واصلت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية، أمس، استقبال طالبي الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة لسحب ملفات الترشيح الخاصة بهم، وذلك لليوم الثاني على التوالي، في الوقت الذي بدأ فيه المرشحون معركة تحرير التوكيلات، لجمع 30 ألف توكيل من أجل الترشيح، وفقا للقانون الخاص بتنظيم إجراءات الانتخابات.
وقال المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، في تصريحات له إن إجمالي الذين توافدوا على اللجنة لسحب أوراق ترشيحهم حتى أمس بلغ 250 شخصا، بينهم 201 شخص سحبوا أوراقهم مع انتهاء اليوم الأول.
وشهد ثاني أيام الترشيح أجواء هادئة في لجنة الانتخابات مقارنة بسابقه، والذي شهد طوابير من طالبي الترشيح أمام اللجنة.
وكان أبرز من سحب أوراقه أمس الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل، والتي حضرت إلى مقر اللجنة مرتدية جلبابا ريفيا تعبيرا عن تضامنها مع الأسر الفقيرة في القرى المصرية، والمحامي البارز مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك الأسبق.
ومن الجوانب اللافتة في طالبي الترشيح أمس سحب عدد من الأفراد المسيحيين أوراق الترشح، وهم الذين نفوا أن يكونوا قد حصلوا على دعم من الكنيسة أو أن يكون قرار الترشح بتوصية من الكنيسة. كما أعاد صاحب مستشفى علاج النائب السلفي أنور البلكيمي الأضواء حوله بالتقدم لسحب أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية.
وفيما يعكس ظاهرة سياسية جديدة، تواصل ظهور المرشحين غير المعروفين والمهمشين لسحب ملفات الترشيح باللجنة، حيث حضر مزارع إلى مقر اللجنة على ظهر دراجة نارية (موتوسيكل)، وظهر مرشح آخر يرتدي «شبشب» لسحب ملف الترشيح، وهو ما أثار جدلا بين أنه مظهر لا يليق، وبين ما اعتبره البعض نوعا من ممارسة حق الحرية والديمقراطية.
واتفق جميع طالبي الترشيح من المهمشين على الشكوى من شرط جمع 30 ألف توكيل من أجل الترشيح واعتبروه شرطا تعجيزيا أمام ترشيحهم، الأمر الذي انعكس على مكاتب الشهر العقاري حيث بدأت معركة تحرير التوكيلات لصالح المرشحين، في حين بدأ مرشحون تركيز جهودهم على الشرطين الآخرين من قانون الترشح، وهما الحصول على تصويت 30 عضوا من البرلمان بغرفتيه، أو الترشح بتأييد أحد الأحزاب.
وأكد الأمين العام للجنة الانتخابات المستشار حاتم بجاتو أنه لم يتقدم أي مرشح بأوراق ترشحه رسميا وفقا لإجراءات القانون، وأن اللجنة تنتظر أي مرشح يقدم أوراقه وفقا للشروط المعلنة، وأن كل ما يحدث هو استفسار من المرشحين على الشروط، معللا ذلك بأن إتمام إجراءات الترشح تأخذ وقتا إلى حين جمع التوقيعات من 30 ألف مواطن من 15 محافظة على الأقل.
وفي ما يتعلق بالمشاكل التي تواجه المواطنين في توثيق التوكيلات للمرشحين، قال بجاتو إن حجم الشكاوى في اليوم الثاني أقل بكثير من اليوم الأول، وإن اللجنة راقبت أعمال مكاتب التوثيق من خلال تجول بعض أعضاء الأمانة العامة من دون الكشف عن هويتهم وتأكدوا من حسن سير إجراءات التوثيق من دون تعقيدات.
من جانبه، أكد رئيس قطاع الشهر العقاري بوزارة العدل المصرية، أنه يصعب حصر أعداد التوكيلات أو التوقيعات التي يتم تجميعها، وذلك لأن موظفي المكاتب العقارية يقومون بتوثيق التوكيلات كتابيا في أوراق وليس إلكترونيا، ويقوم مندوبو المرشحين الموزعون في جميع المكاتب بتسلم تلك التوكيلات.