الملف السوري غدا في مجلس الأمن.. وأميركا غير متفائلة بنتائجه

واشنطن تتوقع «قرارا ضيقا».. وتشبه عائلة الأسد بـ«المافيا»

TT

يعود الموضوع السوري إلى مجلس الأمن للمرة الثالثة غدا، بعد أن كانت روسيا والصين استعملتا «الفيتو» مرتين تأييدا لنظام الرئيس بشار الأسد. ولا تبدو واشنطن متفائلة بنتائجه أو بإمكانية تحقيق تقدم في هذا الشأن.

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، سوف يناقشان «مواضيع كثيرة، من بينها الموضوع السوري» عندما يلتقيان غدا في نيويورك. وأضافت: «ستكون محادثات نيويورك عن إمكانية صدور قرار ضيق إلى حد ما. رغم ذلك، سيدعم القرار الجهود الرامية إلى توفير الإغاثة الإنسانية».

وقالت نولاند إن المشاورات التي شملت الدول الخمس الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن والعضو المغربي، وهو العضو العربي الوحيد في المجلس، «لم تسفر عن نص متفق عليه». وأضافت: «بصراحة، نحن لا نريد الإفراط في التفاؤل بأنه سيتم التوصل إلى نص متفق عليه في المستقبل». وقالت إن اجتماعات لافروف في القاهرة، ثم اجتماعه مع كلينتون يوم الاثنين، سوف «توضح الصورة لنا».

ولاحظت نولاند أن «قادة في الجامعة العربية قالوا علنا إنهم قلقون جدا بشأن المواقف الروسية والصينية. وإنهم بدأوا يتحدثون عن آثار أوسع نطاقا على علاقاتهم مع روسيا، وعلاقاتهم مع الصين». وأضافت: «بالنسبة لهؤلاء القادة العرب، هذه هي منطقتهم. إنهم يريدون رؤية تقدم، وإنهم يريدون رؤية حل سلمي، وإنهم يريدون تحركا من جانب مجلس الأمن».

وأشارت نولاند إلى تصريحات كلينتون في مؤتمر تونس عن سوريا قبل أسبوعين، حيث استعملت كلمة «ديسبيكابل» (يدعو للتقزز) في وصف مواقف روسيا والصين بتأييد نظام الأسد. وقالت نولاند: «إننا نريد استعمال كمية كبيرة من الضغط على نظام الأسد، ونريد إعطاء فرصة للذين يدعمونه ليغيروا رأيهم لأن التاريخ يقف ضدهم وضد الأسد. ولهذا، يجب أن يكون واضحا ما قالته الوزيرة في تونس».

كما قالت نولاند، أول من أمس للصحافيين «في ظل نظام الأسد، السلطة السياسية في سوريا لا تعود إلى البرلمان ولا إلى مجلس وزاري، بل تتركز بين أيدي ما يشبه عائلة من المافيا».

وردا على سؤال أحد الصحافيين عن «عراب» هذه الأسرة «المافياوية»، أجابت نولاند «هل تعتقدون أن الأسد حذق بما يكفي ليكون رئيسها؟».

وأضافت «الأمر الوحيد الذي سأقوله هو أن (الأسد) رئيس البلاد وبالتالي فهو مسؤول بالكامل» عن أعمال العنف التي تشهدها سوريا، و«لهذا السبب فإن الأمر الوحيد المطلوب فعله هو أن تسلم هذه العائلة السلطة». واعتبرت أن «أولئك الذين يدعمون هذه العائلة والذين لا يزالون ينصاعون لأوامر قتل أبرياء، يحتاجون إلى التفكير مليا بما يقومون به وبالدم الذي تلطخت به أيديهم وعليهم القيام بخيار آخر»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي نفس الوقت، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، سوف يناقشان قضايا ثنائية ودولية، ومن بينها الوضع في سوريا، عندما يصل كاميرون إلى الولايات المتحدة غدا. وإنهما، يوم الثلاثاء، سيسافران معا إلى ولاية أوهايو لحضور مباراة في كرة السلة، وإن الهدف هو توثيق العلاقات بين الرجلين، وتسهيل تبادل الآراء في المواضيع الثنائية والدولية.

وقال جوش ايرنست، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحافي في الطائرة الرئاسية التي أقلت أوباما إلى ولاية فرجينيا، إن سوريا كانت من بين المواضيع التي ناقشها أوباما خلال الاتصال التليفوني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لتهنئة بوتين على فوزه برئاسة الجمهورية. لكن، رفض ايرنست تقديم تفاصيل.

وردا على سؤال عن فرار عدد من كبار المسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد، قال ايرنست: «هذه خطوات شجاعة من جانب أعضاء في النظام، وتوضح إظهار ولائهم ودعمهم للشعب السوري وتطلعاته، وليس لنظام ديكتاتور يسفك دماء شعبه. إنها، بالتأكيد، علامة على أن هناك تصدعات كبيرة في نظام الأسد. وإنها تثبت ما ظللنا نقول لبعض الوقت، وهو أن الأسد يضعف يوما بعد يوم في حكم سوريا. وأن سوريا ينبغي أن تعد لمرحلة سياسية انتقالية تشمل رحيل الأسد».

ورفض ايرنست التعليق مباشرة على تصريحات من معارضين سوريين بأنهم يرفضون اقتراح التفاوض مع الأسد الذي قدمه كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وحاليا مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا. وقال ايرنست: «نحن تعهدنا بالعمل مع مجموعة أصدقاء سوريا والمجتمع الدولي لدعم الشعب السوري وتطلعاته. ومن المؤكد أن دور المجتمع الدولي هنا مهم في إثبات أن نظام الأسد يجب عليه وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء، واحترام التطلعات المشروعة للشعب السوري. هذا هو الهدف من تلك الجهود رغم تعدد المنابر والوسائل».