اتفاق برعاية مصرية على التهدئة بعد 4 أيام من التصعيد الإسرائيلي

تباين بين موقفي إسرائيل و«الجهاد» حول ظروف الهدنة

TT

بعد 4 أيام من التصعيد العسكري الذي أودى بحياة 25 فلسطينيا، وأسفر عن سقوط عشرات الجرحى، توصلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى توافق عبر مصر مع إسرائيل باستئناف العمل بالتهدئة، في ظل تباين في التصريحات بشأن ظروفها. ففي الوقت الذي أكدت فيه حركة الجهاد الإسلامي، الفصيل الفلسطيني الذي نفذ معظم عمليات إطلاق الصواريخ على المستوطنات اليهودية في محيط قطاع غزة ردا على مقتل عدد من كوادره العسكرية إضافة إلى زهير القيسي، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، أن التهدئة شاملة وتضمن وقف إسرائيل عمليات الاغتيال، ردت إسرائيل بالقول إنها تحتفظ لنفسها بحق استهداف كل شخص يخطط للمس بأمنها.

ورغم الإعلان عن استئناف العمل باتفاق التهدئة، أصيب 3 فلسطينيين، أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي، وذلك خلال مشاركتهم في تشييع عنصرين من «سرايا القدس»، وهما محمد ضاهر وبسام العجلة، اللذين قتلا في إحدى الغارات الإسرائيلية على شرق مدينة غزة، مساء أول من أمس. وذكرت مصادر فلسطينية أن الجرحى أصيبوا بحالات متوسطة وطفيفة جراء استهدافهم من قبل قوات الجيش المتمركزة على السياج الحدودي عقب مناوشات جرت قرب مقبرة الشهداء شرق غزة، وتخللها رشق شبان تلك القوات بالحجارة.

وقال داود شهاب، الناطق بلسان الجهاد الإسلامي، إن الجهود المصرية أفضت إلى توافق على تهدئة «متبادلة ومتزامنة وتلزم العدو بوقف الاغتيالات منذ الساعات الأولى لفجر الثلاثاء (أمس)». وأضاف شهاب أن «التهدئة» هذه المرة جاءت على أسس مختلفة ومغايرة عن سابقاتها، وتمنح المقاومة الحق في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها جاءت على «قاعدة إن عدتم عدنا». واعتبر شهاب أن التهدئة بالشروط التي تمت على أساسها تمثل «إنجازا لشعبنا ومقاومتنا وانتصارا لدماء الشهداء»، مشددا على أن حركته ملتزمة بالتهدئة «ما التزم الاحتلال بها»، محذرا من أن «الرد سيكون قاسيا في حال استمرار الكيان الصهيوني في عمليات الاغتيال».

وقالت الذراع العسكرية لحركة الجهاد (سرايا القدس)، إن 14 من عناصرها قتلوا في جولة التصعيد الأخيرة، في حين أطلق عناصرها نحو 200 صاروخ على البلدات اليهودية. وأكدت السرايا أن «المعادلة اختلفت عما كانت عليه في السابق»، مضيفة أن «الزمن الذي كانت تفرض فيه علينا شروط العدو ولى إلى غير رجعة».

وفي السياق ذاته، نفى وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، متان فلنائي، أن تكون إسرائيل قد وافقت على الالتزام بعدم اغتيال أي أشخاص يخططون للمس بالأمن الإسرائيلي. وفي حديث للإذاعة العبرية، أوضح فلنائي أن إسرائيل تعمل وفق المثل القائل: «تغدى بمن يريد أن يتعشى بك». وأضاف: «كل من يخطط لعمليات ضد إسرائيل يجب أن يأخذ ضمن حساباته احتمال استهدافه». واستدرك فلنائي قائلا إن موجة التصعيد الحالية شارفت على الانتهاء، منوها بأن استتباب التهدئة قد يستغرق وقتا، «نظرا لأن فصائل المقاومة الفلسطينية تخلو من آلية قيادة واضحة لنقل التوجيهات إلى العناصر الميدانية».

من ناحية ثانية نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسيرة جماهيرية احتفالا بما سمته «النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في جولة التصعيد الأخير». وأطلقت الحركة اسم «بشائر الانتصار» على هذه المسيرة التي انطلقت من ميدان فلسطين وصولا إلى مقر الصليب الأحمر وسط مدينة غزة.

إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل استخدمت في عدوانها الأخير أسلحة محرمة دوليا، وتحمل مواد كيماوية، أدت إلى تهتك أجساد القتلى. وطالبت الوزارة المؤسسات كافة بفضح الجرائم والممارسات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في صفوف المدنيين واستخدامه المفرط للعنف والأسلحة غير التقليدية والمحرمة دوليا.