ساركوزي يسعى لإعادة الزخم إلى حملته وتغيير بوصلة الاستطلاعات

عبر خطاب ألقاه خلال مهرجان كبير حضره عشرات الآلاف من أنصاره

ساركوزي أثناء وصوله لإلقاء خطابه في فيلبانت قرب باريس أمس (أ.ف.ب)
TT

سعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، إلى إعادة الزخم لحملته قبل ستة أسابيع من الانتخابات الرئاسية من خلال مهرجان انتخابي كبير بالقرب من باريس حضره عشرات الآلاف من أنصاره وأعضاء حزبه في الوقت الذي ترجح فيه استطلاعات الرأي هزيمته.

وختم «ملتقى فيلبانت» أسبوعا حافلا، عمد الرئيس خلاله إلى اللعب بكل الأوراق من العودة إلى مشاكله الزوجية وأخطائه عام 2007، إلى تأكيد المواقف المتشددة من الهجرة والإسلام، التي اتبع فيها خطى اليمين المتطرف، وإعلان انسحابه من العمل السياسي إذا لم ينتخبه الفرنسيون من جديد للرئاسة في 22 أبريل (نيسان) و6 مايو (أيار) المقبلين. وقال ساركوزي أيضا خلال هذا الأسبوع «ساعدوني»، مخاطرا بذلك باستخدام «الجوكر»، وفقا للصحافة التي تتحدث عن استراتيجية تهدف إلى جعل الاقتراع «استفتاء عليه أو ضده».

ولكن عشية هذا اللقاء الحاسم تجمعت سحب جديدة في سماء الرئيس مع الانشقاق المفاجئ لاثنين من وزرائه السابقين، أحدهما راما ياد التي نددت بـ«استراتيجية يمينية متطرفة» للرئيس. ولم يعد أمام نيكولا ساركوزي أكثر من ستة أسابيع لتغيير اتجاه استطلاعات الرأي التي تتوقع انتصارا كبيرا للمرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند (56 في المائة في الجولة الثانية بحسب آخر استطلاع).

ومنذ إعلان ترشحه في 15 فبراير (شباط) الماضي لم يتوان ساركوزي عن تقديم المقترحات وعقد اللقاءات العامة والالتقاء بالكثير من الفرنسيين، إلا أن كل هذا الجهد لم يؤت ثماره بعد. ويشعر البعض في حزبه، صاحب الغالبية البرلمانية، بالقلق حيال ذلك. وقال أحد نواب «التجمع من أجل حركة شعبية»، إن «السؤال المطروح اليوم هو هل سنهزم بـ48 في المائة أم 42 في المائة».

وعول ساركوزي على اللقاء الكبير أمس لإعادة الزخم إلى معسكره وإقناع الفرنسيين بأنه حقا «مرشح الشعب» القادر على قيادته لأخذ منحى القرن الحادي والعشرين، كما يؤكد. وراهن الحزب الرئاسي مسبقا على مشاركة 60 ألف شخص لقاء أمس الذي تابعه نحو 600 صحافي وتوج بخطاب لرئيس الدولة. ذكرت ناتالي كوتشيوسكو - موريزيه، المتحدثة باسم الرئيس مسبقا أن الرئيس «سيعيد المقترحات التي قدمها بالفعل (استفتاءات، الهجرة، التعليم، التدريب المهني) وربما يطرح أخرى جديدة».

ولاستعادة شعبيته خاض ساركوزي الأسبوع الماضي الجدل حول اللحوم المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية (المسماة اللحوم الحلال) الذي كان أول من آثاره اليمين المتطرف الذي تعطي استطلاعات الرأي مرشحته مارين لو بن نحو 15 في المائة في الجولة الأولى. ولمح الرئيس إلى أن هذه المسألة تحتل «أولوية» لدى الفرنسيين، معلنا تأييده «لوضع بيانات تصنيف على اللحوم بحسب طريقة الذبح». وبعد ذلك بقليل أثار رئيس وزرائه غضب ممثلي اليهود والمسلمين بدعوتهم إلى التخلي عن «التقاليد السلفية القديمة».

وتأكيدا للاتجاه اليميني لحملته وجه الرئيس ضربة جديدة للهجرة الشرعية، مؤكدا أن «لدينا الكثير من الأجانب على أرضنا»، ومقترحا «خفض» عدد الأجانب الذين يأتون إلى فرنسا كل عام «إلى النصف». كما وعد ساركوزي بفرض ضريبة جديدة على المؤسسات الكبرى في البلاد، وذلك ردا على فرنسوا هولاند الذي اقترح أن تصل الضريبة إلى 75 في المائة بالنسبة لأصحاب الثروات الضخمة تفرض على حصة العائدات التي تزيد على مليون يورو سنويا.