»، بسبب علاقته القوية بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولد حسن في مدينة «أبو كبير» بمحافظة الشرقية (شرق البلاد) في 10 فبراير (شباط) 1937، لأسرة ريفية متوسطة، وهو أكبر الأبناء. وقرر والده أن يرسله للدراسة في كلية فيكتوريا بالإسكندرية ثم سافر إلى لندن لمدة عام، ليحصل على شهادة تؤهله لدخول الجامعة، وعاد ليدرس العلوم السياسية في كلية التجارة بجامعة القاهرة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصل على شهادة الماجستير في السياسة من جامعة ميتشغان.

دخل حسن مبكرا في عالم السلطة والسياسة، فانضم إلى «الحزب الوطني» المنحل عام 1978، اقتنع به السادات بشدة، فعمل بالقرب منه لمدة 3 سنوات إلى أن أصبح مدير مكتبه لشؤون الحزب.

شغل حسن منصب وزير الإعلام والثقافة عام 1979، ليكون هو الوزير الخامس الذي يجمع بين وزارتي الإعلام والثقافة. ثم عين عام 1981 وزيرا للرئاسة والإعلام والثقافة، في سابقة لم تحدث من قبل، في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وترددت أنباء حينها عن أنه سيتولى منصب نائب الرئيس، قبل أن يفاجأ الجميع بتعيين الرئيس السابق حسني مبارك. ورغم قربه الشديد من السادات فإنه كان معارضا لاعتقالات سبتمبر (أيلول) الشهيرة 1981، والتي وضعت 1500 شخص من النخبة المصرية في المعتقلات، وهو ما جعل السادات يقوم بتغيير وزاري محدود على شخص منصور؛ ليقيله من الوزارة بسبب موقفه. وهو ما سعد به حسن لأنه رفع عنه الحرج، كما قال وقتها، كما استقال من الحزب الوطني. غاب حسن عن المسرح السياسي منذ تولي الرئيس السابق مبارك مقاليد الحكم، بسبب خلافات حادة بينهما في السنوات الأخيرة لحكم السادات؛ على خلفية تداخل الاختصاصات بينهما. إلى أن قامت ثورة 25 يناير ليطل من جديد على الحياة السياسية، وليتم طرح اسمه بقوة في كل الترشيحات للمناصب الهامة في مصر بعد الثورة. وفي سبتمبر الماضي، أصدر المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قرارا بإنشاء مجلس استشاري لمعاونة المجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد في الفترة الباقية من المرحلة الانتقالية حتى إتمام انتخابات رئاسة الجمهورية، وتم اختيار منصور حسن رئيسا للمجلس.