مجزرة جديدة في إدلب توقع 40 قتيلا وقصف عنيف على حمص

منشقون ينصبون كمائن لقوات الأمن في عدة محافظات

لقطة من موقع يوتيوب تظهر اعتلاء عناصر من الجيش السوري الحر يعتلون دبابة للجيش النظامي بعد الاستيلاء عليها في خان شيخون أمس (أ.ف.ب)
TT

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الأمن ارتكبت «مجزرة جديدة» أمس في إدلب حين أعدمت أربعين شخصا بجوار جامع بلال بالمدينة، بعدما تجمعوا للتعرف على جثث جرى إعدامها في وقت سابق.. وذلك بعد يوم واحد من مجزرة حمص التي راح ضحيتها 52 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز إجمالي عدد الضحايا أمس حاجز المائة قتيل.

وقال ناشطون إن «قوات الأمن قتلت سبعة أشخاص كانوا يحاولون الفرار إلى بلدة بنش بإدلب، وحين جاء سكان الحي للتعرف على الجثث عاجلهم الأمن والشبيحة بوابل من الرصاص مما أدى إلى مقتل أربعين شخصا على الأقل».

وذكرت الهيئة العامة أن عددا آخر من القتلى سقطوا أمس جراء القصف العنيف الذي استهدف الحي الشمالي في إدلب، حيث تجدد القصف العنيف على معظم أحيائها لليوم الرابع على التوالي. وتحدث ناشطون عن فرض حظر التجول في المدينة وتعرض قرية البارة بجبل الزاوية لقصف عنيف من المدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والجيش الحكومي.

أما في ريف إدلب (شمال غرب)، فذكر المرصد السوري أنّه «قُتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب (البعث العربي الاشتراكي) في مدينة معرة النعمان»، كما أفاد عن مقتل شخص في مدينة معرة النعمان «إثر إطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ يوم أمس». ولفت المرصد إلى العثور على جثامين ستة أشخاص قرب قرية معرة شورين ووفاة شخص في سرمين متأثرًا بجراح أصيب بها.

وفي سياق متصل، أوضح المرصد أن مجموعة منشقة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة بمدينة خان شيخون بإدلب عند مفرق بلدة التماتعة مما أدى لتدمير آليتين والاستيلاء على أخرى. وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بشن حملات نهب وحرق لمنازل الناشطين والمحلات التجارية في حيي الثورة والضبيط في محافظة إدلب.

وفي حمص، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط ثمانية قتلى بينهم سيدة، لافتة إلى أن حي جب الجندلي في حمص يتعرض لقصف عنيف مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح آخرين.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية تشهد حالة نزوح كبيرة بعد الكشف عن المجزرة التي راح ضحيتها نحو خمسين طفلا وامرأة في حي كرم الزيتون.

وتحدث الناشط أنس أبو علي من حمص لـ«الشرق الأوسط» عن «حالة غضب عارم تعمّ الأهالي خاصة بعدما وصلت الجرائم لحد قتل الأطفال وانتهاك الأعراض» كاشفا أن «البعض بات يفكر في القيام بعمليات استشهادية»، وأضاف: «لا نلام في حال توجهنا إلى هذا المنحى لأن أعمال هذا النظام باتت تدفعنا للتطرف» معتبرا أن «أميركا وفرنسا شريكتان للنظام في جرائمه» متوعدا الأسد «بحساب عسير».

هذا وشهدت مدينة تلبيسة بريف حمص، وبحسب ناشطين، سقوط 14 جريحا بينهم امرأة وحالتان خطرتان إثر قصف للجيش بشكل عشوائي على المنازل.

وفي درعا وبالتحديد في النجيح، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى بينهم حالات خطيرة جراء اقتحام البلدة من قبل جيش النظام المدعوم بالدبابات والآليات العسكرية وسط إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة وحملة مداهمات للمنازل، إضافة إلى انتشار القناصة على مبنى المسجد القديم، في وقت، التزم فيه أهالي وطلاب درعا بإضراب شامل عمّ الكليات والقرى بحيث امتنع الطلاب عن الدوام تضامنا مع المدن المنكوبة.

