والد الأسيرة الشلبي: كل ما تريده ابنتي هو العيش ومواصلة دراستها

حالتها أصبحت صعبة بعد 27 يوما من الإضراب

TT

يبحث يحيى الشلبي (أبو عمر)، والد الأسيرة هناء التي دخلت أمس في إضرابها عن الطعام يومها الـ27، احتجاجا على اعتقالها إداريا، عن وسائل اتصال مباشرة بابنته خلف القضبان. فمنذ أن اعتقلت قبل نحو الشهر، لم يسمح له بزيارتها، ولا الاتصال بها، ولا حتى إرسال أي مستلزمات لها.

ويكتفي أبو عمر الآن بالتواصل معها عبر أهالي أسيرات من عرب الداخل، يزورون بناتهم في سجن هشاورن، غير أن الأخبار التي تصله لا تبدو مطمئنة. وقال أبو عمر لـ«الشرق الأوسط»، «ابنتي فقدت الكثير من وزنها وانخفضت نسبة الدم والسكر عندها بشكل كبير، حياتها أصبحت في خطر». وتساءل «كيف يمكن أن تكون عليه بعد 27 يوما من الإضراب.. إنها فتاة».

وتؤكد منظمة أطباء حقوق الإنسان وجود تدهور خطير في صحة الأسيرة شلبي. وقالت محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين شيرين عراقي، «إن الفحص الطبي الذي أجري قبل يومين، أشار إلى انخفاض في دقات القلب ونسبة السكر، ووجود أوجاع في المعدة والرأس، وتقيؤها سائلا حامضا، بالإضافة إلى عدم قدرتها على الوقوف».

ويتمنى أبو عمر زيارة ابنته في مشفى يهتم بها، على أقل تقدير، وليس في سجنها، لكنه لا يستطيع حتى الاتصال بها، وحتى عندما رآها يوم الأربعاء الماضي في محكمة عوفر، منع من الحديث إليها.

ويعيش أبو عمر المنحدر من بلدة برقين في جنين، شمال الضفة الغربية، على الحليب والماء فقط في خيمة منصوبة أمام منزله في البلدة، متضامنا مع ابنته التي استلهمت تجربة الأسير خضر عدنان الذي نجح بعد 67 يوما من الإضراب في الحصول على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بعدم تجديد اعتقاله الإداري.

والاعتقال الإداري، قانون، يتيح للمحاكم الإسرائيلية تحويل المعتقلين إلى السجن من دون تهم، واعتقلت إسرائيل منذ عام 2000، أكثر من 20 ألف فلسطيني إداريا بما فيهم أطفال ونساء ونواب، ويوجد الآن أكثر من 300 معتقل.

وشجع انتصار عدنان، المعتقلين الإداريين على مواجهة سجانيهم ورفض الاعتقال الإداري، فأضربت هناء ولحق بها أكثر من 15 أسيرا، بينما اتخذ باقي الأسرى الإداريين، قرارا بمقاطعة المحاكم بدءا من الشهر الحالي.

ولا يعرف الشلبي إلى متى يمكن أن تصمد ابنته، وقال بنبرة حزينة «هذه بنت». وأضاف «هي وأنا ونحن نريد أن نعيش، من حقنا أن نعيش».

وهذه ليست أول مرة تجرب فيها الشلبي الاعتقال الإداري، فقد جربته عامين ونصف العام حتى تحريرها في صفقة شاليط قبل شهور، قبل أن تعيد إسرائيل اعتقالها إداريا. وقال الشلبي «لقد حرموها من الجامعة، منذ سنين وحلمها أن تدرس، ولكنها من سجن إلى سجن».

وبينما تواصل هناء الإضراب، يحاول محاموها التوصل إلى اتفاق مع النيابة الإسرائيلية، بطلب من المحكمة، بعدما رفضت الشلبي قرارا سابقا، بتخفيض مدة اعتقالها من 6 أشهر إلى 4. وتحظى هناء بدعم شعبي كبير في إضرابها، وطالما نظمت لها وقفات في الضفة وغزة ورفعت صورها في كل مكان، وفي بيت لحم شيد أهالي الأسرى حديقة باسمها هذا الأسبوع.