23 قتيلا وعشرات الجرحى في استهداف مكثف للمدنيين خلال 4 أيام من العدوان

إسرائيل تعرض تهدئة لا تحول دون عمليات الاغتيال

أطفال فلسطينيون جرحى بمستشفى في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

كثفت إسرائيل أمس، غاراتها ضد المدنيين في قطاع غزة. وقتل في اليوم الرابع للعدوان، مسن فلسطيني وابنته بينما كانا يتحركان بالقرب من إحدى المدارس في شمال القطاع. وذكر شهود عيان أن محمد الحسومي (75 عاما)، وكريمته فايزة، قتلا عندما أطلقت طائرة إسرائيلية دون طيار، صاروخا باتجاههما، بينما كانا يسيران في شارع بالقرب من إحدى المدارس في بلدة «بيت لاهيا»، أقصى شمال غربي القطاع. وأكد الشهود أن أشلاء المسن وكريمته، تطايرت لمسافات طويلة، حيث إن بعضها سقط في داخل المدرسة. وأشار الشهود إلى أن نتائج القصف كان يمكن أن تكون أكثر كارثية، حيث سقط صاروخ آخر أطلقته الطائرة في مكان كانت توجد فيه مجموعة من الطلاب قبل أن تغادره بفترة بسيطة. قبل ذلك، قتل طفل وجرح ستة آخرون في قصف نفذته طائرة دون طيار على مجموعة من طلاب المدارس كانوا في طريق عودتهم إلى البيت. وذكرت مصادر طبية فلسطينية، أن نايف قرموط (12 عاما) قتل بينما كان على مسافة 100 متر من منزله، وقد استغرقت فرق الإنقاذ وقتا طويلا في جمع أشلائه. وفي ساعات الصباح الأولى، هاجمت طائرة دون طيار محيط مسجد في بلدة «عبسان»، جنوب شرقي قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل رأفت جواد أبو عيد (24 عاما)، بينما كان يستقل دراجة نارية. وفي ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، هاجمت مروحيات إسرائيلية عمارة سكنية في مخيم جباليا، مما أدى إلى إصابة 35 من قاطنيها بجراح متفاوتة. ويلاحظ في قطاع غزة حركة نشطة جدا لطائرات الاستطلاع دون طيار الإسرائيلية التي تغطي سماء القطاع على مدار الساعة، في الوقت الذي تقوم فيه الدبابات المتمركزة على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل، بإطلاق قذائف على المناطق الزراعية المتاخمة للخط الحدودي، مما أثار حالة من الفزع في أوساط الأهالي في هذه المناطق، وهو ما وجد تعبيره في بدء حركة نزوح بعض القاطنين فيها باتجاه داخل القطاع. وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية أصدرت وزارة التعليم توجيهاتها بوقف التعليم في المرحلة المسائية، خوفا على حياة الطلاب.

إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن إسرائيل أبلغت مصر استعدادها للعودة إلى التهدئة، لكن دون الالتزام بوقف عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة الفلسطينية ونشطائها، في حال توفرت معلومات استخبارية تربطهم بمخططات لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، أن مصر أبلغت ممثلي الفصائل بالرد الإسرائيلي، مستدركة أن الجانب المصري، وعد بمواصلة بحث الأمر مع ممثلي اللجنة الرباعية والولايات المتحدة بهدف العمل على إلزام إسرائيل بوقف التصعيد.

من ناحيتها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها لن تلتزم بأي تهدئة إذا قامت على شروط إسرائيل «المجحفة». وفي مؤتمر صحافي عقدته في غزة، قالت السرايا: «لن نقبل بتهدئة تستبيح دماء شعبنا كلما أراد العدو ذلك، وندعو الذين يلهثون وراء أي تهدئة أيا كانت شروطها من مختلف الأطراف، إلى توجيه رسائلهم للعدو وليس للمقاومة. فلا تهدئة بعد اليوم إلا بشروط المقاومة صاحبة الكلمة العليا في الميدان». وأكدت السرايا على استمرار ما وصفته بـ«خيار الجهاد والمقاومة كخيار أمثل ووحيد في مواجهة الغطرسة الصهيونية، حتى لو تخلى الجميع عنا وبقينا في الساحة وحدنا». وحذرت قادة إسرائيل من مغبة اختبار صبرها إلى ما لا نهاية، لأن صبرها إذا نفد سينقلب نارا ودمارا عليهم. ودعت المستوطنين اليهود «لتوطين أنفسهم على البقاء في الملاجئ ومواسير الصرف الصحي لأطول فترة ممكنة، وألا يعتمدوا على تصريحات قادتهم التي ستؤدي بهم إلى الهلاك لا محالة».

في الجانب الإسرائيلي، ظهرت إلى العلن، خلافات إزاء التدهور الأمني مع قطاع غزة، فطالبت وسائل الإعلام وقف العدوان، فيما طالبت قوى يمينية بتصعيد أكبر من أجل جر حركة حماس إلى مواجهة، أو اجتياح القطاع كله بغرض إسقاط حكمها فيه، إذا لزم الأمر. وصرح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن قواته جاهزة لتوسيع نطاق العمليات ضد غزة، إذا رأى حاجة لذلك. ويعيش مليون إسرائيلي، جراء انفجار الوضع، في حالة شلل اقتصادي وتعليمي. وحسب مصادر الجيش الإسرائيلي، فقد أطلق الفلسطينيون أكثر من 200 صاروخ، منذ انفجار الصراع يوم الجمعة الماضي، تسببت في إصابة 11 شخصا، جراح أحدهم صعبة، وهو عامل تايلاندي، بينما نفذت إسرائيل نحو 40 غارة قتل فيها 23 فلسطينيا.