بروكسل: مقتل إمام بعد حريق متعمد في مسجد

رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا: نأسف لتسرع البعض بتوجيه الاتهامات للسلفيين

عبد الله دحدوح
TT

تعرض مسجد «الرضا»، أكبر مساجد الشيعة في بروكسل، لاعتداء مساء أول من أمس من جانب شخص ألقى فيه البنزين وأشعل النار، مما تسبب في خسائر مادية في الطابق الأرضي وتوفي إمام المسجد في الطابق الأول، مختنقا بسبب الدخان الكثيف الذي نتج عن إشعال النيران. وأشارت المعلومات الأولية التي توفرت من شهود العيان وبعض رموز الجاليات المسلمة في بلجيكا، ونشرتها وسائل الإعلام، إلى احتمال تورط السلفيين المتشددين في الحادث في حين لم يستبعد البعض وجود علاقة بين الحادث وبين ما يحدث حاليا في سوريا. وأعربت الحكومة البلجيكية عن إدانتها للحادث واعتبرته عملا غير مسؤول وبدأت السلطات تحريات وتحقيقات لكشف كل التفاصيل المرتبطة بالحادث، وتعهدت بالكشف عن نتائج التحقيق في أقرب وقت ممكن. وقع الحادث في السابعة مساء أول من أمس، عندما دخل شخص يحمل قارورة بها بنزين إلى المسجد، وكان يوجد به وقتها ثلاثة أشخاص في الطابق الأرضي، وحسب شاهد عيان هتف الشخص لسوريا أكثر من مرة، ثم دار نقاش وتبادل السباب مع الموجودين في المسجد وألقى بالبنزين على «السجاد» وأشعل النار فيه، وتصاعد دخان كثيف إلى الطابق الأعلى، حيث كان يوجد إمام المسجد، عبد الله دحدوح (46 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال، وانتقل رجال المطافئ على الفور إلى مكان الحادث وتمت السيطرة على النيران، بينما عثر على الإمام ممدا على الأرض في الطابق العلوي، وفشلت كل محاولات إنقاذه وأصيب شخص آخر بإصابات طفيفة، بينما تمكن الأشخاص الثلاثة الذين كانوا في المسجد من اللحاق بمنفذ الحادث، والإمساك به حتى وصول الشرطة وتسليمهم إليها. وقالت فعاليات إسلامية في بروكسل، إن الاحتمال الأكبر هو تورط المتشددين السلفيين في الحادث. وقالت مصادر داخل المسجد إنه في الأسابيع الأخيرة، كان هناك قلق من تعرض المسجد لحادث اعتداء، وذكر البعض أن الأمر له علاقة بمشاكل حالية بين الشيعة والسنة في شمال أفريقيا.

وسبق أن تلقى المسجد تهديدات في عام 2007، ومخاوف من استهدافه من جانب المتشددين السلفيين، ونقل الإعلام البلجيكي عن إيزابيل برايل (من الشيعة ومن المسؤولين داخل الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا) القول «الأمر له علاقة بالسلفيين المتشددين، وخاصة أن مسجد (الرضا) أكبر مساجد الشيعة في بروكسل وقبل سنوات قامت الشرطة لفترة بحمايته إثر تلقيه تهديدات من السلفيين». وقال عز الدين لاغميش ويعمل في المسجد، إن منفذ الحادث أظهر من هتافاته أنه ضد الشيعة ومن مؤيدي السلفيين.

من جانبه، عبر نور الدين الطويل، رئيس الجمعية العامة للهيئة التنفيذية التي ترعى شؤون المسلمين في بلجيكا، عن إدانته لحادث الاعتداء على مسجد «الرضا» الشيعي في بروكسل، وقال في تصريحات خاصة «نحن ندين مثل هذه الأفعال الإجرامية ونرى كمسلمين في بلجيكا أنه لا يجب أن تنتقل الصراعات في الدول العربية إلى هنا في بلجيكا، فلدينا مشاكل وتحديات أخرى، ونأسف وندين هذا الحادث لأنه استهدف بيتا من بيوت الله». وحول توجيه اتهامات للمتشددين السلفيين بتورطهم في الحادث، قال نور الدين «نحن لا نريد صراعا بين الجماعات الإسلامية لأننا كتلة واحدة، بغض النظر عن الأفكار والانتماءات، وأما تحديد من يقف وراء هذا الحادث فهو من عمل سلطات التحقيق والقضاء». ويقول الصحافي العراقي حسين الوائلي إن الحادث يعود إلى خلافات بين السنة والشيعة، وإنه كان يعرف الإمام معرفة جيدة وهو مغربي ولديه أربعة أطفال، وبدأت بالفعل إجراءات نقله للدفن في بلده المغرب وجرى تخصيص مكان لتلقي العزاء. وأضاف حسين أنه وصل إلى مكان الحادث بسرعة وشاهد عمليات الإطفاء، وسمع من شهود عيان أن منفذ الحادث ردد كلمة سوريا أكثر من مرة لاعتقاده أن الشيعة يساندون الرئيس الأسد، واختتم بقوله إن الجميع في انتظار نتائج التحقيقات لمعرفة تفاصيل أكثر حول الدافع وهوية منفذ الحادث.