عميد منشق يؤكد: 6 عمداء وصلوا إلى تركيا بعد انشقاقهم عن الأسد و«هم معي الآن»

فايز قدور عمرولـ «الشرق الأوسط»: الجيش الحر والمجلس الوطني سيكونان جسما واحدا قريبا

متظاهرون لبنانيون وسوريون يطالبون برحيل الأسد أمس في بيروت (إ.ب.أ)
TT

تزامنا مع الحملة العسكرية على إدلب وجبل الزاوية أكد العميد الركن فايز قدور عمرو، وهو الذي انشق عن النظام السوري منذ شهر والتحق بالضباط السوريين المنشقين في تركيا، وصول 6 عمداء لتركيا بعد انشقاقهم عن النظام السوري والتحاقهم بالجيش الحر في تركيا، وقال «أؤكد انشقاقهم وهم معي الآن، اثنان منهم من اللاذقية، وواحد من الجولان، وعميد من إدلب وآخر من حمص» وأضاف «بعضهم وصل منذ يومين والبعض البارحة بعد الظهر».

وتحدث عمرو في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس عن أن «عددا كبيرا» من العسكريين يخططون أيضا للانشقاق عن نظام الأسد قريبا.

من جانبه قال المسؤول الإعلامي للجيش الوطني الحر فهد المصري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقره بباريس إن 12 من الضباط الكبار قد انشقوا وأوضح أن «ستة عمداء و4 عقداء، ومقدم رائد، أعلنوا انشقاقهم وملازم أول سيدة وهي أول امرأة تنشق من الجيش السوري وانشقت مع عيد المرأة لأنه يحمل رمزية لدور المرأة في الثورة السورية». وإن «اثنين أو ثلاثة ضباط آخرين لم تعرف رتبهم بعد لجأوا إلى تركيا وسيلتحقون بالمجلس العسكري الحر».

كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أمس أن عشرة من كبار ضباط الجيش السوري، منهم أربعة عمداء وعقيدان انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا أمس إلى تركيا. وكان هؤلاء الضباط في دمشق وحمص (وسط) واللاذقية (شمال غرب) كما أوضحت الوكالة نقلا عن مصادر محلية في تركيا. حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ولكن عمرو لم يؤكد إلا انشقاق الستة عمداء وقال إنه واليوم تحديدا يرى عددا كبيرا من المدنيين الذين توافدوا على تركيا وقال «قد يكون بينهم عسكريون آخرون».

وفي تعليقه على ما حدث في بابا عمرو قال العميد المنشق «مجموع المقاتلين في بابا عمرو لو كانوا من الجيش الأسدي لما قاوموا 5 دبابات، تعرض الحي لأكثر من شهر من القصف، بابا عمرو دمر.. هو الآن أنقاض.. هناك أحياء لم يبق فيها بيت واحد.. لم يستطع النظام أن يصل إليهم.. المقاتلون والثوار انسحبوا لكن لم يهربوا». وأضاف «أبطال قوات الحربين الأولى والثانية لم يكونوا بشجاعة الجيش الحر ببابا عمرو، حيث يحمل عناصره البنادق في وجه صواريخ سكود التي يمكن أن تضرب من على بعد 120 كلم والتي استهدفهم بها النظام بطريقة تكتيكية، كما استعمل راجمات الصواريخ، ليقف أمامها مقاتل يحمل بندقية، إنه دليل بطولي». وعن الوضع في إدلب وهل سيكون مصيرها كمصير بابا عمرو قال العميد السوري المنشق «كل الطرق مطوقة، هناك دبابات شمال المدينة، هناك فرقة كاملة، رغم أنه في مدينة إدلب لم يحدث أي عمل مسلح وكانت الاحتجاجات فيها سلمية».

وعن الدور الفعلي الذي يقوم به الضباط المنشقون في تركيا حاليا قال عمرو «نحن مع الشعب السوري، وقريبا سننزل للأرض»، وأضاف «أناشد الحكام الذين كانت حساباتهم خاطئة أن يراجعوها، فهذا النظام لا ينتمي للقرن 21 ولا للقرون الوسطى في وحشيته، ونطلب من الحكام العرب والدول الديمقراطية مساعدتنا بأسلحة - لا أقول ثقيلة - بل متوسطة لنتمكن من الدفاع عن شعبنا».

كما أكد العميد السوري المنشق أن لا وجود لـ«القاعدة» في سوريا وقال «أقسم بشرفي العسكري لا يوجد قاعدي.. في سوريا بكل انتماءاتنا لا قاعدة عندنا وليطمئن الغرب.. القاعدة أوجدها النظام الإيراني، إشاعة وجود القاعدة كلها كانت لصالح النظام السوري والإيراني وحتى في الصومال إيران أوجدتها».

وعن علاقة المجلس العسكري والجيش الحر بالمجلس الوطني السوري قال «نحن والمجلس الوطني سنكون جسما واحدا قريبا، والمجلس الوطني بدوره يحتاج لمساعدة دولية، ونعد شعبنا بأن تكون هناك وحدة في العمل العسكري والسياسي ونحن كعسكريين ملزمون بأن يكون لنا غطاء سياسي ليطمئن العالم لنا».

وعن زيارة كوفي أنان لسوريا قال عمرو «هي لا تعني الشارع السوري.. وأنان يعلم من هو النظام السوري، هو لا يفهم لغة الحوار، نحن نطالب برفع القتل عنا، نحن نرفض موقفه باسم كل العسكريين، هل يستطيع أن يدخل المساعدات الإنسانية إلى حمص؟ فالنظام قتل نحو 150 ألفا، ورقم 8 آلاف الذي يتحدثون عنه حتى أطفال سوريا يعرفون أنه كاذب».

وأفاد مصدر تركي أمس بأن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان سيزور قريبا في تركيا مخيمات اللاجئين السوريين الذين فروا من أعمال العنف في بلادهم وسيجري محادثات مع المسؤولين الأتراك.

وقال دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أنان أعرب لنا عن رغبته في المجيء قريبا إلى تركيا وأعطينا موافقتنا»، موضحا أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة سيزور مخيمات تقع في هاتاي بجنوب تركيا قرب الحدود السورية حيث لجأ نحو 12 ألف سوري منذ مارس (آذار)2011.

وقال مصدر آخر مقرب من الحكومة إن هذه الزيارة إلى هاتاي وأنقرة ستتم في الأيام المقبلة فيما قالت شبكة «إن تي في» الإخبارية إن أنان سيصل تركيا في 12 مارس (آذار). وأعلن مسؤول تركي أيضا أمس عن وصول سوريين بينهم عسكريون منشقون عن الجيش السوري.