حزب الله: لن نقبل بمخيمات للاجئين السوريين في لبنان

قال للسفيرة الأميركية إن الزمن الذي تصدر فيه الإدارة الأميركية أوامر في لبنان وترى من يطيعها انتهى

TT

شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن حزب الله لا يمكن أن يقبل بمخيمات للاجئين السوريين في لبنان، «لأن أي مخيم للاجئين السوريين في لبنان سيتحول إلى بؤرة عسكرية تنطلق ضد سوريا ثم تنطلق ضد لبنان أيضا، وعادة هذا النوع من الجماعات هم عابرون للقارات وللبلدان، ولا يعملون على أساس الانتماء إلى بلد واحد، وينتقلون مع جنسيات مختلفة من محل إلى آخر»، وسأل: «ما هي مصلحة لبنان أن يجعله البعض مقرا أو ممرا للإضرار بسوريا ولبنان في آن معا؟ وما المصلحة أن يكون لبنان ساحة لهؤلاء؟ نحن نرفض إنشاء مخيمات اللاجئين، وعلى كل حال يوجد شبه إجماع لبناني على رفض استخدام لبنان ساحة للإضرار بسوريا، أما المعالجات الإنسانية فلها طريقتها الاعتيادية المعروفة التي لا تحتاج إلى مخيمات ولا إلى طريقة تعزز حالة العداء ضد سوريا».

واعتبر قاسم أن «المراهنين على تطورات سوريا فشلوا فشلا ذريعا»، وقال: «14 آذار اليوم تتخبط بخياراتها السياسية وطروحاتها وتنتقل من فشل إلى فشل على مستوى لبنان وسوريا والمشروع الذي تفكر فيه»، وسأل: «أما آن لهم أن يتعظوا ويراجعوا حساباتهم لهذه الخيارات الفاشلة؟ كانوا يتوقعون أن يتغير النظام في سوريا وينعكس التغيير على لبنان لقلب المعادلة في لبنان من الخارج، فلا هم حصلوا على قوة الداخل ولا على قوة الخارج، وكما فشلوا من 2005 إلى 2011، كذلك اليوم فشلوا في الرهان على سوريا والانغماس خارج دائرة مصلحة لبنان».

ولفت قاسم إلى أن «السفيرة الأميركية (مورا كونيللي) تجاوزت حدودها وأرادت أن تعطي أوامر للبنان بأن يحمي المسلحين السوريين ضد النظام»، وتوجه إليها بالقول: «انتهى الزمن الذي تصدر فيه الإدارة الأميركية أوامر في لبنان وترى من يطيعها، اليوم زمن أن يأخذ لبنان قراراته وألا يكون هناك وصاية عليه». وفيما أكد قاسم أن «المقاومة بألف ألف ألف خير، وهي جاهزة ليل نهار لمواجهة التهديدات الإسرائيلية»، أردف قائلا «اعلموا أنه لولا جهوزية المقاومة لضربت إسرائيل لبنان واحتلته مجددا منذ زمن بعيد، ولكن بسبب هذه الجهوزية مع المعنويات العالية والتجربة الرائدة، فإن إسرائيل أعجز من أن تقدم على حماقة، وإذا فكرت في يوم من الأيام أن تقدم على هذه الحماقة فالثمن كبير ونحن متوكلون على الله تعالى، وكما نصرنا سابقا سينصرنا لاحقا».

واعتبر قاسم أن «الصحوة الإسلامية في المنطقة العربية أو كما يسميها البعض الربيع العربي أو الثورات العربية، بدأت بحراك شعبي له امتداد وانعكاس وتداعيات، وما زال هذا الحراك الشعبي يتكون ولم ينته بالبلدان الـ6 (مصر، وليبيا، واليمن، وتونس، والبحرين، وسوريا) التي تعرضت له، إذ يمكن أن نرى في القريب العاجل حراكا شعبيا في بعض الدول التي تعتبر نفسها خارجة عن دائرة التحرك أو التأثر». وأضاف: «هذا الحراك في تلك الدول سيكون من نتائج ما حصل في هذه الدول الست، وانتظروا سنة أو سنتين أو أقل من ذلك وسنرى أن هناك تطورات ستحصل، لأن الموضوع أكبر بكثير من إمكانيات هذه الدول على لجم هذا الحراك الشعبي الموجود»، لكنه اعتبر أن «الحراك في سوريا موجه دوليا من اللحظات الأولى التي انطلق فيها، وقد انتقل مباشرة إلى استخدام الوسائل العسكرية».