معارك شرسة في إدلب التي تتعرض لأعنف قصف منذ تشديد الحصار.. والجيش الحر يسقط طائرات عسكرية

«السوري الحر» يدعو الجاليات العربية والأجنبية لمغادرة سوريا قبل إغلاق المطارات

أحد ضباط الجيش السوري الحر أثناء مواجهات مع الجيش النظامي في إدلب أمس (أ.ب)
TT

أكد ثائر الحاجي، ممثل تنسيقيات الثورة السورية في أوروبا، أن عناصر الجيش الحر أسقطت أمس طائرتين حربيتين تابعة للنظام في سرمين، وهي منطقة في مدينة إدلب، وأن «العقيد رياض الأسعد أكد هذا الخبر»، كما قال إن هناك معلومات عن طائرة ثالثة، و«لكن لم يتم التأكد من ذلك»، وأضاف الحاجي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» مساء أمس، أن هناك حديثا عن إغلاق مطارات سوريا يوم 15 مارس (آذار) بمناسبة العيد الأول للثورة، وقال «واحتمال أن يكون يوم 15 يوم عصيان مدني»، كما ناشد جميع المغتربين بجعله يوما للخروج والتظاهر والدعوة لإسقاط النظام.

بدوره، دعا أمين سر المجلس العسكري للجيش الحر النقيب عمار الواوي إلى تصعيد ما وصفه بالعمل الثوري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية يوم 15 مارس (آذار) الجاري مناشدا الجاليات العربية والأجنبية مغادرة الأراضي السورية قبل إغلاق المطارات، حسب قوله.

ولم تنعكس لا من قريب أو من بعيد اللقاءات الدبلوماسية التي كانت تعقد في دمشق والقاهرة على أرض الواقع في سوريا حيث بدأت قوات النظام في حملة هي الأشرس على محافظة إدلب موقعة - بحسب لجان التنسيق المحلية - أكثر من 37 قتيلا في مختلف المحافظات السورية تسعة منهم في إدلب، و16 قضوا في كمين في جسر الشغور، وثمانية في درعا منهم 5 جنود منشقين، وثلاثة في ريف دمشق «داريا ودوما» وعلى الأقل قتيل في حمص. ونشطت أمس العمليات المتبادلة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، فسقط وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان «16 عنصرا من المجموعات المنشقة قرب مدينة جسر الشغور (في محافظة إدلب) بينهم ضابطان برتبة ملازم في كمين نصبته قوات النظام السوري بينما كان المنشقون في طريقهم للمشاركة في القتال ضد القوات النظامية في مدينة إدلب».

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «إعدام خمسة جنود منشقين في درعا رميا بالرصاص بعد إلقاء القبض عليهم من قبل جيش النظام وخطف جثامينهم».

بالمقابل، قالت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت ضابطا برتبة عقيد ركن في أشرفية صحنايا في ريف دمشق»، فيما قال ناشطون إن «ثلاثة جنود من الجيش النظامي على الأقل قتلوا إثر استهداف مجموعة منشقة لأربع ناقلات جند مدرعة حاولت اقتحام أحياء بمدينة إدلب». وأعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن قواته استطاعت إسقاط مروحية وتدمير ست دبابات في إدلب، وأفاد بانشقاق ثلاثين عنصرا من الجيش ومعهم دبابتان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إدلب تعرضت بالأمس لقصف هو الأعنف منذ تشديد الحصار عليها قبل أيام، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال «إنه القصف الأعنف منذ إرسال تعزيزات إلى إدلب هذا الأسبوع، ويمهد لعملية اقتحام»، موضحا أن «القصف يطال أحياء عدة، وهناك إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على أحياء القصور والضبيط والحارة الشمالية».

من جهته، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية، ميلاد فضل، من إدلب إن «القصف عنيف جدا.. وبدأ الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، وتسبب بسقوط ثلاثة أبنية في شارع الثلاثين». وأشار إلى أن القوات النظامية «تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة»، معتبرا أن «العملية تهدف لإخضاع المنطقة».

