بغداد تطلق الشعار الرسمي للقمة العربية.. وحالة إنذار ابتداء من الأسبوع المقبل

بعد يوم من هجومه على المالكي.. الصدر يدعو العراقيين إلى تقديم واجب الضيافة

شعار القمة العربية المقرر عقدها في بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

كشف العراق رسميا أمس عن الشعار الخاص بمؤتمر القمة العربية في بغداد الدورة الثالثة والعشرين 2012 المقرر عقده في 29 مارس (آذار) الحالي في بغداد ودعا مجلس الوزراء في بيان له وسائل الإعلام كافة إلى اعتماد هذا الشعار في النشاطات الإعلامية الخاصة بالقمة العربية.

والشعار عبارة عن سعفتين متعانقتين وبداخلهما أعلام الدول العربية بشكل هندسي على شكل رأس طائر وبذات الوقت رسم عليه حرف الباء ويرمز إلى أول حرف من اسم العاصمة العراقية بغداد. وقررت الحكومة العراقية تكثيف إجراءاتها الأمنية والخدمية استعدادا للقمة العربية. وفي هذا السياق فقد كشفت مصادر في وزارة الداخلية أن القائد العام للقوات المسلحة أمر جميع القيادات الأمنية واعتبارا من يوم السبت المقبل بوضع كل القوات الأمنية في حال الإنذار بدرجة «ج» استعدادا للقمة العربية. وقال مصدر في الداخلية في تصريحات إن القوات الأمنية وبجميع مفاصلها «الداخلية والدفاع» ستدخل يوم السبت في حال إنذار نوع (ج) استعدادا لعقد القمة العربية في المنطقة الخضراء. وتابع أن «الإنذار يتضمن قطع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء إضافة إلى انتشار أمني كثيف في مداخل المدن وخارجها من خلال تواجد نقاط التفتيش الأمنية، وكذلك تأمين المنطقة الخضراء مما يستبعد استهدافها بقنابل الهاون وأيضا ستشهد العاصمة اعتقالات لبعض المشتبه بهم خشية حدوث أعمال إرهابية أثناء القمة».

من جانبها، أعلنت مديرية المرور العامة عن وضع خطة متكاملة للسيطرة على الطرق وفك الاختناقات المرورية التي قد تحصل بسبب قطع بعض الطرق. وقال بيان لمديرية المرور العامة إنه تم وضع خطة مرورية خاصة لتنظيم حركة السير أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية بمشاركة ملاكات مديريتي مرور بغداد الكرخ والرصافة.

إلى ذلك، نقل الطبيب الخاص للرئيس طالباني، الذي يرافقه في رحلته العلاجية، أنه «أجريت له عدة فحوصات في ألمانيا قبل أسابيع، وعرضت تلك النتائج على الأطباء المتخصصين بالولايات المتحدة الذين أجروا، بدورهم، سلسلة من الفحوصات الطبية للاطمئنان على صحته، وتبين من خلال جميع تلك الفحوصات أن صحة الرئيس جيدة جدا وبحالة مطمئنة».

كما نقل عن برهم صالح، نائب الأمين العام للاتحاد رئيس حكومة كردستان المنتهية ولايته، أنه أجرى اتصالا مباشرا مع طالباني، الليلة قبل الماضية، وأبلغه الرئيس شخصيا بأنه لا يعاني أي مشكلات صحية «وسيعود بصحة أفضل من ذي قبل إلى كردستان في غضون الأيام القليلة المقبلة ليشارك أبناء شعبه احتفالهم بعيد (النوروز) القومي، ثم سيتوجه إلى بغداد لرئاسة القمة العربية». من جهة ثانية، وبعد يوم من هجوم حاد شنه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشأن القمة تراجع الصدر أمس، معتبرا أن القمة هي للشعب العراقي وليست للحكومة العراقية. وفي بيان توضيحي أكد المتحدث الرسمي باسم مقتدى الصدر الشيخ صلاح العبيدي أن انعقاد القمة العربية في بغداد يفرض على الشعب العراقي «أداء كل لوازم الضيافة للأشقاء العرب لأن الشعب العراقي هو المضيف الحقيقي وليست الحكومة العراقية التي ما هي إلا ممثل عن الشعب في ذلك». وقال العبيدي إن «انعقاد القمة في بغداد يولد الاعتزاز بالنفس ويعود بالعراق لتأدية دور إقليمي مباشر». وأضاف البيان «توجد مواقف متفاوتة ومختلفة من القضايا الحساسة في الشارع العربي، إذ أكد زعيم التيار الصدري أن استضافة القادة العرب من قبل الشعب العراقي تحتم علينا أداء كل لوازم الضيافة على أتم وجه، ولذلك رفض على من يريد التظاهر في بغداد أثناء انعقاد القمة حول مواضيع محدودة، لأن المضيف الحقيقي هو الشعب العراقي وليست الحكومة، والحكومة مندوبة لتأدية ما يريده الشعب». وأوضح أن «هناك جهات كثيرة تريد تحويل انعقاد القمة أو عدم انعقادها إلى سلاح سياسي لمصالح شخصية، فأطراف داخل العراق تريد أن تجعل انعقاد القمة نصرا شخصيا (في إشارة إلى المالكي)، وفي الحقيقة هو ممثل عن الشعب فقط»، مشيرا إلى أن «أطرافا أخرى من داخل وخارج العراق حاولت منع انعقاد القمة في السنة السابقة وفي هذا العام لتوجيه ضربة للحكومة كما يعتقدون، ولكنهم في الحقيقة يحاولون بذلك توجيه ضربة للشعب العراقي المضيف لهذه القمة وهذا شق للصف وتفريق للروح العربية التي نجح الشباب العربي أن يحيي روحها بعد أن خمدت».