انفجارات وسط العاصمة دمشق ونشر علم الاستقلال على جبل قاسيون

نزوح الآلاف من حمص وأعنف حملة عسكرية على إدلب وجسر الشغور

مواطنون من إدلب يزيلون أحد المطبات الاصطناعية أول من أمس لتيسير دخول سيارات الإسعاف إلى أحد الأحياء (أ.ب)
TT

كانت دمشق أمس عنوان المواجهة بين الجيش السوري الحر والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، فيما عادت مدينة حمص، التي دكّت مدفعية الجيش السوري حي الزيتون فيها بوابل من القذائف التي طالت معظم منازله، إلى واجهة الأحداث السورية على الرغم من إعلان النظام أنه «حرر» المدينة.

وشملت العمليات العسكرية محافظة إدلب التي تشن القوات النظامية أعنف هجوم عليها في الوقت الحالي، فضلا عن مدن كبرى مثل حلب وحماه ودرعا وغيرها، في حين أعلنت لجان التنسيق السورية أن «36 شخصا قتلوا في سوريا، أكثر من نصفهم سقطوا في إدلب». وسجل يوم أمس انشقاق 18 جنديا بعتادهم الكامل في مناطق المواجهات في إدلب، كما قُتل جندي منشق استهدفته قوات الأمن السورية خلال عملياتها.

وخرج الآلاف في مناطق متفرقة من سوريا في «أحد الشهيد مصطفى جركس»، ابن مدينة دير الزور الذي قضى تحت التعذيب في سجون القوى الأمنية، وعمت المظاهرات أحياء من دير الزور، الرقة، حلب، دمشق، درعا، الزبداني، وبعض أحياء حمص وحماه، منددين بوحشية النظام ومطالبين بإسقاطه.

وشهدت العاصمة دمشق حالة استنفار أمني واسعة النطاق، كما سمعت أصوات انفجارات في أكثر من منطقة في قلب العاصمة ظهر أمس دون معرفة ماهية تلك الأصوات، ورجح سكان بالعاصمة أن تكون تلك أصوات قنابل صوتية، فيما تناقلت وسائل الإعلام أنباء عن اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي في حي ركن الدين وشارع الثورة، إلا أن شهود عيان في شارع الثورة نفوا سماعهم أصوات اشتباكات، وأكدوا أنهم سمعوا صوت انفجار من جهة شارع بغداد وسط العاصمة، وجاءت تلك التطورات بعد ليل شهد قطع عدة طرق بالنار، وسماع إطلاق نار كثيف عند منتصف الليل في حي العدوي، وأيضا في حي ركن الدين.

إلا أن الهيئة العامة للثورة السورية أفادت بوجود تبادل كثيف لإطلاق نار بين الجيش السوري والجيش السوري الحر، شملت حي ركن الدين، شارع الثورة، جوبر، أتوستراد العدوي، شارع بغداد، باب مصلى، والمهاجرين في وقت مبكر من صباح أمس.

كما قامت مجموعة من الشباب تسمي نفسها «اتحاد شباب دمشق للتغيير» بحرق صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد خلف كلية الاقتصاد في حي البرامكة، وسط العاصمة وعلى بعد 100 متر من مقر وكالة الأنباء السورية «سانا»، فيما خرجت مظاهرة طلابية في الشارع بين كليتي العلوم والفنون، ولكنها هوجمت على الفور من قبل الشبيحة وقوات الأمن وتم اعتقال نحو عشرة طلاب، كما تعرضت طالبات كن هناك للضرب على يد الأمن والشبيحة الذين انتشروا بشكل كثيف.

من جانب آخر، قامت مجموعة «أبطال قاسيون» بنشر علم الاستقلال بطول 22 مترا على سفح جبل قاسيون بالقرب من جامع الأربعين صباح يوم أمس.

وفي ريف دمشق قتل شخص وجرح الكثير في بلدة جوبر، وحصلت حملة مداهمات واسعة في قرى القلمون بمدينة يبرود، تركزت في قرى الجبة وبخعة والمعرة، وسقط خلالها عدد غير محدد من القتلى والجرحى.

