بلاغ إسرائيلي للمخابرات التركية حول خلية إرهاب إيرانية

أوباما طلب من نتنياهو تحسين علاقته مع تركيا لأنهما قد يواجهان خطر الصواريخ السورية

اردنيون يحملون ملصقاً كبيراً للملك عبد الله الثاني في تجمع بعد صلاة الجمعة أمس ( رويترز)
TT

في الوقت الذي كُشف فيه عن توجيه بلاغ من الموساد (المخابرات الإسرائيلية الخارجية) إلى المخابرات التركية عن «تسلل خلية إرهاب إيرانية إلى تركيا لضرب مصالح إسرائيلية هناك»، ذكرت مصادر في إسرائيل أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يحسن علاقته مع تركيا؛ لأن تدهور أوضاع نظام بشار الأسد في سوريا سيضع أنقرة وتل أبيب في خندق واحد.

وأوضحت هذه المصادر أن أوباما لفت نظر نتنياهو إلى أن إصابة الأسد بحالة يأس من قمع الثورة السورية ستجعله يغامر في توسيع الصراع، وقد يلقى تشجيعا من إيران في هذا التوجه؛ لأن طهران ستستخدم سوريا في هذه الحالة لاستقدام ضربة لإسرائيل، قبل أن تقدم هذه على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، فيطلق الأسد بعض الصواريخ باتجاه إسرائيل وتركيا، لجر أقدامهما إلى حرب، وعندها تخمد الثورة ويتحول إلى «ضحية عدوان خارجي». وأضافت أن أوباما قال لنتنياهو إن خطر الصواريخ السورية كبير؛ لأن قسما منها تحمل رؤوسا كيماوية وبيولوجية. وعندما يصدر أمر من الرئاسة بإطلاق الصواريخ، لا تعود هناك سيطرة على الوضع فتكون النتيجة كارثية.

واعتمدت هذه المصادر على عدد من الأحداث التي وقعت في الأسبوعين الماضيين للدلالة على أن هناك أساسا من المنطق في هذا السيناريو، منها: أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، تحدث يوم الثلاثاء الماضي عن خطر قصف سوري لبلاده، وضرورة إقامة حزام أمني واسع على الحدود مع سوريا، وأن وزير الجبهة الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، متان فلنائي، قال، خلال تدشين 14 ملجأ جماهيريا في بلدتي دالية الكرمل وعسفيا على قمة جبال الكرمل: إن لواء حيفا سيكون هدفا مفضلا لصواريخ العدو في الحرب المقبلة. وفي اليوم نفسه كشف عن نقل مصانع غاز الأمونيا السام من خليج حيفا في الشمال إلى منطقة النقب في الجنوب، خوفا من قصفها بصواريخ إيرانية، وأن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، تحدث، الأسبوع الماضي، عن استعداد إسرائيل لتقديم مساعدات للمعارضة السورية في المجال الإنساني.

كما اعتمدت على تصريحات وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، التي نشرتها صحيفة «زمان تودي»، أول من أمس، وقال فيها إن حكومته ستطلب من البرلمان المصادقة على وضع قوات تركية في سوريا في حال تصاعدت الأزمة فيها على نحو يهدد الأمن القومي في تركيا. ورد على سؤال وجهه صحافي يرافقه في رحلته من هولندا إلى أذربيجان، حول ما إذا كانت تركيا ستنفذ عملية عسكرية في سوريا، بأن «تركيا مستعدة للبحث في كل إمكانية في سبيل الدفاع عن أمنها القومي».

واعتمدت تلك المصادر الإسرائيلية، أيضا، على التصريحات التي أدلى بها قائد قوات المارينز الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جيمس ماتيس، وقائد القوات الأميركية الخاصة، الأدميرال ويليام مكاريفان، اللذان تحدثا عن خطر الصواريخ السورية أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء الماضي، وقالا فيها إن الجيش الأميركي يتدرب على كيفية السيطرة على هذه الصواريخ قبل إطلاقها؛ لأنها تشكل خطرا على سلام المنطقة برمتها وعلى القوات الأميركية فيها.

ولهذا طلب أوباما من نتنياهو أن يحسن علاقاته مع تركيا. وأبدى استعداده للمساعدة على ذلك. وقال إن إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة قد تجد نفسها «مضطرة» إلى إبادة هذه الصواريخ قبل إطلاقها؛ لأن إسرائيل لا تستطيع وحدها السيطرة على هذه الصواريخ واجهاض هجماتها. وأكد أوباما أن طائرات التجسس الأميركية والأقمار الصناعية وغيرهما من أجهزة الرصد، تراقب تحركات هذه الصواريخ خوفا من إطلاقها، أو نقلها من سوريا إلى لبنان، ليضعها تحت تصرف حزب الله. وإنه يرى فيها حاليا خطرا أكبر من الخطر الإيراني، أكان ذلك بالنسبة لسورية أو تركيا أو القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

الجدير ذكره أن وسائل الإعلام التركية كانت قد كشفت أن «الموساد» أبلغ تركيا بأن خلية من أربعة مسلحين إيرانيين تجاوزوا الحدود ودخلوا تركيا وهم يحملون عتادا وعبوات ناسفة بغرض تنفيذ عمليات ضد مؤسسات ومصالح إسرائيلية فيها. وطلبت منها اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية سفارتها في أنقرة وقنصلياتها ومكاتبها في مختلف المدن التركية.