أنان يغادر دمشق من دون اتفاق.. ويعتبر مهمته «صعبة»

قال للأسد «لا يمكنك تغيير اتجاه الريح» وقدم سلسلة مقترحات له

أنان أثناء لقائه أمس مع مفتي سوريا أحمد حسون والبطريرك إيغناتيوس هازيم في دمشق (إ.ب.أ)
TT

بينما سقط أكثر من 130 قتيلا سوريا خلال ساعات زيارته، أنهى موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، زيارته الأولى إلى سوريا، التي التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد مرتين، معلنا أنه قدم له «سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة».. وقال أنان إنه «متفائل»، على الرغم من أنه أقر بأنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء.

وأكد أنان أن «المحادثات تركزت على ضرورة وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والحوار»، ولفت إلى أن «الرد الواقعي هو القبول بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسوريا ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان».

وأعرب أنان عن «تفاؤله» بعد جولة ثانية من المحادثات عقدها مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال، في تصريح صحافي في ختام لقائه الأسد، إن مهمته ستكون «صعبة، لكن علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل». وأضاف أنان: «إنني متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت الكثير من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا، وأغلب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف». وقال أيضا: «إنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم»، مشيرا إلى أن «الوضع سيئ للغاية وخطير جدا ولا يمكن لأحد أن يفشل».

وأعلن أنان، الأحد، أنه قدم للرئيس السوري «سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض، وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة». وأكد أنان أن المحادثات تركزت على ضرورة «وقف فوري لأعمال العنف والقتل، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والحوار». وأضاف أن «الرد الواقعي هو (القبول) بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسوريا ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان».

وقال أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، غاني الجنسية: «قمت بحثِّ الرئيس على العمل بالمثل الأفريقي الذي يقول: لا يمكنك تغيير اتجاه الريح؛ لذا غير اتجاه الشراع»، وأضاف أن سوريا بحاجة إلى إجراء تغيير وإصلاح.

وأشار أنان، قبيل مغادرته إلى قطر، إلى أنه ترك مع الأسد «مقترحات واضحة» للخروج من دائرة الصراع الذي أودى بحياة الآلاف. واستطرد: «يجب أن تبدأ بوقف القتل والمآسي والانتهاكات التي تحدث اليوم ثم تمنح وقتا لتسوية سياسية».

ولم يصدر تعليق فوري عن المسؤولين السوريين بشأن نتيجة المحادثات، لكن الوكالة العربية السورية للأنباء نقلت عن الأسد قوله لعنان، أول من أمس: «إن الإرهابيين الذين ينشرون الفوضى ويثيرون الاضطرابات يعوقون التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة»، كما نقل عن الأسد «استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث».

إلى ذلك، شدد عضو المجلس الوطني السوري، محمد سرميني، على «ضرورة حصول تدخل لحماية الشعب السوري ووقف القتل وسحب القوات السورية من المدن والبلدات والإفراج عن المعتقلين»، ورأى سرميني أن «زيارة المبعوث الدولي، كوفي أنان، إلى سوريا لم تغير شيئا، وما زال النظام يقوم بالعمل نفسه على أرض الواقع»، وقال: «إننا في المجلس الوطني نعمل للتجييش لاجتماع مؤتمر سوريا الذي لا نريد أن يكون كمؤتمر تونس، ونريد منع النظام من الاستمرار بعمليات القتل».

بينما قالت بسمة قضماني، من المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس: «إن تنحي الأسد هو بالتأكيد الشرط الأول للنقاش أو التفاوض».