المجلس الوطني ينعى مهمة أنان ويطالب «أصدقاء سوريا» بتدخل عسكري

كشف عن مكتب تنسيق لتسليح الجيش الحر بمساعدة دول عربية وأجنبية

TT

أعلن المجلس الوطني السوري أن مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان انتهت عمليا بعد أن رد عليها النظام بارتكاب المزيد من المجازر، معتبرا أن «في ذلك نهاية واضحة لأي مشاريع سلمية ولا بد من البحث الجدي عن حلول أخرى يعرفها الجميع»، في إشارة إلى التدخل العسكري العربي والدولي الذي كرر المجلس المطالبة به، محذرا «أصدقاء الشعب السوري» من أن «أي تأخر في الوقت والإجراءات يضرب مصداقية هذه الدول وهذه الصداقة». وأعلن المجلس عن إنشاء مكتب تنسيق لإرسال الأسلحة إلى الجيش السوري الحر بمساعدة دول عربية وأجنبية، من دون أن يوضح آلية هذه المساعدة والقائمين عليها.

وعقد المجلس مؤتمرا صحافيا في إسطنبول بعد ظهر أمس تحدث فيه عضو المكتب التنفيذي جورج صبرا، حيث اتهم فيه من سماهم بـ«عصابات الأسد» بأنها قامت «تحت غطاء قوات الأمن السورية بقتل وانتهاك لجميع الحرمات وأعمال اغتصاب»، مشيرا إلى أن «القتلة صوروا أفعالهم ونشروها بهدف ترويع المواطنين في بقية المناطق، والدفع نحو التهجير وترك المنازل، والدفع نحو مجالات من الانتقام وإثارة مناخات الحرب الأهلية ومناخات من الفوضى الأمنية في البلاد، بحيث تضع المجتمع الدولي في حالة إرباك وارتداد».

وتوجه المجلس في بيانه إلى الدول العربية «وخاصة تلك التي تتعاطف مع قضية الشعب السوري، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج العربي الأخرى»، قائلا «إننا نعول عليهم في رفع مطالب الشعب السوري إلى جميع الهيئات الدولية وخاصة مجلس الأمن، وإنه لم تعد بيانات التعاطف كافية، ولم تعد تصريحات الشجب على أهميتها تلبي حاجات السوريين.. والمطلوب مواقف عملية وقرارات وإجراءات ضد عصابات الأسد».

وطالب المجلس بـ«تدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل إنقاذ المدنيين، وبإقامة ممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الإبادة للمواطنين المهددين بحياتهم وبوجودهم، وبحظر جوي كامل على جميع الأراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح».

كما طالب بـ«ضرب آلة القتل والتدمير وتعطيلها عن العمل وبعمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد والتي تتولى الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وتقديم الأسلحة الدفاعية اللازمة التي تمكن شعبنا السوري من الدفاع في المدن والقرى التي يجري اجتياحها أو التخطيط لإقامة حرب إبادة ضد جميع مكونات الشعب السوري». وشدد على «دور فوري في الإطار العربي والدولي لفتح قنوات الدعم اللوجستي للشعب السوري والجيش السوري الحر».

وطالب المجلس من سماهم «أصدقاء الشعب السوري» بوقفة سريعة وجدية، وأن «أي تأخر في الوقت والإجراءات يضرب مصداقية هذه الدول وهذه الصداقة»، واعتبر أن «مهمة كوفي أنان رد عليها النظام باستمرار العنف وقتل الناس، وفي ذلك نهاية واضحة لأي مشاريع سلمية.. ولا بد من البحث الجدي عن حلول أخرى يعرفها الجميع».

كما دعا لـ«محاكمة المجرمين مخططين ومنفذين وقادة للعمل على عدم تهربهم من المسؤولية والفرار من العقاب»، محذرا من «مخاطر القتل اليومي المستمر وآثاره التدميرية على كامل المنطقة وعلى الأمن والسلامة الدوليين»، داعيا الدول المعنية المسؤولة عن ذلك إلى أن تتحمل مسؤولياتها العملية لوقف هذا التدهور المستمر.

وأعلن المجلس أنه شكل «خلية أزمة بانعقاد دائم لمتابعة تطورات الأحداث والوقائع في الداخل، وكذلك الاتصالات الدولية مع جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، لاتخاذ جميع الإجراءات الممكنة واللازمة لنصرة الشعب السوري الذي يتعرض لأعمال إبادة جماعية وصلت إلى حد لا يطاق».

وكشف أنه اتخذ قرارات ملموسة وعملية لتسليح الكتائب والفصائل التي تدافع عن المواطنين العزل داخل البلاد، وكذلك دعم الجيش السوري الحر ليقوم بواجباته ومسؤولياته. ودعا المنضوين تحت إمرة الجيش السوري من جنود وصف ضباط وضباط للانحياز إلى الشعب واتخاذ المواقف المناسبة حيال ذلك.

وقال صبرا إن بعض الحكومات تساعد في تسليح الجيش السوري الحر، وأوضح أن «المعارضة أنشأت مكتب التنسيق لإرسال الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة بمساعدة حكومات أجنبية»، رافضا تحديد مكان المكتب أو الحكومات المشاركة في ذلك.