مظاهرات الغضب تعم سوريا بعد مذبحة حمص

مداهمات في حلب ودمشق.. وانفجار حافلة بدرعا وقتلى في أعنف قصف على إدلب

مظاهرات الغضب المنددة بمجزرة حمص ملأت شوارع أغلب المدن السورية أمس (يوتيوب)
TT

أعلنت لجان التنسيق المحلية اليوم الثلاثاء يوم حداد في كل أنحاء سوريا اعتراضا على المجزرة البشعة التي وقعت في حي كرم الزيتون في حمص يوم أمس، وكانت المظاهرات الغاضبة قد عمّت مختلف المدن السورية استنكارا للمجزرة ولمطالبة المجتمع الدولي التدخل سريعا لوضع حد للعنف المتصاعد، فيما استمرت قوات الأمن بدكّ عدد من المدن السورية أبرزها حمص وإدلب.

وقال ناشطون إن 24 شخصا قتلوا في كمين نصبه الجيش السوري النظامي أثناء محاولة مدنيين النزوح من مدينة إدلب، وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف عشوائي عنيف ومستمر على بلدة معرة مصرين من قبل قوات جيش النظام، وأفادت كذلك بأن حالة نزوح جماعية تشهدها أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية وبعض أجزاء من الخالدية، وذلك نتيجة استمرار استهداف هذه الأحياء بقذائف الهاون عشوائيا منذ أشهر وتكرار المجازر الجماعية بحق سكان هذه الأحياء.

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن مجزرة جديدة وقعت في مدينة إدلب عندما قتل 24 شخصا على يد قوات الجيش السوري حين كانوا يحاولون النزوح والهرب خارج المدينة خوفا من القصف.. وقال الناشطون إن 13 شخصا قتلوا في قصف استهدف مباني سكنية في المدينة، وإن آخرين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف آخر استهدف مدينة أريحا وبلدة مرعيان والجانودية قرب إدلب. وقد وُصف القصف الذي تعرضت له المدينة بالأعنف منذ تشديد الحصار عليها قبل أيام.

وقال أحد الناشطين في إدلب لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري يمنع دخول مادة الطحين إلى المدينة منذ أيام» متحدثا عن «تمركز قوات الأمن والقناصة في المدارس تحضيرا لاقتحام المنطقة».

بدوره، تحدث المرصد السوري عن حملة اعتقالات طالت محافظة إدلب، فاعتقلت القوات النظامية 35 مواطنا من قرية عين لاروز بجبل الزاوية وهددت الأهالي إن لم يسلموا المنشقين باستهداف القرية مجددا.

من جهة أخرى، قال نشطاء من المعارضة السورية إن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة درعا في جنوب سوريا أمس، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى ثلاثة أشخاص في منطقة شهدت معارك شرسة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية.

وقال الناشط ماهر عبد الحق لوكالة رويترز إن الانفجار قتل تلميذة وأصاب 25، وقدمت جماعات معارضة أخرى روايات مختلفة، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن القنبلة استهدفت عربة عسكرية وقتلت ثلاثة من أفراد قوات أمن الدولة.. بينما قال ناشط آخر من درعا إن الانفجار لم يقتل أحدا.. ولم يتسن التأكد من عدد الضحايا نظرا للتقييد الذي تفرضه الحكومة السورية على وسائل الإعلام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الانفجار وقع بالقرب من مستودع عسكري وتبعته اشتباكات عنيفة، ولكنه لم يذكر عدد القتلى أو الجرحى في القتال.. فيما قال ناشط آخر لـ«رويترز» إن «بعض المعارضين زرعوا القنبلة لاستهداف رجال الأسد، لكنهم لم يقتلوا أحدا.. وبعد ذلك فتحت قوات النظام النار على الشارع وأصيب ثلاثة أشخاص بينهم امرأة».

في هذا الوقت، أعلنت لجان التنسيق المحلية اليوم الثلاثاء يوم حداد في كل أنحاء سوريا على الشهداء الذين ذهبوا ضحية مجزرة حمص، ودعت اللجان السوريين لإغلاق المحال التجارية والامتناع عن الذهاب إلى العمل والمدارس والجامعات وإغلاق الطرقات.