وأفادت الأنباء عن انهيار عدة أبنية في المدينة إثر القصف العنيف، وبدء قوات الجيش اقتحامها وتحديدا في شارع الثلاثين غرب المدينة، وذلك في ظل نزوح وهروب أغلب السكان. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش النظامي الموجود في إدلب طلب من عناصر الجيش الحر عن طريق مسؤولين محليين وعبر مكبرات الصوت في المساجد أن يسلموا أسلحتهم، مما دفع بعدد من الأهالي للنزوح من بعض قرى إدلب نحو مختلف الاتجاهات. وكان الإعلام الرسمي السوري مهّد من ناحيته لما يعتقد أنها عملية عسكرية موسعة على إدلب، ببث عدد من الأخبار عن مجموعات إرهابية مسلحة تقوم بالسطو والتخريب في مناطق عدة من المحافظة، بالإضافة إلى الإعلان عن تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي كانت معدة للتفجير في سراقب بريف إدلب.

وتكتسب محافظة إدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود أكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية، كما أن موقعها مثالي لحركة الجيش الحر بسبب وعورة تضاريسها ومساحاتها الحرجية الكثيفة، هذا علاوة على قربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماه الذي تنشط فيه أيضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي. وفي وقت لاحق أفاد ناشطون أن الجيش السوري أعدم عشرة شبان رميا بالرصاص في قرية إبلين بجبل الزاوية في إدلب، فيما قتل مواطن في بلدة كفرنبل في جبل الزاوية إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات السورية.

وفي تطورات ميدانية أخرى أفيد عن مقتل شخص في داريا بريف دمشق، وإصابة 4 بينهم امرأة وطفل نتيجة إطلاق الرصاص الكثيف واشتباكات مع أفراد من الجيش الحر. وقال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة دارت في مدينة داريا بعد منتصف ليل الجمعة السبت أسفرت عن سقوط اثنين من القوات النظامية وثلاثة من العناصر المنشقة، وقد تبع الاشتباكات وصول تعزيزات أمنية إلى المدينة ترافق مع إطلاق رصاص كثيف مما أدى إلى مقتل مواطن برصاص قوات الأمن. بدورها، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن حملات دهم واعتقالات وملاحقة للناشطين في مدينة القطيفة بريف دمشق. وفي مدينة دوما بريف دمشق أيضا سُجل إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل.

أما في حمص، وفي حي العشيرة، فقامت قوات الجيش والأمن السوري وبحسب ناشطين باقتحام الحي وسط أنباء عن وقوع مجزرة وإعدام عائلة كاملة وإحراق العديد من المنازل. وفي بلدة تلدو بحمص سقط قتيل وعدد من الجرحى في قصف للجيش السوري، فيما تحدث ناشطون عن قصف استهدف أحياء عشيرة وكرم الزيتون والشهداء والرفاعي صاحبه نزوح للأهالي، وأضافوا أن الجيش يطبق الحصار على حي الرفاعي. أما في دمشق، فسُمعت أصوات عيارات نارية في مطار المزة العسكري جراء قصف عنيف وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة في محيط المطار، وخاصة من الجهة الجنوبية.

وذكر ناشطون أن دبابات الجيش النظامي اقتحمت مجددا منطقة الجيزة بدرعا، وأن مدرعات اقتحمت حي الجبيلة وسط مدينة دير الزور. وفي حماه، دوّت عشرات الانفجارات بمنطقة الصابونية والعليليات، تبعها إطلاق نار كثيف من حواجز الجيش والأمن على المنازل.

وكان ناشطون سوريون قد بثوا صورا على مواقع الثورة السورية على الإنترنت لمظاهرات مسائية في العديد من المناطق، بينها حي ركن الدين بدمشق. وقد ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام، كما رفعوا لافتات تندد بموقف المجتمع الدولي.

وفي ريف دمشق، بث ناشطون صورا لمظاهرة مسائية قالوا إنها تضامنية مع الانتفاضة الكردية وتطالب بتطهير البلاد. وفي حلب بث ناشطون صورا على الإنترنت لما قالوا إنها مظاهرة مسائية في حلب بجمعة «الوفاء للانتفاضة الكردية».

وقد ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام والاستمرار في الثورة حتى تحقيق النصر على حد تعبيرهم، كما رفعوا علم الثورة ولافتات تندد بالمجتمع الدولي.