وفي غضون ذلك، أعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن «قوات عسكرية وأمنية نظامية اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور وبدأت حملة مداهمات واعتقالات»، لافتا إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في قرية الجانودية «أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وإعطاب ناقلة جند مدرعة»، مشيرا إلى «استشهاد مدني برصاص القوات السورية خلال هذه الاشتباكات». كما نفذت القوى النظامية حملات اعتقال شملت عائلات بكامل أفرادها من نساء وأطفال، وتم استخدام بعضهم كدروع بشرية. وتزامنت تلك التطورات مع اقتحام أحياء متفرقة من مدينة إدلب، واستعدادات الجيش النظامي لشن هجوم ضد المنشقين في منطقة جبل الزاوية، حيث أفاد الناشطون السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي بوصول تعزيزات كبيرة تضم دبابات وناقلات جند إلى المنطقة، استعدادا لحملة عسكرية واسعة.

كما نزح أكثر من خمسة آلاف شخص من أحياء كرم الزيتون وعشيرة وجب الجندلي إلى أحياء حمص القديمة خلال اليومين الماضيين، بسبب تواصل القصف على تلك المناطق، وقال ناشطون هناك إن قوات الجيش النظامي قصفت بعنف شديد حي كرم الزيتون يوم أمس، سقط جراءه عدد من القتلى والجرحى، كما اقتحم الشبيحة بعض المنازل وقاموا بقتل عائلات بأكملها ونهب وسرقة محتوياتها، بحسب ما أكده الناشطون، الذين أكدوا أيضا قيام قوات الأمن عند حاجز القلعة بإطلاق نار كثيف باتجاه شارع الوادي وشارع حج فوز القصير.

وواصلت قوات الجيش النظامي عملياتها الموسعة في ريف محافظة إدلب، وتعرضت قرى الجانودية وأريحا لقصف مدفعي عنيف طال المنازل.

وبحسب ناشطين تم استخدام بعض الأهالي كدروع بشرية خلال تنفيذ عمليات الاقتحام، كما تمت مداهمة الكثير من الأحياء، وأثناء ذلك انشق نحو ثمانية عشر جنديا واشتبكوا مع الجيش النظامي. وفي مدينة كفرنبل في ريف إدلب، انشق طاقم مدرعة بينهم ملازم، ما تبعه اشتباك عنيف بالقذائف بين الجنود المنشقين والجيش النظامي.

وفي محافظة حلب، خرجت مظاهرة في جامعة إيبلا الخاصة، الواقعة طريق حلب - إدلب، بعد وصول أنباء عن قصف مدفعي لمدينة أريحا وسقوط عدد من القتلى.

كما أفاد «المرصد» بأن «ناشطة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعارض استشهدت في حلب بعد منتصف ليل السبت/ الأحد، إثر إطلاق الرصاص عليها في حي الشيخ مقصود»، مشيرا إلى أن هذه الحادثة «أشعلت الحي، حيث سيطر الأهالي على الحي ونشروا الحواجز في شوارعه بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق الرصاص». في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن المجموعات الإرهابية اغتالت بطل الملاكمة غياث طيفور في مدينة حلب. وذكر مصدر مطلع للوكالة أن المجموعة الإرهابية استهدفت الملاكم طيفور أثناء مروره بسيارته الخاصة في ساحة جامعة حلب وأطلقت النار عليه، ما أدى إلى وفاته فورا نتيجة إصابته بخمس طلقات بالرأس.

وفي مدينة حماه أعلن موقع الثورة السورية على الـ«فيس بوك» أن «كتائب أمن الأسد اعتقلت إمام وخطيب جامع (فاطمة الزهراء) في بلدة غباغب، الشيخ محمد محمود السويداني البالغ من العمر 75 عاما، والذي سبق أن اعتقله فرع المخابرات الجوية في دمشق في الشهر الخامس من العام الماضي، حيث تعرض للتعذيب والإهانة، وأودع الزنزانة المنفردة لمدة شهر ونصف، ثم تم إخلاء سبيله، ومنع من الخطابة والإمامة».