‎وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أّنّه «قتل أمس 12 من قوات الأمن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل الواقعة في ريف درعا (جنوب)، إثر كمين نصبته مجموعة منشقة لحافلة صغيرة كانت تقلهم عند المدخل الجنوبي لمدينة»، مشيرا إلى أنّ «خمسة من العناصر المنشقة جرحوا خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لإخلاء القتلى».

كما قال ناشطون بمحافظة إدلب، حيث تتركز عمليات قوات الجيش النظامي، إن اشتباكات جرت هناك مع جنود منشقين، وقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم نفذته مجموعة منشقة تابعة للجيش الحر على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان. وبالتزامن، استهدف الجيش الحر آليات عسكرية في مدينة خان شيخون بالقرب من حماه وتم إعطاب آليتين والاستيلاء على أخرى.

بينما نقلت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام عن مصادر مقربة من السلطة قولها إن «وحدات الجيش أنهت حملة تمشيط وتفتيش واسعة تمكنت من خلالها قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين في إدلب».

وبينما تحدثت لجان التنسيق عن سقوط قتيلين في حلب، أفادت عن حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات النظام في دمشق، وبالتحديد في حي العسالي بعد دخول عشرات السيارات المدججة بالعتاد إلى الحي.

كما أفاد مجلس قيادة الثورة بأن كتيبة قاسيون التابعة للجيش الحر استهدفت حاجز الباب الرئيسي لفرع الأمن السياسي بقنبلتين يدويتين وسط ساحة الميسات في دمشق.

وفي بلدة القورية بدير الزور شن الأمن حملة اعتقالات طالت عشرات الناشطين وسط إطلاق الرصاص عشوائيا وإصابة بعض المواطنين. وفي اللاذقية تحدث ناشطون عن حملات مداهمة واعتقالات لأهالي سلمى ودورين، وترافق هذا مع وصول العديد من سيارات الأمن والشبيحة إلى المنطقة.

وتحدث ناشطون عن اقتحام الجيش النظامي لريف دمشق وبالتحديد لمدينة دوما من عدة جهات، وشن فيها حملات دهم واعتقال، فيما شهدت منطقة السيدة زينب حملة طالت أكثر من عشرين شخصا. وقال شهود عيان إن عشرات الدبابات تمركزت في منطقة رنكوس بريف دمشق.

من جانب آخر شهدت منطقة تلكلخ على الحدود مع لبنان إطلاق نار من رشاشات ثقيلة خلال ليل أول من أمس، وقتلت أمس امرأة بنيران قوات الجيش النظامي، كما سقط سبعة قتلى في حمص بنار قوات الأمن والشبيحة في أحياء كرم الزيتون وباب الدريب في مدينة حمص. وبالتزامن، عمّت المظاهرات أكثر من منطقة في سوريا، وبثّت صفحات المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مقاطع فيديو لمظاهرات جامعية متعددة.

وفي جامعة حلب هاجمت قوات الأمن والشبيحة المظاهرات الطلابية في كلية الآداب والسكن الجامعي وجرى اعتقال العشرات من الطلاب. وقالت لجان التنسيق المحلية إن مظاهرة أخرى خرجت في كلية الهندسة وحصلت اشتباكات مع قوات النظام والشبيحة داخل الحرم أصيب خلالها العشرات من الطلاب.

وفي العاصمة دمشق قام طلاب بالجامعة الدولية الخاصة والواقعة في محافظة درعا برفع علم الاستقلال في الحرم الجامعي، مما أدى إلى استنفار أمني كبير داخل الجامعة. كما خرجت يوم أمس مظاهرتان في جامعة دمشق؛ في كلية الحقوق وفي كلية العلوم وتم تفريقهما بوحشية وجرى اعتقال العديد من الطلاب.