تبادل اتهامات بين فتح وحماس حول تعطيل المصالحة

الأحمد يتهم هنية بعدم الاستجابة لمشعل.. وإيران بلعب دور تخريبي

TT

تصاعدت إلى حد كبير حدة تبادل الاتهامات بين حركتي فتح وحماس حول تعطيل تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدة أشهر. وفي حين اتهم عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح، ومسؤول ملف المصالحة فيها، إيران وتجار الأنفاق في غزة، بتعطيل المصالحة، قال القيادي في حماس، محمود الزهار، إن «فتح هي التي تعطلها لأنها حركة منفصمة الشخصية».

وهاجم الأحمد في لقاء مع الصحافيين برام الله بشدة، ما وصفه بأزمة حماس الداخلية، قائلا «إنها تعطل المصالحة»، مؤكدا أن حركته بانتظار اتفاق قيادات حماس فيما بينها أولا.

واتهم الأحمد صراحة قيادة حماس في غزة بتعطيل اتفاق المصالحة، وقال إن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية لم يستجب لطلب من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بالسماح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في القطاع.

وتربط فتح بين السماح بعمل اللجنة في غزة، وبدئها تحديث سجل الناخبين هناك، من أجل إصدار مرسوم رئاسي بموعد الانتخابات وبين تشكيل الحكومة.

وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، إن الرئيس محمود عباس سيشكل حكومته فقط بعد الانتهاء من تسجيل الناخبين في قطاع غزة وتحديد موعد نهائي للانتخابات العامة، التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه في بيان، إن «عباس وافق على أن يرأس الحكومة الانتقالية المرتقبة كإجراء استثنائي مؤقت، بحيث لا تتجاوز فترة ولاية الحكومة الجديدة عدة أشهر، وهي مدة التحضير للانتخابات وإجرائها، وإن هذه الحكومة يجب أن تكون مستقلة ومهمتها مؤقتة، تبدأ مع تحضير الانتخابات وتنتهي مع انتهائها، والتسجيل للانتخابات في غزة مع الضفة هو نقطة البداية». وترفض حماس في غزة ذلك. وقال الأحمد «لا بد من تسوية قضيتين حتى يصار للبدء بتشكيل حكومة المستقلين، أولهما رد رسمي من حماس حول موقفها من إعلان الدوحة، وثانيا السماح للجنة الانتخابات ببدء عملها وتحديث السجل الانتخابي».

وأضاف «مشعل طلب مهلة أسبوعين (لتسوية الموقف)، وما زلنا ننتظر ردا رسميا منه». ويفترض أن مهلة الأسبوعين انتهت أمس. ولمح الأحمد إلى خيارات قد تلجأ لها فتح لم يحددها. واتهم الأحمد قوى إقليمية ودولية ومحلية بتعطيل الاتفاق ودعم موقف حماس في غزة، وقال «إيران لعبت دورا تخريبيا»، مشيرا إلى زيارة هنية الأخيرة إلى إيران، والدعم المالي الذي قدمته لحركة حماس في غزة.

وكان المرشد الأعلى الإيراني حذر هنية من ترك حماس مسار المقاومة، ومن السماح لعناصر داخلية وخارجية بحرف الحركة عن مسارها، في إشارة كما يبدو إلى تبني خالد مشعل نهج المقاومة الشعبية وتصالحه مع فتح.

وفسر مراقبون آنذاك زيارة هنية بأنها رد على المصالحة مع فتح، وفيها إحراج كبير لقيادة حماس في الخارج، والتي تبدو علاقتها بإيران متوترة بعد توتر علاقتها مع سوريا.

وقال هنية لخامنئي، إن النضال سيستمر حتى تحرير كل الأرض من النهر للبحر، وإن حركته لن تستجيب لرغبات فتح بالاعتراف بإسرائيل.

كما لمح الأحمد إلى استفادة «البعض» في غزة من استمرار الانقسام، قائلا «أصبح هناك 613 مليونيرا جديدا في غزة على حساب مآسي المواطنين والمصالحة». في إشارة إلى «تجار الأنفاق والتهريب».