اتفاق لنقل مسؤولية سجن باغرام إلى الأفغان في غضون 6 أشهر

تأكيد أميركي أفغاني على «استمرار الشراكة الاستراتيجية»

جون الين، قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية «إيساف» (يسار)، ووزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم وارداك، قب التوقيع على اتفاق في العاصمة كابل يقضي بنقل تبعية سجن قاعدة باغرام إلى الأفغان (رويترز)
TT

قال مسؤولون أميركيون وأفغان إن الولايات المتحدة وافقت أمس على نقل تبعية سجن باغرام القريب من العاصمة الأفغانية كابل إلى السلطات الأفغانية قريبا. ووقع جون الين، قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم وارداك، على اتفاق في كابل يقضي بنقل تبعية سجن باروان في باغرام في غضون الأشهر الستة المقبلة.

وكانت كابل قد انتقدت السيطرة الأجنبية على السجن. وتسليم السيطرة على هذا السجن الذي عرف في بعض الأوقات باسم سجن «غوانتانامو الأفغاني» يعتبر من أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية حول توقيع معاهدة شراكة استراتيجية طويلة المدى. وقال الين في مؤتمر صحافي مشترك «توقيع هذه المذكرة يعتبر خطوة مهمة إلى الأمام في مفاوضات شراكتنا الاستراتيجية، كما أنه يتماشى بشدة مع توصيات اللويا جيرجا (البرلمان) ورغبة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي». وأضاف أن اتفاق التسليم «مثال آخر على تقدم عملية الانتقال وجهودنا لضمان ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين».

وفي الماضي، انتقد الرئيس كرزاي الولايات المتحدة بسبب عدم تعاونها بشأن تسليم سجن باغرام، المعروف رسميا بسجن باروان، والذي يديره التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وقال وارداك إن نقل مركز الاعتقال (إلى السلطات الأفغانية) خطوة مهمة «صوب ترسيخ وتقوية السيادة الوطنية لجمهورية أفغانستان الإسلامية». وقد طالب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عدة مرات بتسليم السلطات الأفغانية السيطرة على السجن قبل أن يوقع أي اتفاق بخصوص العلاقات الأفغانية - الأميركية تمهيدا لانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي المقاتلة في عام 2014. وانتقد ناشطون في مجال حقوق الإنسان بانتظام هذا السجن قائلين إنه لا يلبي المعايير الدولية، فيما يتعرض بعض السجناء فيه لاعتقال تعسفي من دون محاكمة أو توجيه التهم إليهم. وقال مسؤول غربي لوكالة الصحافة الفرنسية رافضا الكشف عن اسمه «من المرتقب توقيع مذكرة تفاهم حول نقل منشآت السجن الأميركي إلى السيطرة الأفغانية». وأكد هذه المعلومات سياماك هراوي، نائب المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، حيث قال إن عملية التسليم ستستكمل خلال ثلاثة أشهر.

ومن المرتقب أن يوقع مذكرة التفاهم وزير الدفاع الأفغاني الجنرال عبد الرحيم وارداك، وقائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون الين في حفل ينظم في وقت لاحق الجمعة.

والسجن الواقع في قاعدة باغرام العسكرية الواقعة شمال كابل يضم مقاتلين متمردين اعتقلتهم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للأطلسي والتي تتولى الولايات المتحدة قيادتها. وعاد سجن باغرام، الذي يعتبر في نظر العديد من الأفغان رمزا للاحتلال الأميركي، إلى واجهة الأحداث مؤخرا حين قام جنود أميركيون بإحراق مصاحف فيه، مما أدى إلى موجة احتجاجات مناهضة لأميركا خلفت أكثر من 40 قتيلا وأدت إلى توتر إضافي في العلاقات بين القوات الدولية والأفغانية. ويأتي الإعلان عن الاتفاق بعدما تحدث كرزاي والرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «الرئيس كرزاي أطلع الرئيس على الوضع الأمني في أفغانستان الذي هدأ منذ أحداث الأسابيع الماضية». وبحث الرئيسان أيضا محادثات المصالحة مع حركة طالبان والعملية المقبلة لنقل المهام الأمنية من قوات الأطلسي إلى القوات الأفغانية كما قال كارني. وأضاف أن «الرئيسين لفتا إلى التقدم الذي أحرز لجهة إبرام الشراكة الاستراتيجية التي تعزز السيادة الأفغانية، مع التطرق في الوقت نفسه إلى مسألة المتطلبات العملانية للعملية الانتقالية».

وكان كرزاي أعطى في مطلع يناير (كانون الثاني) الولايات المتحدة مهلة شهرا لكي تسلم المسؤولية عن السجن، ثم مددها لاحقا لكي تنتهي المهلة في 10 مارس (آذار). وقد بني السجن داخل قاعدة باغرام الأميركية بعد الاجتياح الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي أدى إلى الإطاحة بنظام طالبان في نهاية 2001.