باكستان: مقتل 14 وإصابة 30 في تفجير انتحاري استهدف جنازة

مسؤول حكومي شكل ميليشيات معادية لطالبان كان الهدف من التفجير

TT

قتل 14 شخصا على الأقل، وأصيب نحو 30 آخرين بجروح إثر تفجير انتحاري أثناء جنازة في شمال غربي باكستان أمس، كما أعلنت الشرطة ومصادر طبية.

وأوضح الضابط في الشرطة كلام خان لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «التفجير وقع قرب مقبرة بعد أن أنهى السكان لتوهم الصلاة عن روح الميت في حي بدابر عند أطراف بيشاور عاصمة ولاية خيبر بختونخوا».

وأضاف «إنه هجوم انتحاري. عثرنا على رأس منفذ التفجير وساقيه»، مؤكدا أن «13 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 30 بجروح».

وأكد الطبيب رحيم جان من المستشفى المحلي هذه الحصيلة. وقال «لدينا 13 قتيلا جميعهم من الرجال. وهناك 34 جريحا إصابات أربعة منهم بالغة الخطورة».

وقال قائد شرطة بيشاور امتياز ألطاف أيضا أنه تفجير انتحاري على الأرجح، مشيرا إلى استخدام 8 كيلوغرامات من المتفجرات.

ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير، لكن ناشطين إسلاميين قاموا بهجمات كثيرة في المنطقة.

ووقع التفجير بعد الصلاة على روح امرأة متوفاة من السكان المحليين. وتعتقد الشرطة أن خوشيدل خان، نائب رئيس المجلس الإقليمي، والذي كان مشاركا في الجنازة قد يكون هدف التفجير.

وقال ضابط الشرطة خان، إن خوشيدل خان الذي ينتمي إلى حزب عوامي القومي العلماني شكل ميليشيات معادية لطالبان في المنطقة وهو مدرج على لائحة ناشطي طالبان باكستان.

وأضاف خان «إنه لم يصب بجروح وهو سالم». وروى شهود عيان أن موقع التفجير كان مغطى ببرك الدماء والأشلاء البشرية. وقال صدام حسين، البالغ من العمر 21 عاما «كنا قد رفعنا الجثمان وتوجهنا إلى المدفن بعد الصلاة عندما سمعنا دوي انفجار هائل». وأضاف أنه رأى «أشلاء بشرية منتشرة في المكان وبقع الدماء. وكان الناس يصرخون ويطلبون النجدة». وقال إن «الناس الذين جاءوا إلى الدفن نقلوا الجرحى في سياراتهم وأسرعوا إلى المستشفى».

وفي المستشفى كان زاهر شاه ينتحب إلى جانب جثة شقيقه الأكبر ريس خان. وقال هذا الباكستاني البالغ 40 سنة من العمر «لماذا قتلوا شقيقي؟ كان في غاية الجمال».

وأضاف أن «هذا الصباح تناولنا معا الفطور. والدتي لن تبقى على قيد الحياة إن رأت الجثة».

وتقع بيشاور التي تعد 2.5 مليون نسمة عند أطراف المناطق القبلية في شمال غربي باكستان، والتي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لطالبان الأفغان.

وتشكل هذه المناطق مسرحا للمعارك بين المتمردين الإسلاميين والجيش الباكستاني كما كانت منذ 2004 هدفا لصواريخ كثيرة أطلقتها طائرات أميركية من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

وكانت حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع «القاعدة» أعلنت في 2007 الجهاد ضد الحكومة بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب».

وقتل الناشطون الإسلاميون أكثر من 4900 شخص في باكستان منذ هجوم القوات الحكومية على مسجد كان يحتله متطرفون في إسلام آباد في يوليو (تموز) 2007. وتفجير أمس (الأحد) أثناء جنازة هو الأول منذ 15 سبتمبر (أيلول) الماضي عندما استهدف تفجير انتحاري ميليشيات معادية لطالبان وقتل 46 شخصا أثناء جنازة في شمال غربي منطقة دير السفلى.

وقد وقع نحو 120 هجوما بالقنابل في باكستان خلال عام2011 مقابل 96 في 2010، لكن أقل بكثير من عام 2009، حيث وقع 203 تفجيرات في سائر أرجاء البلاد، وفقا لتعداد أعدته وكالة الصحافة الفرنسية.