وفي غضون ذلك، قال سكان فروا من حي بابا السباع إن القصف اشتد يوم أمس على الحي بعد ورود معلومات عن نقل الثوار للجثث إلى حي باب السباع، وقال شاب يدعى نديم لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع في حمص خطيرة للغاية، وقد فررت من منزلي في حي بابا السباع يوم أمس مع اشتداد القصف وإطلاق النار على الحي ووصول تهديدات لهم بالذبح ما لم يغادروا منازلهم»، لافتا إلى «أن إطلاق النار والقصف على الحي لم يتوقف طوال الأشهر الأخيرة.. لكنه يوم أمس اشتد كثيرا وكأنها حرب إبادة»، مؤكدا على أن النظام يقوم «بتهجير قسري للسكان».

وفي دمشق تحدث ناشطون عن حملة مداهمات واعتقالات عشوائية طالت منطقة جوب، وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن والجيش اقتحموا منطقة الحجر الأسود وقاموا بحملة مداهمات عنيفة للمنازل واعتقالات عشوائية ردا على قطع الطريق الرئيسي بين الحجر الأسود والقدم من قبل الناشطين. وبالتزامن، أفيد عن خروج مظاهرة كبيرة في حي العسالي تضامنا مع حي كرم الزيتون بحمص نادت بتسليح الجيش الحر.

وقام ناشطون بقطع عدة طرق بإشعال الحرائق ليل الأحد ويوم الاثنين، حيث تم إغلاق كورنيش الميدان وطريق دمشق القنيطرة. كما خرجت مظاهرات انتشرت على أثرها قوات الأمن بكثافة، وجرى إطلاق النار على المتظاهرين. كما قطع عدد من الطرق في مناطق قاسيون والصالحية صباح يوم أمس.

وفي ريف دمشق، وبالتحديد في منطقة رنكوس، تحدث ناشطون عن قصف عنيف بالمدفعية طال مزارع المدينة وقالوا إن أصوات الانفجارات تدوي في كل مكان وإن عملية تمشيط للمنازل مستمرة. وقالت لجان التنسيق إن حملة دهم واعتقال طالت الحارة الغربية في الزبداني لافتة إلى وصول تعزيزات أمنية للمدينة.

وفي حلب، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين طلاب جامعة حلب وقوات الأمن بالحجارة والعصي في كلية العلوم، فيما أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات الأمن طوّقت بالكامل حي صلاح الدين في مدينة حلب، ونفذت حملة اعتقالات عشوائية بحثا عن الجرحى الذين أصيبوا في المظاهرات.

وكانت قوات الأمن استخدمت النار بغزارة لتفريق مظاهرات كبرى انطلقت ليل الأحد الاثنين في المدينة، بحسب ما أعلن متحدث باسم الهيئة العامة للثورة في حلب. وقال المتحدث إن المظاهرات التي شارك فيها أكثر من 5 آلاف شخص انطلقت من 3 مساجد هي مسجد التقوى والخضر والسعد، والتقت عند دوار صلاح الدين قبل أن تواجهها قوات الأمن والشبيحة بإطلاق النار.

ومن حمص، أفيد عن إصابة امرأة وطفلها إصابات بالغة في مدينة القصير نتيجة قصف قوات النظام على المدينة واستهدافها المنازل والبساتين والنازحين من أحياء مدينة حمص بقذائف الهاون والدبابات. وقال ناشطون إن القناصة يعتلون المباني الحكومية ويستهدفون كل ما يتحرك.

كما قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إنّه وفي طفس كما في داعل اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام أدت إلى مقتل ضابط برتبة نقيب وعنصرين ردا على مجزرة كرم الزيتون، فيما أوضح ناشطون أن قوات الأمن مدعومة بالدبابات اقتحمت بلدة معربة وسط حملة تكسير وتفتيش للمنازل والمحال التجارية.

وفي وقت تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن اشتباكات عنيفة جدا وقصف عنيف طال قلعة المضيق في حماه، قال ناشطون إن جيش النظام اقتحم بلدة حلفايا في حماه بعد خمسة أيام من القصف وشن حملة مداهمات.