وزير خارجية أفغانستان يعتزم زيارة السعودية ثم قطر لبحث السلام الأفغاني

5 من محتجزي طالبان في غوانتانامو يوافقون على نقلهم إلى قطر.. وكابل تشيد بالخطوة «الإيجابية»

جندي أفغاني يراجع معلوماته بعد دورة تدريبية خضع لها تحت إشراف عسكريين أميركيين في ولاية نانغرهار، أمس (رويترز)
TT

قال متحدث باسم الرئاسة الأفغانية، أمس، إن 5 أعضاء في حركة طالبان يوجدون حاليا قيد الاحتجاز في سجن غوانتانامو العسكري وافقوا على نقلهم إلى قطر، في إجراء تعتقد حكومة الرئيس حميد كرزاي أنه سيعزز عملية السلام الوليدة في أفغانستان.

وجاء هذا تزامنا مع إعلان كابل، أمس، أيضا أن وزير الخارجية الأفغاني، زلماي رسول، سيقوم خلال الأيام القريبة بزيارة السعودية ثم قطر، لبحث موضوع السلام الأفغاني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، جنان موسى زاي، إن من المقرر أن يتوجه الوزير رسول إلى السعودية ثم إلى قطر. وقال جنان موسى في تصريح سابق، أمس، إن زيارة الوزير رسول إلى قطر ستتم خلال أقل من 10 أيام.

وأعلن عن قبول أعضاء طالبان نقلهم من سجن غوانتانامو، في إطار إجراءات أميركية لإظهار حسن النية بهدف اجتذاب طالبان إلى طاولة المفاوضات قبل مغادرة القوات المقاتلة الأجنبية البلاد في نهاية عام 2014. ونقلت وكالة «رويترز» عن أيمل فيضي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، قوله: «نأمل أن يكون ذلك خطوة إيجابية نحو جهود السلام»، مضيفا أنه سيتم لم شمل محتجزي طالبان مع أسرهم في قطر إذا حدثت عملية النقل.

وستكون هذه الخطوة واحدة من بين سلسلة من الإجراءات التي تستهدف إظهار حسن النية يمكن أن تقود إلى بدء أول مفاوضات سياسية جوهرية بشأن الصراع في أفغانستان منذ الإطاحة بحكومة طالبان في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001. وبعد عام من الكشف عنها فإن مبادرة إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للسلام ربما توفر قريبا للولايات المتحدة فرصة تاريخية للوساطة من أجل إنهاء الصراع الذي بدأ ردا على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

لكن هذا التحرك نحو السلام ينطوي أيضا على مخاطر للرئيس الأميركي، باراك أوباما. ويواجه أوباما احتمال التعرض لانتكاسة سياسية قبل أشهر من انتخابات الرئاسة في ظل سعي حكومته إلى دعم ترتيبات يمكن أن تمنح قدرا من القوة لحركة طالبان المعروفة لدى الأميركيين بوحشيتها وتفسيراتها الصارمة للإسلام.

ورغم الجهود الدبلوماسية السرية على مدى عدة أشهر ما زال من غير الواضح ما إذا كانت عملية نقل سجناء غوانتانامو ستتم. وتتزايد الشكوك بشأن ما إذا كانت قيادة طالبان راغبة في مقاومة المعارضة المحتملة من جانب الأعضاء الشبان وأولئك الأكثر تشددا الذين يعارضون في ما يبدو إجراء مفاوضات.

وزار كبير مساعدي كرزاي، إبراهيم سبين زادة، المعتقل العسكري الأميركي في غوانتانامو الأسبوع الماضي للحصول على موافقة معتقلي طالبان الـ5 لنقلهم إلى قطر. وطالبت حكومة كرزاي بأن يعطي الأعضاء الـ5 البارزون في حكومة طالبان السابقة المحتجزون في غوانتانامو منذ نحو 10 سنوات موافقتهم قبل نقلهم ليصبحوا رهن الاحتجاز في قطر.

ويأمل مسؤولون أميركيون أن تكتسب مبادرة السلام قوة كافية لتمكين أوباما من الإعلان عن بدء محادثات سياسية كاملة بين حكومة كرزاي وطالبان أثناء قمة لحلف شمال الأطلسي في مايو (أيار). ويعتبر بعض المسؤولين الأميركيين محتجزي طالبان من بين المحتجزين الأكثر خطورة في معتقل غوانتانامو.

وأثار احتمال نقلهم هجوما من سياسيين أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حتى قبل أن تبدأ الإدارة رسميا عملية الإبلاغ اللازمة عن هذه الخطوة في الكونغرس. ومن بين السجناء الـ5 الذين قد ينقلون إلى قطر محمد فضل وهو معتقل «شديد الخطورة» يزعم أنه مسؤول عن قتل الآلاف من الأقلية الشيعية في الفترة بين عامي 1998 و2001، ونور الله نوري وهو قائد عسكري كبير سابق، وعبد الحق واثق نائب وزير الاستخبارات الأسبق، وخير الله خير خوا وهو وزير داخلية سابق.