أنان في تركيا بعد قطر.. والنظام السوري يرى في مهمته «إيجابيات»

مطالبا المجتمع الدولي برسالة واضحة بأن قتل المدنيين «غير مقبول أبدا».. ويلتقي المعارضة في أنقرة اليوم

TT

واصل الموفد الدولي – العربي إلى دمشق كوفي أنان محادثاته في دول الجوار بعد زيارته الأولى إلى العاصمة السورية يومي السبت والأحد الماضيين. وحط أنان في تركيا بعد قطر، معربا عن ضرورة «توجيه العالم رسالة واضحة للنظام السوري بأن (قتل المدنيين غير مقبول أبدا)».. فيما قال متحدث باسمه إنه سيلتقي بممثلين للمجلس الوطني السوري المعارض في أنقرة اليوم.

وقال أنان للصحافيين في أنقرة قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: إنه يحاول «إجلاس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الإنسانية ووقف قتل المدنيين».

وأوضح أنان أنه يحاول التوصل إلى حل بأسرع ما يمكن، وتوفير مواد الإغاثة للمدنيين في أكثر المناطق تضررا من القتال الدائر بين القوات الموالية للأسد ومقاتلي المعارضة. كما قال: «سنمضي قدما ونحاول ضمان إتاحة وصول المساعدات الإنسانية.. لن يكون الأمر سهلا، سيستغرق وقتا، وآمل ألا يكون طويلا لأننا لا نستطيع تحمل استمرار هذا الأمر لبعض الوقت. ولن تحل القضية اليوم».

وكان أنان أطلع المسؤولين في قطر اليوم على «نتائج زيارته الأخيرة لسوريا»، فالتقى أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وبحث معهما «سبل الخروج من الأزمة الراهنة في سوريا وفق المبادرة العربية في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، و«التي تنص على نقل السلطة إلى نائب الرئيس وتشكيل حكومة مهمتها التحضير لانتخابات». وقال قبيل مغادرته إلى تركيا «لم أتحدث فقط مع الرئيس الأسد؛ لقد سنحت لي الفرصة للحديث مع أعضاء في المعارضة وشخصيات من المجتمع المدني ومع سيدات ورجال أعمال بالإضافة إلى رجال الدين». وأضاف: «أستطيع أن أؤكد أنني وجدتهم جميعا يريدون السلام والعيش بسلام، هذا يجب أن يكون هدفنا».

وفي المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أجواء زيارة كوفي أنان إلى سوريا بأنها «إيجابية». وقال مقدسي إن الدعم الدولي لمهمة أنان يوحي بإمكانية رسم أفق سياسي للأزمة في سوريا، معتبرا أن هذا يبقى مرهونا بتغير مواقف وسياسات الدول العربية والأجنبية التي تشن حملة على سوريا وتحاول التأثير السلبي على تطورات الأوضاع فيها. وأضاف مقدسي أن سوريا ترحب بأي مبادرة من أجل حل الأزمة، مشيرا إلى أن دمشق ما زالت تدرس النقاط الصادرة عن اجتماع الوزراء العرب ووزير الخارجية سيرغي لافروف في القاهرة، لافتا إلى أن الأجواء الحالية يمكن وصفها بالإيجابية رغم أن نوايا بعض الأشقاء غير مطمئنة.

وقال المتحدث السوري إن بلاده تشجع وتدعم التوجه نحو الحل السياسي لأن هذا ما نريده منذ بداية الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أنه عندما بدأت الأحداث في 15 مارس (آذار) من العام الماضي أصدرت الدولة السورية خلال 6 أيام فقط أول حزمة إصلاحات إلى أن تطورت المواجهة باتجاه تسليح للحراك الحاصل مما أجبر الدولة السورية على علاج الجانب الأمني للحراك للحفاظ على الاستقرار مع التمسك بالأفق السياسي ومسيرة الإصلاح.

وجزم مقدسي بأن سوريا تريد الحل وإطلاق الحوار وأن سوريا ترحب بأي مبادرة من أجل الحل، وقال: «نحن نريد الحل السياسي وهذا مطلب غالبية أبناء الشعب السوري في جميع أطيافه سواء الموالاة أو المعارضة الوطنية أو المستقلين، ونحن استقبلنا كوفي أنان وغيره من المبعوثين الدوليين وإذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ترمي إلى مساعدة سوريا فسيلقى الجميع منا التعاون الإيجابي والانخراط حتى النهاية أما إذا كانت من أجل الضغط وضرب الاستقرار السوري فنحن لسنا بصدد تنفيذ أجندات غير وطنية لا تناسب خصوصية بلادنا».