رسالة أبو مازن لنتنياهو ستحذر من انهيار السلطة

عمان تنفي الضغط على عباس لعدم إرسالها

TT

نسبت صحيفة «هآرتس» إلى مصادر إسرائيلية وأخرى غربية، أمس، قولها إن السلطة الفلسطينية في رام الله، تعكف، هذه الأيام، على القيام بخطة دبلوماسية عملت عليها في الأسابيع الأخيرة، وذلك في ظل حالة الإحباط لديها في ضوء الإهمال الشديد للقضية الفلسطينية، كما تجلى ذلك في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لواشنطن، والتطورات الجارية في العالم العربي، وفي ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة. وبحسب هذه المصادر، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ومستشاريه، أعدوا، مؤخرا، مذكرة تلقي بكامل المسؤولية عن الجمود في العملية السياسية على الحكومة الإسرائيلية، وتوجه إنذارا لنتنياهو. ويعتزم الجانب الفلسطيني تسليم هذه المذكرة، على ما يبدو، في الفترة حتى نهاية الأسبوع الجاري.

وأشارت «هآرتس» إلى أن هذه المذكرة، تثير القلق في واشنطن وعمان وتل أبيب، وأن وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، طرح موضوعها في واشنطن قبل أسبوع ونصف الأسبوع، مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون. وقالت الصحيفة إن جودة التقى، فور عودته من واشنطن، أبو مازن، وسلمه رسالة من الملك عبد الله الثاني. ووفقا لأقوال مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين، يمارس الأميركيون والأردنيون ضغوطا مكثفة على أبو مازن لإلغاء المذكرة، أو على الأقل تخفيف لهجتها. وقد طلب الأميركيون والأردنيون، من أبو مازن، على سبيل المثال، ألا يدرج في المذكرة تهديدات صريحة باستئناف بحث الموضوع الفلسطيني في الأمم المتحدة، أو التهديد بتفكيك السلطة الفلسطينية ونقل المسؤولية عن الضفة الغربية إلى إسرائيل.

لكن مصدرا حكوميا في عمان نفى لـ«الشرق الأوسط»، علمه بأن تكون الحكومة الأردنية قد مارست ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل عدم حل السلطة الفلسطينية، خاصة أن هذا الموضوع غير مؤكد، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا فلسطينيا أردنيا في شتى المجالات.

في الجانب الفلسطيني، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الرسالة التي يعكف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على صياغتها لإرسالها إلى نتنياهو وقادة العالم، تتضمن التحذير من خيارات متعددة مفتوحة، بما فيها انهيار السلطة الفلسطينية وعودة إسرائيل لتتحمل مسؤولياتها وتحكم الفلسطينيين من جديد.

وبحسب المصادر، فإن قيادة السلطة لن تذهب إلى التهديد بحلها بنفسها، لكنها ستقول لنتنياهو إن استمرار الوضع كما هو عليه يعني انهيار السلطة نهائيا، وإن عليها أن تستعد لتحمل تبعات احتلالها للأرض الفلسطينية.

وتفكر السلطة في اتخاذ خطوات مستقبلية عدة قد تتضمنها الرسالة، منها وقف التنسيق السياسي والأمني مع إسرائيل، وسحب الاعتراف بها وإلغاء اتفاقات اقتصادية أيضا.

وستشرح الرسالة التي يعكف أبو مازن مع مجموعة من أعضاء اللجنة المركزية على صياغتها، وقد تسلم في أي وقت من هذا الأسبوع، ماذا تعني سلطة فلسطينية، وما هو دورها الآن ومستقبلا، وما هي حقوقها وحقوق شعبها، وكيف تنهي إسرائيل دورها الآن وولايتها، عبر إعادة إحياء «الإدارة المدنية» الإسرائيلية، في الأراضي الفلسطينية، وتنصلها من اتفاقيات أوسلو والاتفاقات اللاحقة.

وستتضمن الرسالة تمسك السلطة بحل شامل، لكن وفق الشرعية الدولية بما يضمن إقامة الدولة على حدود 67 مع تبادل أراض، كما ستتضمن موقف السلطة من حل باقي القضايا، ولن تشير الرسالة إلى أي تهديدات متعلقة بانتفاضة أو مواجهة مسلحة، وستنتظر السلطة ردا إسرائيليا قبل أن تقرر موقفها وخطواتها المقبلة.