للمرة الأولى منذ فتح باب الترشح في الانتخابات الرئاسية المصرية، تقدم أمس مع بداية اليوم الرابع، أول مرشح للانتخابات بأوراق ترشيحه رسميا، بينما تواصل توافد عدد من المواطنين، على مقر لجنة الانتخابات لسحب ملفات الترشح للانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية مايو (أيار) الماضي، ومن بين من سحبوا أوراق الترشح مدير سابق للمخابرات وميكانيكي و«تُرَبي» وبائع.
وسلَّم أحمد محمد عوض، مدير عام منطقة آثار وسط الصعيد للآثار الإسلامية والقبطية، أوراق ترشحه عن حزب «مصر القومي»، ليسجل على رأس المتقدمين لانتخابات الرئاسة المصرية. ويعد «مصر القومي» من الأحزاب التي تم تأسيسها بعد الثورة على يد المحامي والسياسي الراحل «طلعت السادات»، ويتنازع على الحزب حاليا شقيقه عفت السادات، والإعلامي توفيق عكاشة. ويعد عوض أول مرشح عن الأحزاب السياسية، حيث ملأ استمارة الترشح باللجنة بعدما قدم ما يفيد بأنه عضو بحزب «مصر القومي» الحاصل على 6 مقاعد في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
ويشترط قانون الانتخابات الرئاسية على المرشحين من الأحزاب أن يكون للحزب نائب واحد على الأقل في مجلس الشعب، وأن يقدم كتابا من لجنة شؤون الأحزاب وشهادة من مجلسي الشعب والشورى بعدد الأعضاء المنتخبين من الحزب في آخر انتخابات تشريعية.
وقال المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية، إن «أوراق المرشح سليمة ظاهريا، واستلمت أوراقه إلى حين فحصها من اللجنة ودراسة مدى توافر الشروط القانونية الخاصة بمرشحي الأحزاب»، موضحا أن «اللجنة تستقبل أوراق المرشحين كاملة الشروط، ثم تقوم بفحصها ودراستها، وتعلن قائمة المرشحين بعد غلق باب الترشح وفتح باب الطعون والتنازلات بينهم».
وأضاف بجاتو أن اللجنة شهدت أيضا توافد عدد من المواطنين للاستعلام عن الأوراق المطلوبة للترشح وسحب ملف الترشح، مشيرا إلى أن عدد الوافدين على اللجنة أمس حتى كتابة هذا التقرير وصل إلى 30 شخصا، بالإضافة إلى 385 مرشحا توافدوا على اللجنة وسحبوا ملفاتهم خلال الأيام الثلاثة الأولى من فتح باب الترشح. ومن أبرز المرشحين الذين سحبوا ملفاتهم أمس اللواء ممدوح قطب المدير العام السابق بجهاز المخابرات العامة، الذي أكد خوضه الانتخابات مستقلا، وقال إن «لديه خبرة من خلال عمله بالقوات المسلحة والمخابرات»، لكنه اشتكى من شروط الترشح للانتخابات وأضاف «إنها تمثل قيودا على المرشحين».
ومن المواطنين غير المشهورين الطامحين إلى رئاسة مصر، سحب مهندس ميكانيكي حر من دمياط أوراق الترشح للانتخابات، بالإضافة إلى مدرس رياضيات بالإسكندرية يدعى جمال طاهر، وبائع حر بمحافظة الغربية يدعى أحمد رضا، ومن نفس المحافظة سحب سامي إبراهيم وهو يعمل «تربي (دافن للموتى)» أوراق الترشح، كما قام مصطفى السيد حسن، مستشار سابق بمنظمة حقوق الإنسان، بسحب أوراق الترشح للرئاسة، مؤكدا أنه سيسعى لتعزيز حقوق الإنسان في مصر.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، تقدم أبو العز الحريري بأوراق ترشحه للرئاسة عن حزب التحالف الشعبي، ليكون ثاني مرشح حزبي. وعرف الحريري نائبا يساريا معارضا منذ وقوفه في وجه الرئيس الراحل أنور السادات احتجاجا على معاهدة كامب ديفيد قبل ثلاثين عاما. كما عرف بمعارضته نظام مبارك، وشغل عضوية مجلس الشعب عدة مرات.