انشقاق أول ضابط مسيحي عن جيش الأسد

المقدم مطيع إلياس: جيش النظام يقوم بتصفيات جماعية على أساس طائفي

TT

أظهر شريط فيديو قام ناشطون سوريون بتحميله على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» انشقاق أول ضابط مسيحي في مدينة إدلب شمال سوريا عن الجيش النظامي التابع للأسد، وإعلان انضمامه إلى ثورة الشعب السوري.

وقال المقدم مطيع إلياس إلياس، الذي أبرز بطاقته العسكرية في الشريط المصور، إنه انشق «بعد أن شاهدت بأم عيني قيام الجيش الأسدي بالانحراف عن دوره في حماية الشعب والوطن، وتحوله نحو قتل المواطنين الأبرياء عبر القيام بعمليات إبادة جماعية على أساس طائفي». وأضاف إلياس: «انطلاقا من قناعتي بأن الشعب السوري بجميع أديانه وطوائفه هو مكون واحد، فأنا كضابط مسيحي أعلن انشقاقي عن الجيش الأسدي، ووقوفي إلى جانب إخواني في لواء صقور الشام لمحاربة نظام الاستبداد والقتل والطائفية».

يأتي هذا الانشقاق بعد أيام من إعلان مجموعة من الجنود العلويين انشقاقهم عن الجيش السوري وتشكيلهم سرية داخل صفوف الجيش السوري الحر أطلقوا عليها اسم «سرية العلويين الأحرار»، مما دفع أحد الناشطين المعارضين للتفاؤل بشكل جدي «بانضمام الأقليات بصورة أوسع في الثورة السورية، ليس على صعيد المشاركة في المظاهرات فحسب، وإنما في العمل العسكري المقاوم لنظام بشار الأسد وزبانيته».

ويقول الناشط الذي يعمل داخل تنسيقية تضم بين أعضائها أشخاصا ينتمون إلى طوائف مختلفة لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بداية الثورة كان معنا ناشطون مسيحيون وعلويون ودروز. الشعب السوري كله ضد نظام الأسد، وخطاب الفتنة والتفرقة الذي اتبعه النظام عبر إعلامه ليزرع الكره بين مكونات الشعب الواحد لم ولن ينفع، وها هم المسيحيون والعلويون ينشقون عن الجيش ويحاربون ضد نظام أذاقهم من القمع والذل والاستبداد ما أذاق غيرهم من أبناء سوريا».

ويشير الناشط إلى أن النظام «عمد، منذ بداية الثورة، إلى تسويق خطاب تخويفي عبر أجهزة إعلامه يتهم فيه كل من يتظاهر ضده بأنه سلفي متطرف يريد تصفية الأقليات وتهجيرها من البلاد، الأمر الذي ترك انطباعا سلبيا لدى المسيحيين والدروز؛ فامتنعت شرائح كبيرة منهم عن المشاركة في المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد.. بينما استغل النظام الحاكم انتماء رئيسه إلى الطائفة العلوية ليستخدم أبناءها كدروع للدفاع عنه وممارسة القمع بحق أبناء الطوائف الأخرى».

ويتمثل المسيحيون، الذين ينتمي المقدم المنشق مطيع إلياس إلى صفوفهم، في المجلس الوطني المعارض عبر الكثير من الأعضاء، أبرزهم جورج صبرا، المرشح لخلافة برهان غليون في رئاسة المجلس، كما تصدرت المشهد المعارض أسماء مسيحية معروفة، منها الفنانة مي سكاف والفنان فارس الحلو.

يُذكر أن المجتمع السوري، الذي يصل تعداد سكانه إلى 23 مليون نسمة، يضم فسيفساء دينية وإثنية وقومية متنوعة ومعقدة، تتوزع على النحو التالي: 70% من السنة (العرب)، 8 إلى 9% من العلويين (العرب)، 8% من السنة (الأكراد)، 8% من المسيحيين (العرب الأرثوذكس في الدرجة الأولى)، 2 إلى 3% من الدروز (العرب)، 1% من الشيعة (العرب وسواهم)، أقل من 1% من السنة (الشركس)، أقل من 1% من أقليات أخرى كاليزيدية والإسماعيلية، ومنها عدة آلاف من اليهود.