تفاؤل حذر في الرباط حول محادثات نيويورك بين المغرب و«البوليساريو»

سعد الدين العثماني يقود لأول مرة الوفد المغربي في مفاوضات الصحراء

TT

عبرت مصادر في الرباط عن تفاؤل حذر حول ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات التي انطلقت أمس في مانهاست بضواحي نيويورك بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعوة من كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وتشارك فيها الجزائر وموريتانيا كمراقبين.

وهذه هي المرة الأولى التي سيلتقي فيها سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي أعضاء في جبهة البوليساريو في إطار الجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية بين الجانبين حول نزاع الصحراء. ويضم الوفد المغربي، الذي يقوده العثماني لأول مرة، محمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية)، وخليهن ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.

وكانت الجولة الثامنة من المفاوضات بين الطرفين الممهدة لعقد جولة خامسة من المفاوضات الرسمية قد فشلت في تحقيق أي تقدم يذكر لإيجاد تسوية لهذا النزاع، حيث «استمر كل طرف في رفض اقتراحات الطرف الآخر». ويقترح المغرب تخويل الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا لحل النزاع، بينما تصر جبهة البوليساريو على تنظيم استفتاء تقرير المصير. إلا أن الجديد الذي حملته الجولة السابقة هو أن الطرفين اتفقا على إشراك ممثلين آخرين عن سكان الصحراء في مواكبة المفاوضات الجارية بينهما، كما تطرقا إلى القضايا المتعلقة بالموارد الطبيعية وإزالة الألغام، واستئناف الزيارات العائلية، على أن تتم عن طريق البر أيضا. وتأتي هذه الجولة من المفاوضات في ظل تغيرات جوهرية تشهدها البلدان المغاربية، ورغبة قادتها في إحياء مشروع اتحاد المغرب العربي، الذي ظل نزاع الصحراء يشكل عقبة كؤود أمام انطلاقه.

وكان آلان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، قال أثناء زيارته للمغرب يوم الجمعة الماضي، إن باريس تدعم الاقتراح المغربي الداعي إلى تمتع الأقاليم الصحراوية بحكم ذاتي تحت السيادة المغربية في إطار نظام الجهوية الموسعة الذي اعتمده المغرب. وقال جوبيه «إن الاقتراح المغربي هو الاقتراح الوحيد الواقعي المطروح على طاولة المفاوضات التي تجرى تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة». وأضاف أن على المغرب والجزائر أن يتحاورا على هذا الأساس.

وقالت وكالة الأنباء المغربية، إن الجولة الجديدة من المحادثات غير الرسمية تأتي «في سياق إقليمي جديد يتميز ببداية تطبيع في العلاقات المغربية - الجزائرية وبالسعي لإعطاء انطلاقة جديدة لاتحاد المغربي العربي وخاصة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية سعد الدين العثماني للجزائر يومي 23 و24 يناير (كانون الثاني) الماضي وتلك التي قام بها الرئيس التونسي للمغرب أيام 7و8 و9 فبراير (شباط) الماضي إضافة إلى احتضان الرباط لاجتماع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي يوم 18 من الشهر الماضي». وأشارت الوكالة إلى أن التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة المغاربية ضمن ما يصطلح عليه بـ«الربيع العربي» وما تشهده المنطقة الواقعة جنوب الصحراء من نزوح لآلاف اللاجئين والمهاجرين وانتشار للأسلحة والمرتزقة فضلا عن تفشي الأعمال الإجرامية كل هذه العوامل تتطلب إعادة ترتيب الأوراق والتفكير الجماعي في إطار نظرة جيوسياسية إقليمية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن بهذه المنطقة من جنوب حوض المتوسط.