زيارة قاضية أميركية للقاهرة تجدد الجدل حول قضية «التمويل الأجنبي»

محامي المتهمين: لم ألتق بها ولا يوجد أي تنسيق معها

TT

جدد وصول قاضية أميركية للقاهرة مساء أول من أمس الجدل حول السماح بسفر المتهمين الأجانب في قضية «التمويل الأجنبي»، وعددهم 16 متهما؛ بينهم 6 أميركيون خارج مصر، بعد أن ثارت تكهنات عدة حول طبيعة الزيارة والهدف من ورائها، وبعد أن ألزمت الهيئة الجديدة للمحكمة النيابة المصرية بضبط المتهمين الذين غادروا البلاد قبل نحو عشرة أيام، لكن محامي المتهمين الأجانب أكد أنه لا يوجد أي تنسيق معها.

وكانت القاضية الأميركية ماريان بولر، القاضية في محكمة ولاية ماساتشوستس قد وصلت إلى القاهرة في زيارة لم تعلن تفاصيلها على الإطلاق، ورفضت كاترينا جولز سويت، المتحدثة الإعلامية باسم السفارة الأميركية التعليق على وجود القاضية الأميركية في مصر أو أسباب وجودها، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «السفارة ليس لديها تعليق حول هذا الأمر برمته».

وقالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر إن القاضية الأميركية تجري خلال زيارتها مباحثات مع عدد من المسؤولين بوزارة العدل والقضاء المصري تتناول سبل دعم علاقات التعاون القضائي بين مصر والولايات المتحدة وتدريب الكوادر القانونية المختلفة في عدة مجالات.

لكن مصادر قضائية ربطت بين زيارة بولر وإلزام المستشار مكرم عواد، رئيس محكمة استئناف جنوب القاهرة التي تنظر «قضية التمويل الأجنبي»، النيابة العامة بضبط المتهمين الأجانب، وهو ما قالت المصادر القضائية إنه يستدعي لقاء بولر ببعض القضاة المصريين.

من جانبه، أكد المستشار هشام رؤوف، رئيس محكمة استئناف القاهرة، في اتصال هاتفي، أنه لم تصله أي إخطارات رسمية حول زيارة القاضية الأميركية أو طلبها لقاء قضاة التحقيق في القضية، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «على حد معلوماتي، وزارة العدل المصرية لم توجه لها أي دعوة رسمية».

وتساءل المستشار رؤوف، عضو قضاة «تيار الاستقلال»، عمن قام بتوجيه الدعوة لها لزيارة القاهرة، وكذا عن الصفة الرسمية الذي تزور مصر بناء عليها.

وقبل نحو عشرة أيام، تنحت هيئة محكمة قضية «التمويل الأجنبي» وهو ما تبعه السماح بسفر المتهمين الأجانب بعد دفع كفالة مالية كبيرة، ثم اعتذر قاضيا التحقيق في القضية عن استكمال التحقيق بعد شعورهما بالتدخل في عملهما.

وقال المستشار أشرف العشماوي، أحد قاضيي التحقيق المعتذرين عن استكمال التحقيق في القضية: «لا يوجد موقف رسمي معلن حول زيارة القاضية لمصر أو ما إذا كانت ستلتقي بأي من أفراد القضاء المصري»، ونفى العشماوي أن يكون أحد القضاة الذين ستلتقي بهم مولر في هذه اللقاءات، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «غير صحيح بالمرة أني سألتقي بالقاضية الأميركية ولا علم لي بمن ستلتقي إذا ما كانت ستفعل ذلك».

وقبل أيام، ظهر روبرت فريدريك، وهو متهم أميركي رفض مغادرة مصر، في قفص الاتهام في أولى جلسات القضية التي استأنفت الخميس الماضي.

وقال نجاد البرعي، رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية التمويل الأجنبي، مدير «المجموعة المتحدة لحقوق الإنسان»: «بكل أسف، الإعلام المحلي يكذب.. وآخر كذبة له هو ادعاء أن القاضية الأميركية جاءت لكي تتابع القضية».

وأضاف البرعي في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «قد يكون وجود القاضية في إطار تعاون قضائي مصري - أميركي، لكن غير صحيح أنها موجودة من أجل القضية.. وبصفتي محاميا للمتهمين، لم ألتق بها، ولا يوجد تنسيق من أي نوع معها».