أنباء عن تفخيخ منازل المعارضين تجبر عائلاتهم على الرحيل

السوريون يتخوفون من عملية أمنية واسعة النطاق يجري التحضير لها

TT

لم تخلُ المدن السورية التي دخلت إليها قوات النظام وأجهزته الأمنية من اضطهاد طال عائلات المعارضين السوريين، وقد تراوحت بين تفخيخ منازلهم لإجبارهم على الرحيل ضمن مهلة محددة، وبين اعتقال النساء والأطفال لإجبار المعارضين المطلوبين على تسليم أنفسهم، فضلا عن قصف المنازل والأبنية التي حالت المقاومة السورية دون دخولها.

وقال أبو محمد العيسى، أحد النازحين من مدينة إدلب، إن القوى الأمنية أجبرت عائلته على إخلاء المبنى الذي تقطن به، في محاولة لتطهير الحي من المعارضين. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أخبروا أفراد العائلة القاطنين في المبنى أنه تم تزنيره (تلغيمه) بعبوات وتفخيخه بكميات من المتفجرات، وسيُصار إلى تفجيره بعد ساعتين بمن فيه إذا لم يتم إخلاؤه، ليتبين بعد ذلك أن الحديث عن التفخيخ كان تمثيلية أرادوا منها إخلاء الحي من المعارضين في عملية تطهير سياسي لم يسبق أن حصلت في المدينة».

وأشار العيسى إلى أن هذه الواقعة «تكررت مع أكثر من عائلة في المدينة، وقد عمدت القوى الأمنية إلى تفخيخ بعض الأبنية فعلا، في محاولة لترهيب الساكنين المناوئين للنظام، وغير المتعاونين معه استخباراتيا»، لافتا إلى أن وجود القوى الأمنية وعناصر استخباراتها «تكثف بعد فك الحصار عن بابا عمرو في حمص، ما يشير إلى أن عملية أمنية واسعة النطاق يجري التحضير لها في إدلب».

الطريق من إدلب إلى الحدود اللبنانية - السورية، كما قال عائدون سوريون، مكتظ بالسيارات والمدرعات العسكرية وبالحواجز الأمنية.. «لكن حين تصل إلى مشارف مدينة حمص، ستجد نفسك في قلب قاعدة عسكرية مفتوحة وواسعة، ما أن تنتهي من حاجز تفتيش، حتى تدخل إلى آخر.. ولم نعد نعلم أين وضعت فروع الاستخبارات حاجزا، إذ كثرت في تلك المنطقة فروع أجهزة المخابرات، وبعضها لم نكن نسمع عنه قبل الآن».

وتحولت تلك المنطقة إلى تجمع عسكري للنظام، يجري فيها التدقيق بهويات المدنيين واعتقال آخرين ومنع كثيرين من التحرك. فقد اشتدت الضغوط على المدينة منذ نحو شهرين، ولم يفك أسرها حتى هذا الوقت. وأشار عبد الرحيم سلمان، ابن مدينة حمص، إلى أن «أحياء كثيرة من حمص ما زالت محاصرة وتجري فيها عمليات تدقيق بالداخلين والخارجين، وتفرض القوات الأمنية السورية طوقا أمنية، فضلا عن الحواجز الثابتة والمتنقلة، في إجراء يهدف إلى اعتقال المعارضين أو أحد أفراد عائلاتهم لإجبار المطلوبين على تسليم أنفسهم». وقال هؤلاء إن عمليات التفتيش والتدقيق «لا تقتصر على الرجال، حيث يجري التدقيق بهويات النساء والأطفال والشيوخ، الخارجين من المدينة والداخلين إليها».

المشهد في حمص، كما يؤكد سلمان، يبدو «عسكريا بامتياز». واستعاض النظام بتلك الإجراءات عن القصف المدفعي «بعد عمليات التطهير السياسي والأمني التي قام بها الجيش في أحياء المدينة التي تعرضت للقصف المتواصل خلال الأسابيع الماضية». وأشار إلى أن القصف «طال جميع الأبنية التي حالت مقاومة المعارضين من دخولها، وكانت تسقط القذائف بمعدل واحدة كل دقيقتين على منازل يقيم فيها المعارضون والمقاومون، وجُعِلت منازل أخرى مسرحا للقوى الأمنية التي كانت تقتحمها بغرض الانتقال إلى الأبنية الأخرى. كما اختار القناصة مواقع في منازل هي الأقرب إلى بيوت المعارضين، جاعلين من بيوت السوريين متاريس لحرب شوارع أجبرت المدنيين على الرحيل وإخلاء منازلهم».