مقرب من طالباني: الرئيس سيمارس حقه الدستوري في ترؤس القمة العربية

مصدر: سفير إيران جس نبض قيادي كردي بشأن التنازل للمالكي

الرئيس العراقي جلال طالباني
TT

قال قيادي كردي مقرب من الرئيس العراقي جلال طالباني، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني: «إن بيان مكتب رئاسة الجمهورية الصادر أمس (أول من أمس)، الذي يؤكد أن صحة الرئيس جيدة بعد أن أجرى فحوصا طبية في الولايات المتحدة، ربما يكون قد خيب آمال البعض الذين تخيلوا أن صحته قد لا تمكنه من ترؤس مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد ببغداد نهاية الشهر الحالي»، مشيرا إلى أن «الرئيس طالباني سيمارس كامل حقوقه الدستورية في رئاسة القمة العربية».

وأضاف القيادي الكردي، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من مدينة السليمانية، أمس، إنه «تم في الفترة الأخيرة، للأسف، تداول تكهنات حول من سيترأس مؤتمر القمة العربية في حالة عدم تمكن الرئيس طالباني، لا سمح الله، من القيام بذلك بسبب وضعه الصحي، مع أن مكتب رئيس الجمهورية والمقربين منه أكدوا أكثر من مرة أن صحته جيدة ويقضي فترة نقاهة في بيته بمدينة السليمانية بعد إجراء جراحة لظهره في ألمانيا الشهر الماضي»، منبها إلى أن «الرئيس طالباني كان قد عاد بداية الشهر الماضي من مشفاه في ألمانيا مباشرة إلى عمله في رئاسة الجمهورية ليواصل اجتماعاته للتحضير لعقد المؤتمر الوطني الذي بادر إليه لحل المشاكل العالقة بين الكتل السياسية من دون أن يتمتع بفترة نقاهة وهذا ما عرَّضه للتعب، مما دفع بأطبائه إلى تقديم النصح له بضرورة التمتع بفترة نقاهة بمنزله في مدينة السليمانية بعيدا عن بغداد، كما تم تحديد لقاءاته مع السياسيين ولم يلتقِ سوى المقربين منه، خاصة أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم نائباه كوسرت رسول وبرهم صالح، كما اجتمع مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، ونيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني المكلف بتشكيل حكومة الإقليم، بحضور صالح، للتباحث في وضع حكومة الإقليم المقبلة».

وقال القيادي الكردي: «إن تكهنات بعض السياسيين العراقيين، للأسف، قادتهم للتشاور حول من سيترأس القمة العربية، مع أننا في التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني والديمقراطي) كنا قد حسمنا مع رئاسة مجلس الوزراء هذا الموضوع وقلنا إنه لا بديل عن ترؤس طالباني المؤتمر باعتباره رئيسا للجمهورية».

وكانت بعض هذه التكهنات قد رشحت نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء، لترؤس القمة وأن يترأس وفد العراق هوشيار زيباري، وزير الخارجية، بينما رشحت مصادر في التحالف الوطني خضير الخزاعي لترؤس المؤتمر باعتباره نائب رئيس الجمهورية، في حين اقترحت قيادات سنية أسامة النجيفي لترؤس وفد العراق للقمة.

وعبر القيادي الكردي عن أسفه قائلا: «هناك بعض السياسيين العراقيين ذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما ناقشوا فيما بينهم الوضع الدستوري في حال طال غياب رئيس الجمهورية عن مهام عمله مع أنه لم يتأخر ولو يوما واحدا وكان يمارس أكثر مما يتطلبه عمله، على الرغم من تمتعه بفترة نقاهته»، لافتا إلى أن «هناك للأسف بعض الأصوات الشوفينية بين السياسيين العرب تحدثوا عن ضرورة أن يترأس شخص عربي مؤتمر القمة العربية وليس سياسيا كرديا له تاريخ نضالي معروف وعلاقات متينة مع القيادات العربية والغربية وأنه (الرئيس طالباني) أكثر تبحرا باللغة والأدب والتاريخ العربي من الكثير من السياسيين العراقيين العرب، وهو أكثر من خدم ولا يزال قضايا شعبه ووطنه».

من جهة أخرى، كشف مصدر سياسي عراقي أن «إيران كانت قد تدخلت بقوة من أجل أن يترأس المالكي مؤتمر القمة العربية بدلا من الرئيس طالباني»، مشيرا إلى أن «السفير الإيراني في بغداد، دنائي فر، هو من نشط بهذا الاتجاه». وأضاف المصدر السياسي العراقي قائلا لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بغداد أمس: «إن سفير إيران يتابع باهتمام تفاصيل خطوات عقد مؤتمر القمة العربية، وإنه دفع بقوة باتجاه أن يترأس المالكي المؤتمر، بحجة حرصه على صحة طالباني».