الخرطوم تقترح عقد قمة بين البشير وسلفا كير في جوبا لحل الخلافات

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : سيتم التوقيع على اتفاق إطاري حول قضايا الجنسية وترسيم الحدود

TT

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الخرطوم اقترحت على جوبا عقد قمة رئاسية بين رئيسي السودان عمر البشير ودولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت في عاصمة الدولة الحديثة في أقرب وقت ممكن لحل القضايا الكبرى التي لم يتمكن الوفدان من حلها خلال المفاوضات الحالية. وأبدى وفدا البلدين مرونة كبيرة في هذه الجولة حول عدد من القضايا العالقة، وتوقعا أن يتم توقيع اتفاق في مواضيع الجنسية وترسيم الحدود، على أن تترك المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة السودانية للقمة الرئاسية لاتخاذ قرارات سياسية بما فيها أبيي.

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط»، إن الخرطوم طلبت من وفد جوبا الاتفاق على عقد قمة رئاسية تجمع البشير وسلفا كير في أقرب وقت للاتفاق حول القضايا التي لم يتم فيها اتخاذ قرار من الوفدين وتتطلب تدخل المستويات الأعلى في الدولتين.

وكان البشير قد وعد كير في آخر زيارة له للخرطوم بأن يردها له في جوبا، لكن العلاقات توترت بين البلدين وتبادلا الاتهامات في الاعتداءات على حدود الأخرى. وكشفت المصادر عن أن المفاوضات ربما سيتم رفعها للتحضير لتلك القمة التي ستعقد في أقرب وقت. وأشارت إلى أن وفدي السودان وجنوب السودان أبديا مرونة كبيرة في التفاوض حول مناقشة القضايا العالقة، وتوقعت أن يتم التوقيع على اتفاقيات إطارية حول قضيتي الجنسية وترسيم الحدود التي توصل فيها الجانبان (80 في المائة) إلى أن يتم ترسيمها مع تعريف وتحديد للمناطق الخلافية وتشكيل لجان لبدء الترسيم على المواقع التي تم الاتفاق عليها بعد التوقيع مباشرة. وأشارت إلى أن هناك عددا من المناطق ظهر حولها خلاف سيقوم كل طرف بتعريفها. وقالت إن الاتفاق الإطاري حول الجنسية سيتضمن تحرير 35 ألف جنوبي مختطف في الشمال، كانت حكومة الجنوب قد شددت على ضرورة تحريرهم بعد تضمينهم في الاتفاق الإطاري. وأضافت أن الخرطوم طلبت من جوبا المساهمة في إعفاء ديون السودان بمناقشة المجتمع الدولي، وقالت إن وفد دولة جنوب السودان وافق مبدئيا على المقترح.

واتفق الطرفان، بحسب المصادر، على تنشيط مذكرة التفاهم حول وقف العدائيات بين البلدين، والتي تم توقيعها في أديس أبابا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقالت إن الاجتماع الذي عقد أمس بين رئيسي الوفدين إدريس محمد عبد القادر من الجانب السوداني، وباقان أموم من دولة جنوب السودان كان صريحا وشفافا. وأضافت أن الجانبين اتفقا على ضرورة أن تكون هناك جدية منهما لإنهاء التوتر على حدودهما، إلى جانب اجتماع آخر عقده الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي مع رئيس الوزراء ميليس زيناوي، حيث نقل له آخر مواقف الطرفين في المفاوضات والمقترحات التي تقدم بها لتقريب وجهات النظر بين الوفدين. وتوقعت المصادر أن يتم رفع هذه الجولة يوم غد (الثلاثاء) في حال التوصل إلى الاتفاقية الإطارية، وقالت إن الوفدين سيعودان إلى بلديهما لإجراء المشاورات مع قياداتهما حول ما تم في هذه الجولة وللتحضير لعقد القمة الرئاسية.

من جهته، قال وزير النفط والتعدين استيفن ديو داو لـ«الشرق الأوسط»، إن المفاوضات بين وفدي البلدين تسير بروح إيجابية. وأضاف أن حكومة بلاده تحمل رؤية استراتيجية لحل القضايا العالقة وفتح صفحة جديدة من التعاون مع الخرطوم. وقال «يجب أن نتخلى عن الأهداف القصيرة والتكتيكات الصغيرة وأن تكون الرؤية بأن الجميع منتصر وليس هناك مهزوم». وأضاف «لكن لم نتلمس جدية من الوفد السوداني وجاءوا بذات الروح السابقة»، مشيرا إلى أن ملف النفط لم يحدث فيه جديد وأن وفد بلاده طرح قضايا عبور النفط ونقله وفق المعايير الدولية. وقال «نحن مستعدون للتوصل إلى اتفاق ومساعدة السودان في سد عجزه بعد استقلال جنوب السودان على أن يوقف اعتداءاته على حدود الدولة الجديدة». وقال «من جانبنا نحن على ثقة أن نتوصل إلى اتفاق في حال تحلى الطرف السوداني بعقلانية وبعد نظر في التوصل إلى اتفاق في كافة القضايا المتعلقة في ترسيم الحدود، النفط، العلاقات التجارية وأبيي».