في خطوة لم تكن مفاجئة للمراقبين السياسيين في العاصمة العراقية وفي أوساط المقربين من المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، تم الإعلان رسميا أمس عن انفصال المجلس ومنظمة بدر. وقال بيان لتيار «شهيد المحراب» الذي يتزعمه أيضا الحكيم، إن «المجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر يعلنان بوعي وإدراك كاملين أنهما اليوم تنظيمان مستقلان تماما الواحد عن الآخر، وإن ما يسعيان إليه بهذا الإجراء هو تمكين الكيانين من القيام بمهامهما بوضوح ومسؤوليات أعلى»، مضيفا أن استقلالية التنظيمين «لن تمنعهما العمل في إطار واحد هو تيار (شهيد المحراب)».
وأوضح البيان، أن «استقلالية القيادتين لا تقلل من أهمية العمل المشترك والتنسيق العالي بينهما فيما تقضيه المصلحة الوطنية والدينية» وأن قيادات وكوادر وجماهير المجلس الأعلى ومنظمة بدر «مصممة على مواصلة السير في خدمة شعبنا الذي هو فضاؤنا الحقيقي الذي نسعى جميعا من أجل خدمته وتحقيق مطامحه المشروعة». من جهتها، أعلنت منظمة بدر التي يتزعمها وزير النقل الحالي هادي العامري في بيان تلاه القيادي فيها محمد ناجي بمقر المجلس الأعلى الإسلامي، أن «المجلس والمنظمة يعلنان بوعي وإدراك كاملين أنهما اليوم تنظيمان مستقلان تماما الواحد عن الآخر»، لافتا إلى أن «ما يسعيان إليه بهذا الإجراء هو تمكين الكيانين من القيام بمهامهما بوضوح ومسؤوليات أعلى».
ويمثل المجلس الأعلى الإسلامي القيادة السياسية العليا لتيار «شهيد المحراب»، الذي يضم في تشكيلته المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة الحكيم ومنظمة بدر بقيادة العامري، وحركة سيد الشهداء، وحزب الله، والعدالة، كما يتكون المجلس الأعلى من مكاتب وتنظيمات منتشرة في مختلف محافظات العراق. وكانت منظمة بدر قد أسست نهاية عام 1980 من قبل زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم الذي اغتيل بتفجير سيارة مفخخة في شهر أغسطس (آب) عام 2003 بعد شهور من عودته من إيران، وعدت الجناح العسكري للمعارضة الإسلامية الشيعية إبان حكم صدام حسين، وقد اتخذت من إيران ملاذا لها، قبل أن يقرر آية الله محمد باقر الحكيم في ختام مؤتمره الأول الذي عقد في مدينة النجف بعد سقوط النظام تحويل فيلق بدر إلى منظمة مدنية، معللا ذلك بأن دور فيلق بدر قد انتهى عند سقوط نظام صدام حسين.
إلى ذلك، أعلن عضو كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري النائب عن التحالف الوطني جواد الحسناوي، أن تفكك مكونات «شهيد المحراب» لا يؤثر على التحالف وعمله. وقال الحسناوي في تصريح، إن «انفصال مكوني (شهيد المحراب)، المجلس الأعلى ومنظمة بدر، وعملهما ككيانين مستقلين لا يؤثر على عمل التحالف الوطني في مجلسي النواب والوزراء، وذلك لأن جميع مكونات المحراب منضوية داخل الوطني، خصوصا أن التحالف متماسك وقوي».