بانيتا: البنتاغون يعد خيارات عسكرية لضرب إيران

بيريس: لن نجري نقاشا علنيا قبل مهاجمة طهران

بانيتا أكد أن مسعى إيران للحصول على سلاح نووي يشكل تهديدا مباشرا لواشنطن (نيويورك تايمز)
TT

قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن البنتاغون بصدد إعداد عدد من الخيارات العسكرية لضرب إيران في حال إخفاق العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية في إقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وقال بانيتا في مقابلة مع صحيفة «ناشيونال جورنال» الأميركية على موقعها الإلكتروني أمس إن هذا التخطيط يجري منذ فترة طويلة، مما يعكس القلق المتزايد لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء مواصلة إيران التقدم صوب إنتاج سلاح نووي.

وأضاف أنه لا يعتقد أن زعماء إسرائيل قد اتخذوا قرارا بشأن توجيه ضربة، عالية المخاطر، ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأوضح «أنا على ثقة من أنهم يبحثون جميع الاحتمالات حول أفضل السبل للتعامل مع إيران» وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وشدد على أن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن مسعى إيران للحصول على سلاح نووي يشكل تهديدا لإسرائيل، فحسب بل أيضا تهديدا مباشرا لواشنطن.

وأضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وقال بانيتا إذا قرروا القيام بهذا فلا شك أنه سيكون له أثر لكنني أعتقد أن من الواضح أيضا أنه إذا قامت به الولايات المتحدة فإنه سيكون له أثر أكبر كثيرا وفقا لـ«رويترز».

كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في كلمة أمام لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) الأحد الماضي: «لقد قلت إنه عندما يتعلق الأمر بمنع إيران من حيازة سلاح نووي فلن أستبعد خيارا من الطاولة.. لن أتردد في استخدام القوة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحها».

من جانبه قال جنرال بالقوات الجوي الأميركية إن قنبلة خارقة للتحصينات تزن 13600 كيلوغرام ومصممة لتدمير الخرسانة قبل أن تنفجر سلاح عظيم يمكن أن تستخدمه القوات الأميركية إذا تطور الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي وفقا لـ«رويترز».

وقال اللفتنانت جنرال هربرت كارلايل نائب رئيس أركان القوات الجوية للعمليات إن القنبلة التي بدأ الجيش تسلمها العام الماضي - والتي يمكن أن تخترق تحصينات خرسانية سمكها 65 مترا - جزء من الترسانة الأميركية المتاحة لشن غارات على دول مثل إيران التي لديها بعض المنشآت النووية المدفونة تحت الأرض.

وأضاف كارلايل في مؤتمر صحافي عن برامج الدفاع الأمير كية القنبلة الضخمة الخارقة للتحصينات سلاح عظيم. ما زلنا نعمل على تحسين هذا. لديه قدرة رائعة الآن وما زلنا نواصل تحسينها. إنه جزء من ترسانتا وسيكون أحد الاحتمالات إذا احتجناه في هذا النوع من السيناريوهات.

وجاءت التصريحات الصارمة من البنتاغون على الرغم من محاولات الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع لتقليل التصريحات الفضفاضة والتهديدات بشأن العمل العسكري المحتمل قائلا إن هناك فرصة أمام الدبلوماسية.

وقال كارلايل إن الصراع مع سوريا أو إيران يمكن أن يشهد تأثر عمليات الجيش الأميركي بتفكير تكتيكي جديد في البنتاغون يعرف باسم المعركة الجوية البحرية.

وقال كارلايل إن هذا التكتيك يركز على العمل في عدة مجالات من الجو والبحر والفضاء والفضاء الإلكتروني مع دمج المعلومات من مجالات مختلفة مثل الأقمار الصناعية والمجسات التي تحملها طائرات الشبح والطائرات بلا طيار.

في غضون ذلك قال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس إن إسرائيل ليست بحاجة «لنقاش علني» قبل أن تشن ضربة عسكرية على إيران مكررا القول أن كل الخيارات تبقى على الطاولة.

وقال بيريس في لوس أنجليس إن العقوبات الاقتصادية هي أول مسار تحرك للضغط على الجمهورية الإسلامية من أجل وقف طموحاتها النووية وتهديدها للدولة العبرية لكنها ليست الخيار الوحيد.

وأضاف «أعتقد أنه علينا أولا أن نختبر العقوبات وبعد ذلك سنرى»! لافتا إلى أنه «في حالة جنوب أفريقيا أعطت العقوبات نتيجة» وكذلك إلى حد ما في ليبيا وأوكرانيا.

وتابع أمام حشد في بيفرلي هيلز «إذا كان علينا الاختيار فلنبدأ بالخيار غير العنيف.. والقول بوضوح إن كل الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة».

وحول التهديدات بشن ضربات عسكرية على إيران التي تم الحديث عنها كثيرا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع قال بيريس «لا أعتقد أن علينا إجراء نقاش علني قبل» القيام بذلك.

وكان بيريس تعهد في واشنطن في نهاية الأسبوع الماضي بأن إسرائيل «ستنتصر» إذا اضطرت لمواجهة إيران التي وصفها بأنها «نظام شيطاني وفاسد أخلاقيا».

واعتبر الرئيس الإسرائيلي الأحد الماضي في خطابه أمام لجنة العلاقات العامة الإسرائيلية - الأميركية (إيباك)! أقوى لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة - أن «إيران تطمح إلى السيطرة على الشرق الأوسط وهي تستطيع بذلك السيطرة على القسم الأكبر من الاقتصاد العالمي. ينبغي وقفها وسيتم وقفها».

وينهي بيريس (88 عاما) زيارته إلى الولايات المتحدة التي استمرت أسبوعا بجولة على الساحل الغربي بما يشمل سيليكون فالي حيث أطلق صفحته على «فيس بوك» في وقت سابق هذا الأسبوع.

وفي إطار التصريحات الإسرائيلية أعلن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) مائير داغان معارضته حتى الآن أي ضربات على المواقع النووية الإيرانية وذلك في مقابلة مع قناة أميركية.

وقال داغان لقناة «سي بي إس» في مقابلة تعرض بكاملها غدا الأحد إن «مهاجمة إيران قبل التفكير في كل المقاربات الأخرى (أمر) غير قابل للحياة».

وأضاف داغان الذي ترك مهامه في يناير (كانون الثاني) 2011 بعد ثماني سنوات قضاها على رأس الموساد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «قال بوضوح إن الخيار العسكري وارد وإنه لن يسمح بتزود إيران بالسلاح النووي وبحسب خبرتي لدي ثقة بالرئيس الأميركي».