أنصار الصرخي يطالبون مرجعية النجف باعتذار

المئات منهم يتظاهرون في بغداد وينددون بـ«الإرهاب الفكري»

أحد أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يرفع صورته خلال مظاهرة في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

نظم المئات من أنصار رجل الدين الشيعي محمود الحسني الصرخي مظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد أمس في وقت أغلقت فيه القوات العراقية جميع الطرق المؤدية للساحة. وطالب المتظاهرون طبقا للشعارات واللافتات التي رفعوها برد الاعتبار إليهم من قبل الحكومة والمراجع، رافعين صورا لحرق مساجدهم ومكاتبهم.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «كلا كلا لحرق المساجد» و«كلا كلا للإرهاب الفكري» بينما طالبت لافتات أخرى المرجعية الدينية في النجف بتوضيح موقفها من حرق مكاتبهم، والاعتذار لهم رسميا. وفي مدينة الناصرية جنوبي العراق اعتصم عدد من أنصار الصرخي أمام مسجد وسط إجراء أمنية مشددة. وقال الناطق الإعلامي باسم المكتب علي الساري في تصريح أمس إن قوة أمنية منعت أنصار الصرخي من إقامة الصلاة في مسجد محمد باقر وسط مدينة الناصرية، رغم موافقة الحكومة المحلية على الصلاة في هذا المسجد.

وكان مكتب الصرخي في ذي قار قد كشف الأسبوع الماضي أن القوات الأمنية اعتقلت ما يقارب 80 من أنصاره، فضلا عن إصابة 20 خلال تفريق صلاة في ساحة الحبوبي في الناصرية. وأوضح المكتب أن «شرطة ذي قار منعت وصول المصلين إلى جامع محمد باقر الصدر الذي تم الاتفاق على إقامة صلاة أنصار الصرخي فيه، لكن بعد وصول المصلين إلى الجامع، شنت القوات الأمنية حملة لمنع الصلاة وقامت بضرب أنصار الصرخي بالعصي والهراوات، واستخدمت أيضا القنابل الصوتية». وكان مكتب الصرخي اتهم أواخر فبراير (شباط) الماضي ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في ذي قار بالتورط بأحداث العنف التي استهدفت مقاره في محافظات ذي قار والقادسية والبصرة. وفي سياق تلك الأحداث تعرضت منازل العديد من ممثلي السيستاني في محافظات الفرات الأوسط والجنوب لهجمات بعبوات ناسفة.

وقال الشيخ حسين الساعدي وهو من أهالي كربلاء (جنوب) وجاء للمشاركة في المظاهرة «نستنكر الاعتداءات التي تتعرض لها مكاتب المرجع الصرخي ونطالب الحكومة بتأمين حماية مكاتبنا»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت أم يحيى، ربة بيت في الثلاثينات، ترتدي حجابا إسلاميا أسود: «نتظاهر استنكارا لحرق القرآن وغلق مكاتب المرجع الصرخي التي نعتبرها أعمالا تهدف لإثارة الفتنة وزرع الفرقة بين المسلمين».

بدوره، قال محمد الحمداني (50 عاما)، من أهالي الديوانية (جنوب): «نطالب المرجعية الشيعية باتخاذ موقف حازم من الاعتداءات التي تقع على مكاتب الصرخي». وتابع: «أحمل الحكومة العراقية مسؤولية حماية أتباع ومكاتب الصرخي».

ويعرف الصرخي الذي ينتشر الآلاف من أتباعه في جنوب العراق، بعلاقاته السيئة مع المراجع الدينية الشيعية في النجف، منذ ظهوره عقب عام 2003 وإعلان نفسه مرجعا دينيا بمرتبة آية الله العظمى. وكان الصرخي قد اختفى في عام 2004، عقب محاولة القوات الأميركية اعتقاله في محافظة كربلاء، جنوب بغداد، لاتهامه بقتل عدد من جنودها. وفي 2006 خاض أتباع الصرخي مواجهات مع الشرطة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) قتل فيها العشرات، بينما جرى اعتقال نحو 200 شخص.