عسكريون أميركيون وأردنيون ينسقون للسيطرة على أسلحة الأسد الكيماوية

خوفا من تسرب كميات كبيرة من غاز الأعصاب وغاز الخردل وغيرهما من الغازات السامة

نساء يهتفن في مسيرة احتجاجية ضد النظام السوري أمس بإدلب (أ.ب)
TT

قالت مصادر عسكرية أميركية إن العسكريين الأميركيين والأردنيين ينسقون خطوات، إن لم تكن لسيناريوهات تدخل عسكري في سوريا، فهي للسيطرة على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية حتى لا تقع في أيدي إرهابيين بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت المصادر إن البنتاغون بادر بالاتصال بالحكومة الأردنية خوفا من تسرب كميات كبيرة من غاز الأعصاب وغاز الخردل وغيرهما من الغازات السامة هي الآن عند حكومة الأسد. وإن البنتاغون كان قال إن «أسلحة الدمار الشامل» التي يملكها نظام الأسد تهدد الأمن الإقليمي والأمن الأميركي. وإن الحكومة الأميركية تفضل أن يكون أي تحرك في هذا المجال بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، وأن يكون التدخل مباشرا للسيطرة على القواعد العسكرية التي توجد فيها هذه الأسلحة.

وكان وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأردنية زار البنتاغون أواخر الشهر الماضي، وفقا لما ذكر مسؤولون من الحكومتين.

وعلى الرغم من أن مسؤولين أميركيين قالوا إنه لا عمان ولا واشنطن تخطط لتنفيذ، أو مساعدة تنفيذ، غارات كوماندوز داخل سوريا من الأردن، نظرا إلى احتمال نشوب صراع مباشر مع نظام الأسد، قالوا إن تحديد وتأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل ستكون جزءا أساسيا من أي بعثة لحفظ السلام يمكن أن تدخل سوريا، قبيل أو بعد سقوط نظام الأسد.

وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، قال مسؤول أميركي كبير، رفض الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، واطلع على المناقشات التي جرت مع الأردنيين: «طبعا، نفضل السيطرة السلمية المسبقة على أسلحة الدمار الشامل، وليس الهجوم العسكري عليها. أي تحرك في هذا المجال ينبغي القيام به في بيئة ودية مؤمنة. وإلا، سيكون صعبا إرسال ناس إلى هذه القواعد قبل تأمينها».

وقالت مصادر إخبارية إنه يعتقد أن نظام الأسد يملك واحدا من أكبر المخزونات من الأسلحة الكيميائية في العالم. وهو لم يوقع على اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عام 1992، وهي الاتفاقية التي تحظر إنتاج، وتخزين، واستخدام، مثل هذه الأسلحة. وبالإضافة إلى سوريا، هناك دول أخرى لم توقع، مثل: إسرائيل، وكوريا الشمالية، ومصر.

على مدى العقود الأربعة الماضية، جمعت سوريا كميات ضخمة من غاز الخردل وغاز السارين للأعصاب وسائل السيانيد، حسب تقارير رفعت عنها السرية مؤخرا في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). ويعتقد أن كميات كبيرة من هذه المواد الكيميائية خزنت كأسلحة في قذائف مدفعية، وقنابل، وصواريخ «سكود» و«إس إس - 21»، وأن روسيا، وكوريا الشمالية، ومصر، وإيران من بين الدول التي ساعدت سوريا على تطوير هذه الأسلحة.

وأضافت هذه المعلومات أن الأسلحة مخزنة في أكثر من عشرة مواقع، بعضها في مدن تعاني حاليا من العنف، مثل حماه وحمص.

غير أن المسؤول الأميركي قال إنه ليست هناك مؤشرات على أن الأسد على استعداد لاستخدام هذه الأسلحة ضد المعارضين.

لكن، قال المسؤول إن بعض الدول المجاورة لسوريا، مثل تركيا والأردن، أعلنت عن قلقها لمسؤولين أميركيين إزاء ما سيحدث لهذه الأسلحة، في عهد الأسد، أو بعده. وأيضا، أعلنت عن قلقها من أن عناصر في المعارضة السورية تربطها صلة بتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى يمكن أن تسعى إلى استخدام هذه الأسلحة في هجمات إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقال المسؤول العسكري الأميركي إن الأميركيين قلقون من هذا الاحتمال، وخاصة من وصول الأسلحة إلى حزب الله اللبناني أو حماس الفلسطينية، أو جماعات مسلحة أخرى في المنطقة. وكان الأدميرال ويليام ماكريفين، قائد القوات الأميركية الخاصة، قال، الأسبوع الماضي، في جلسة استماع بالكونغرس: «إذا تركت هذه الأسلحة في وضع غير مضمون، يمكن أن تصل إلى حزب الله اللبناني، وغيره من المنظمات الإرهابية. أعتقد أنه لا بد من جهد دولي عندما يسقط الأسد، وهو سيسقط، بهدف الحصول على هذه الأسلحة، وتأمينها».

وقالت مصادر إخبارية إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ناقش هذا الموضوع مع الرئيس باراك أوباما عندما تقابلا في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي. وإنه عبر عن قلق إسرائيل، خاصة إزاء حزب الله، بسبب التحالف بين حزب الله ونظام الأسد.

وكانت الولايات المتحدة والأردن تعاونا في الماضي، خاصة في المجال الاستخباراتي. وفي عمليات ضد «القاعدة» في كل من أفغانستان والعراق. وفي سنة 2006 في اغتيال أبو مصعب الزرقاوي، الأردني والزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق.