العربي وأنان يستبعدان حلا عسكريا للأزمة في سوريا ويدعوان لوقف العنف فورا

المبعوث الدولي يصل إلى دمشق السبت ومهمته تمتد 6 أشهر مبدئيا

نبيل العربي يستقبل كوفي أنان بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس (رويترز)
TT

دعا كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، لضرورة وقف أعمال العنف والقتل في سوريا فورا، مؤكدا أن مستوى العنف كبير جدا وغير مقبول بأي معيار من المعايير، معربا عن أمله في إنجاز مهمته التي تركز على وقف العنف والقتل وكل العمليات العسكرية.

وقال أنان في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقب مباحثاتهما بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس: «لا بد من تهيئة الأجواء لوقف العنف وتنفيذ الحل السياسي.. وأن نعمل بحرص على تحقيق تقدم مع كل من الحكومة السورية والمعارضة حتى يتوقف قتل الأبرياء».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما أعلنته واشنطن عن وجود احتمالات للتدخل العسكري، قال أنان: «في الوقت الحالي، لا أحد يمكن أن يفكر في ذلك، لأن العمل العسكري سيؤدى إلى تعقيد الأزمة.. وعليه، يجب أن نكون واقعيين في تصوراتنا وتوصياتنا».

وأوضح أنان: «الحل يجب أن ينبثق من داخل سوريا، والشعب السوري يحتاج إلى المساعدة عبر الجهود الدبلوماسية، وبالتالي، يجب أن نعمل وفق المبادرة العربية بوصفها جزءا من الحل».

وقال أنان إن مهمته في سوريا تقوم على ثلاث خطوات هي: وقف العنف، وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، والبدء في حل الأزمة سياسية بما يحقق تطلعات الشعب السوري والبدء في إصلاحات فورية.

وأكد أنان أن مهمته تلقى دعما من المجتمع الدولي، رافضا الخوض في تفاصيلها، قائلا: «ليس لدي الكثير لأقوله قبل البدء الفعلي في المهمة، إلا أنني أرى أن الأزمة تتطلب حلولا دبلوماسية وسياسية تحقق أحلام الشعب السوري».

من جانبه، رحب الدكتور نبيل العربي بأنان واعتبره اختيارا موفقا لإنجاز المهمة، وقال العربي: «أنان لديه خبرة لمدة عشر سنوات في الأمم المتحدة، وقد أنجز الكثير من المسائل المهمة كما سبق أن عمل في مصر عام 1973»، موضحا أن «المبعوث المشترك لم يبدأ المهمة بعد، وهو على علم بكل التفاصيل، وسوف يصل إلى سوريا يوم السبت المقبل».

وشدد العربي على أهمية التوصل إلى حل يرضي الشعب السوري، كما تحدث عن الجهد الذي بذلته الجامعة على مدار الأشهر الماضية، مستبعدا تنفيذ السيناريو الليبي في سوريا، وقال: «هذا الإجراء مرفوض، والجميع يركز على الحل السياسي».

وكان العربي وأنان قد عقدا جلسة مباحثات مطولة استمرت لما يقارب الساعتين أمس اتفقا خلالها على رفض أي تدخل عسكري لحل الأزمة في سوريا، باعتباره سيزيدها تعقيدا، معلنين عن توافقهم على ضرورة أن يكون الحل في الأساس سياسيا. وقام العربي خلال الاجتماع بإطلاع أنان على كل الخطوات التي قامت بها الجامعة العربية لحل الأزمة السورية ومهمة بعثة المراقبين.

وقد علمت «الشرق الأوسط» أن أنان سوف يلتقي مع وزراء خارجية السعودية ودول خليجية أخرى قبل وصوله إلى دمشق (السبت)، كما حصلت على مهام البعثة ومدة عملها، حيث تم الاتفاق على أن يعين أنان لفترة مبدئية مدتها 6 أشهر، يقدم خلالها تقريرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية، على أن يكون التمويل المكتبي من قبل الأمم المتحدة بوصفها بعثة سياسية خاصة وسوف تقدم الأمم المتحدة الدعم الأساسي والمساندة للمبعوث الخاص ونائبه ومكتبه.

وقالت مصادر داخل الجامعة إن المبعوث الخاص سوف يجرى مشاورات موسعة حول الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني العاجل فضلا عن الأبعاد الإنسانية والأبعاد الأوسع نطاقا للأزمة، وسوف يدعم المبعوث - إذا اقتضى الأمر - الجهود التي يقودها منسق الإغاثة الطارئة التي تهدف إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون عوائق، كما سيعالج قضايا حقوق الإنسان على النحو المطلوب وسيقوم بالتنسيق، حسب الضرورة، مع منسق الشؤون الإنسانية، وسيعمل على التشاور على نطاق واسع وبالمشاركة مع جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك الدول المجاورة لسوريا والدول الأخرى ذات الصلة وسوف يشرك السلطات السورية وجماعات المعارضة السورية وغيرها من مكونات المجتمع المدني الرئيسية وفقا لذلك.

وفي السياق ذاته، التقى أنان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو للاستماع إلى وجهة نظره إزاء الأزمة السورية، قبل توجهه إلى دمشق للقاء القيادة السورية. وقال الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث باسم الخارجية المصرية إن وزير الخارجية المصري «عرض على أنان رؤية مصر القائمة على ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سوريا الإقليمية وحل الأزمة سلميا من خلال المبادرة العربية لتفادي التدخل العسكري في سوريا أو تدويل الأزمة».

وحذر وزير الخارجية من أن طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية، مؤكدا أن انفجار الموقف في سوريا لن يكون داخليا ولن تقتصر آثاره على سوريا فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها.

وعقب أنان على ذلك، باتفاقه مع تقييم مصر للموقف، موضحا أنه حرص على أن تكون القاهرة أولى محطاته لقراءة الوضع قبل توجهه إلى دمشق، مشيرا إلى أن نجاح مهمته مرهون بمقدار التجاوب الذي ستبديه جميع الأطراف المعنية وكذلك بالدعم الدولي لجهود حل الأزمة سلميا. الى ذلك قالت مصادر في الجامعة العربية، إن أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، فضل الالتزام بنص قرار الجامعة وعدم إرسال لجنة وساطة عربية بصحبة المبعوث الدولي كوفي أنان قبل عرض الأمر على اجتماع وزراء الخارجية العرب.