خلافات داخل «الوفد» بعد تسمية منصور حسن مرشحا للرئاسة

قيادي بـ«النور» السلفي: لن ندعمه.. ونفاضل بين خفاجي والعوا وأبو إسماعيل

TT

تباينت ردود الأفعال عقب إعلان حزب الوفد الليبرالي تسمية منصور حسن، رئيس المجلس الاستشاري المعاون للمجلس العسكري (الحاكم)، كـ«مرشح عن الحزب لرئاسة مصر». فيما أعلن حزب النور (السلفي) رفضه دعم منصور في الرئاسة، كما تحفظ حزب المصريين الأحرار (الليبرالي) في إعلان تأييد أي من مرشحي الرئاسة حتى غلق باب الترشيح 8 أبريل (نيسان) المقبل.

ويملك حزب الوفد 39 مقعدا في البرلمان، وهو ما يخول له طرح منصور حسن كمرشح عن الحزب؛ أو الاكتفاء بتوفير تزكية 30 نائبا برلمانيا لاعتماد ترشيحه كمرشح مستقل.

وقال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن «اجتماع أول من أمس، بدأ بإمكانية طرح مرشح في الانتخابات المقبلة، وانتهى هذا الطرح برفض أعضاء الهيئة العليا، بدعوى أن الحزب لا يمتلك الإمكانات المادية لذلك، خاصة بعد أن عرض أحد القيادات الشبابية ويدعى شريف طاهر الترشح للرئاسة».

لكن مصادر داخل حزب الوفد قالت إن «الاجتماع شهد مناوشات وانقسامات بين تأييد عمرو موسى ومنصور حسن»، وأنه تمت الدعوة للاجتماع سريعا؛ و«لم يتمكن من الحضور سوى 35 عضوا من إجمالي 60». وكشف حسان أن «إعلان منصور حسن ترشحه للرئاسة قلب الطاولة داخل الاجتماع».

ورفض حسان اتهام الوفد بالتخلي عن موسى، وعلق قائلا: «موسى لديه شعبية جارفة داخل الوفد»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «الدكتور البدوي كان في حيرة بين منصور وموسى»، نافيا ما قيل حول وجود توافق داخل الحزب على موسى قبل اجتماع الهيئة العليا، أو أن هناك ضغوطا مورست على حزب الوفد لدعم منصور حسن.. ولفت حسان إلى أن الوفد لن يقوم بالتأثير على الأحزاب الليبرالية الأخرى لدعم مرشحه. وأوضح حسان أن «الدكتور البدوي لم يدل بصوته».. وهو ما فسره مراقبون بأنه كان رافضا لتأييد منصور؛ لكن حسان قال إن «البدوي صوته مرجح فقط».

وقال صلاح الصايغ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن «الحزب لم يتحول من تأييده لعمرو موسى»، شارحا الأسباب التي أدت إلى اختيار منصور وصرف النظر عن موسى بأن «الوفد بديمقراطيته يسمح بالتباين واختلاف الآراء داخل أروقته، فلما عرض الأمر على المكتب التنفيذي وعدد أعضائه 11 (ويتكون من رئيس الحزب ونوابه والسكرتير العام والمساعدين) قرروا ترشيح موسى، ثم رفع الأمر للهيئة العليا (أعلى سلطة في الحزب)، وتباينت الآراء داخله بين المرشحين».

وأكد الصايغ أن المنافسة كانت بين ثلاثة مرشحين، موسى ومنصور وأبو الفتوح، ولم يحصد الأخير سوى 6 أصوات؛ لكون الوفد يؤمن بالليبرالية والدولة المدنية العصرية، في حين أن أبو الفتوح مرجعيته إسلامية.. فيما حصل موسى على 9 أصوات، وحصل منصور على 11 صوتا، نافيا أن يكون رئيس الحزب قد تدخل في هذه التحول. وأضاف الصايغ لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار داخل حزب الوفد لا يملكه شخص بعينه مهما كانت مكانته، حتى لو كان رئيس الحزب له هوى واتجاه إلى موسى، فهذا رأيه».

وفي أول رد فعل على تراجع الوفد عن دعمه، قال عمرو موسى خلال جولة له في محافظة البحر الأحمر، إنه سيخوض معركة الرئاسة حتى النهاية.

إلى ذلك، قال أحمد خليل، المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية لحزب النور (السلفي) في مجلس الشعب، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «حزب النور لن يختار أي مرشح لا يؤمن بالمشروع الإسلامي»، موضحا أن منصور حسن رجل له دور في الحياة السياسية؛ لكنه ليس هو الاختيار الأنسب بالنسبة لـ«النور».

وأكد خليل أن «الحزب لن يرشح حسن للرئاسة، كاشفا عن اسم جديد يلقى تأييدا داخل الحزب وهو باسم خفاجي، قائلا: «ظهر اسمه مؤخرا وبقوة وبرنامجه يحظى بتأييد داخل الحزب»، لافتا إلى أن الحزب قد يرشح خفاجي وأنه لا يزال يفاضل بينه وبين المرشحين المحتملين محمد سليم العوا وحازم صلاح أبو إسماعيل.

وفي السياق ذاته، قال أحمد خيري، المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار، إن «الحزب لم يستقر على مرشح بعينه»، نافيا أن يكون الحزب حدد موقفه من عمرو موسى، ومضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف حزب الوفد من دعم منصور حسن هو موقف خاص به، ولا علاقة لنا به من قريب أو من بعيد»؛ لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته أن يتم الاتفاق مستقبلا مع الوفد لدعم منصور حسن.