اليمن: مقتل 4 جنود في عملية انتحارية لـ«القاعدة» في البيضاء

هادي يقيل نجل شقيق صالح من قيادة الحرس الرئاسي ويعينه في أقوى ألوية الحرس الجمهوري

يمنيون يشاركون في مؤتمر للسلفيين في صنعاء امس بحث تشكيل حزب سلفي للمشاركة في العملية السياسية في البلاد (إ.ب.أ)
TT

كشفت مصادر عسكرية مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أقال قائد الحرس الرئاسي، العميد طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتعيينه في اللواء الثالث حرس جمهوري، بينما قتل 8 أشخاص بينهم 4 جنود في عملية انتحارية لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء جنوب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، فجر أمس.

وأكدت المصادر العسكرية، التي طلبت إخفاء شخصيتها، أن «هادي عين العقيد عبد ربه معياد قائدا للحرس الخاص، خلفا للعميد طارق، وكان معياد يشغل منصب أركان حرب الحرس، بينما تم تعيين طارق قائدا للواء الثالث حرس جمهوري». ويعتبر اللواء الثالث حرس جمهوري من أقوى الوحدات العسكرية داخل الحرس؛ حيث يمتلك أحدث المدرعات والدبابات في الجيش اليمني، وهو ما يعتبره مراقبون مرحلة تصعيد جديدة بين الأطراف السياسية، محذرين من استمرار أبناء وأقارب صالح في الاستحواذ على أهم المناصب العسكرية في قوات الحرس الجمهوري.. ويسيطر أبناء وأقارب صالح على أقوى الوحدات العسكرية في الجيش والأمن، على مدى أكثر من عقدين؛ حيث يقود نجله، العميد أحمد، قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، بينما يشغل نجل شقيقه، العميد يحيي محمد عبد الله صالح، موقع أركان حرب الأمن المركزي، ويشغل الأخ غير الشقيق له، اللواء طيار محمد صالح الأحمر، منصب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، بينما يشغل اللواء علي صالح الأحمر منصبي مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس العمليات الحربية في قوات الحرس الجمهوري. وتزامنت هذه القرارات مع دعوة اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية لتصعيد ثوري لاستكمال تحقيق بقية أهداف الثورة اليمنية، بداية من الأحد المقبل الذي يصادف الذكرى الأولى لمجزرة جمعة الكرامة التي راح ضحيتها نحو 60 شهيدا على يد قناصة يتبعون الرئيس السابق، ودعت اللجنة التنظيمية في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «جميع الثوار في الساحات وجميع فئات الشعب اليمني إلى التعبئة الثورية السلمية والاستعداد الكامل لمراحل التصعيد الثوري المقبل»، وطالبت اللجنة «الرئيس هادي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، باتخاذ قرارات تاريخية بشكل عاجل، لتحرير المؤسسة العسكرية والأمنية من سيطرة العائلة، بما يمكنها من أداء دورها في الدفاع عن الوطن وحفظ أمنه واستقراره».

في سياق آخر، قُتل 8 أشخاص بينهم 4 جنود في عملية انتحارية لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء جنوب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، فجر أمس، بينهم قيادي يدعى ناصر الظفري كانت السلطات قد أفرجت عنه مع شخصين آخرين هما نبيل الذهب ونصار المرفد، مقابل انسحاب مسلحي «القاعدة» من مدينة رداع قبل أسابيع. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: «إن انتحاريا يُعتقد أنه من (القاعدة) فجر نفسه بسيارة مفخخة في نقطة عسكرية بمنطقة العريف الواقعة بجبل حيد السماء، بمديرية الطفة محافظة البيضاء، وأعقب الانفجار هجوم لمسلحين من (القاعدة) على النقطة، وقتلوا 4 جنود، اثنان من الحرس الجمهوري، واثنان من قوات النجدة، كما أسروا جنديا، واستحوذوا على العتاد العسكري في النقطة». كان تنظيم القاعدة قد هدد بالانتقام لقتلاه الذين سقطوا في الغارة الجوية مساء السبت في منطقة المديد ودقي في البيضاء. واعتقلت الأجهزة الأمنية بمحافظة أبين أمس «مسلحا صوماليا، ينتمي لتنظيم القاعدة، يدعى مصطفى». وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، أن «الإرهابي المدعو مصطفى تم إحضاره من محافظة أبين إلى عدن عبر النقطة وهو مصاب بشظية خلف الرأس وقد تم نقله إلى أحد مستشفيات عدن برفقة حراسة مشددة لتلقي العلاج والتحفظ عليه لإجراءات التحقيق».

من جانب آخر، كشفت مصادر قريبة من «القاعدة» عن وصول عشرات المسلحين الصوماليين للقتال مع جماعة «أنصار الشريعة» أول من أمس، عن طريق الشريط الساحلي غرب مدينة عدن، وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحي «القاعدة»، الذين انتشروا أول من أمس في مديرية البريقة على الشريط الساحلي، كانوا في مهمة سرية لتأمين وصول عشرات المسلحين من حركة الشباب الصومالية، بعد وصولهم عن طريق البحر على متن زوارق صيادين محليين. ولفتت المصادر إلى أن «المسلحين الصوماليين مروا من الطريق الصحراوي الواقع بين أبين ولحج، للوصول إلى مدينة جعار، حيث معقل جماعة (أنصار الشريعة)». كانت السلطات اليمنية قد حذرت، أول من أمس، من وصول 300 مسلح صومالي للقتال ضد الجيش اليمني في زنجبار وجعار.