رئيس جماعة علماء العراق السنة: ثورة مصر كسرت عزلة بغداد

الملا لـ «الشرق الأوسط»: انعقاد القمة ولو لساعة رسالة مهمة يحتاجها العراقيون

TT

قال الدكتور خالد الملا، مستشار رئاسة الجمهورية العراقية، رئيس جماعة علماء العراق السنة، إن انعقاد القمة العربية في بغداد في 29 مارس (آذار) الحالي، ولو لساعة واحدة، يعطي للعراق الجديد دفعة قوية باتجاه المستقبل، وهي رسالة مهمة يحتاجها الشعب العراقي، مطالبا من الأطراف جميعها داخل العراق المساهمة في إنجاح هذه القمة.

وأشار الملا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، خلال زيارة الأخيرة إلى مصر، إلى أنه يقرأ المشهد العراقي ويلمح في تفاصيله شيئا واحدا هو محاولات أطراف معينة إثارة الحروب الطائفية والمذهبية، وقال: «كنا نتحدث في السابق عن حرب المياه، واليوم نتحدث ونحذر المسلمين من حرب المذاهب والطائفية والقوميات، وهذا هو واجب العلماء ورجال الدين لكي يقولوا كلمتهم في الترابط وإرشاد الأمة لتأخذ طريقها الصحيح». وأكد أن جماعة علماء العراق تعنى بقضايا الإسلام والوقوف بوجه التطرف والدعوة إلى الوسطية والاعتدال باعتبار أن العراق يعج بكل الطوائف والمذاهب، ومن ثم فهو يحتاج دائما إلى صوت العقل للسيطرة على التطرف وتداعياته، لافتا إلى أن ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في مصر فتحت الطريق أمام إمكانية انفتاح العراق على أشقائه العرب.

وقال الملا إن زيارته إلى مصر «تستهدف مد جسور التعارف والتقارب وإقامة علاقات جديدة وحديثة مع الأزهر وبعض القيادات الإسلامية لسبب واحد جوهري، وهو أن التغيير الذي حدث في مصر والعزلة التي كان يعيشها العراق منذ عشرات السنين؛ سواء في حقبة النظام السابق (نظام صدام حسين) أو ما بعد دخول القوات الأميركية، كسر هذه العزلة». وتابع الملا: «ربما تستطيع القاهرة بعد الثورة تقليل مخاوف بعض العرب من لعب دور في العراق، وبالتالي نرى أن إعادة هذه العلاقات وترسيخها، وخاصة مع الأزهر الشريف، لأننا نعتبره مرجعية ومؤسسة سنية مهمة جدا في عالمنا الإسلامي والعربي، يمكن أن تساعد العراق، ونحن نتخوف من انتشار ونمو التطرف في المنطقة، خاصة في الدول العربية، ونحتاج لأن يأخذ الأزهر دوره وأن يبرز خطابه الواضح للأمة الإسلامية والعربية، بمواقفه المعتدلة ودعوته الوسطية».

واتهم الملا أطرافا خارجية مرتبطة بقوى داخلية بزعزعة الاستقرار في العراق، قائلا إن الهدف الرئيسي من وراء أحداث العنف التي تشهدها البلاد عرقلة مسيرة العراق الجديد، موضحا أن هناك مناسبات كثيرة ومحاولات جرت بشكل غير مباشر للقاء قيادات تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، الذي تبنى عمليات التفجير التي جرت خلال الفترة الأخيرة في العراق، قائلا إن «اللقاء المباشر معهم متعثر.. لأنهم لا يعرفون الحوار ويتمسكون بالقتل وبالحرق والتدمير، من جهتنا، نفتح باب الحوار، فهو الباب الذي يمكن من خلاله تحقيق المصالحة».

وأشار رئيس جماعة علماء العراق السنة إلى أن هذه العمليات التي وصفها بـ«الإرهابية» لا ترتبط بوجود حكومة رئيس الوزراء، نوري المالكي، وقال: «حتى لو جاء أي مسؤول غير المالكي لن تتغير رؤية ومواقف هذه الجماعات، وسوف تستمر، خاصة أن هذه المجاميع التي تلبس لباس الدين قد عقدت اتفاقيات ومواثيق حزب البعث المنحل للاستمرار في قتل الشعب العراقي».

وعما إذا كانت التفجيرات التي حدثت مؤخرا لها علاقة بأزمة نائب رئيس الوزراء العراقي، طارق الهاشمي، قال الملا: «قد تكون واحدة من التداعيات لأن البيان الأخير الذي صدر من (القاعدة) عندما حدثت التفجيرات، يوم الخميس، قام بتبني العمليات، يوم الجمعة، وذكروا في البيان أن ما جرى هو انتقام لأهل السنة الذين هم في السجون وكأنهم هم المدافعون عن السنة، وهم في الحقيقة من قتلوا أهل السنة».