العربي يطالب بتحقيق دولي في «الجرائم ضد الانسانية» في سوريا

بدء توثيق الجرائم عبر مقابلات مع الأهالي واستمارات حقوقية

قوات الأمن السورية تفض مظاهرة لأكراد في القامشلي قبل فتح النار عليها أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

طالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين، خصوصا في حمص وإدلب، وذلك بعد أن صار التشكيك بالجهة المسؤولة عن القتل مادة إعلامية دسمة بين المعارضة السورية والحكومة في دمشق.

وقال العربي في بيان، إن «ما تناقلته وسائل الإعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء في حمص وإدلب وأنحاء مختلفة من سوريا، وخاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ، يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية لا يجوز من الناحية الأخلاقية والإنسانية السكوت عن مرتكبيها، ولا بد من أن يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من أحداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة».

ودعا العربي «الحكومة السورية إلى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة»، سواء شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو «أي لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة للكشف عن حقيقة هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها».

وفي إطار الحرب الإعلامية المتبادلة بين النظام السوري والمعارضة حول المسؤول عن تلك المذابح،وحمل الصحافي والناشط السوري عامر مطر في اتصال مع «الشرق الأوسط» النظام مسؤولية القتل الذي يحصل في سوريا، معتبرا أن «قتل المدنيين صار أشبه بالعمل اليومي والروتيني لدى شبيحة النظام وعناصره»، مشيرا إلى تجربته المباشرة في هذا المجال، إذ اعتقل لشهور في السجون السورية على خلفية معارضته حكم الأسد.

وأكد مطر أنه مؤمن وواثق كل الثقة أن «النظام هو المجرم»، وقال: «أعيش بين الناس وفي السجون ورأيت العجائب من القتل وإطلاق النار على المتظاهرين وتعذيبهم وقتلهم في الشوارع والسجون المركزية والمدارس والملاعب التي تحولت إلى معتقلات للقتل والإهانة»، موضحا أن التنسيقيات المحلية والناشطين يقومون بتوثيق الانتهاكات وعدد القتلى من خلال مقابلات مع العائلات والجرحى وأهالي الشهداء، ومن خلال تعبئة استمارات من مؤسسات حقوقية عالمية تنسق مع الناشطين لإيجاد مصداقية عما يفعله النظام»، مضيفا أن «الأشرطة المصورة أيضا هي دعامة لتوثيق الجرائم وممارسات القمع والقتل».

واكد مطر على أن «للنظام السوري تاريخا كبيرا من الدموية والقتل والمجازر، ومجازر حماة استثناء بشري».

وأضاف أن «النظام السوري كذاب وخيالي، كنا في السجن يمارس التعذيب ضدنا حتى نعترف بتهم لم نفعلها»، موضحا أن «النظام يعيش على استغباء الشعب والإعلام السوري يعيش على استغباء الجمهور».

وأوضح الصحافي، الذي ينشط منذ بداية الثورة السورية ميدانيا، أن «الخطة الإعلامية للنظام ترتكز على شيء واضح، هو ليس المهم أن تصدقني ولكن المهم أن أربك إدراكك؛ أن أربك قناعتك بالحقيقة»، حيث إن «المسؤولية تقع على هذه السياسة المرتكزة على التعسف الإجرامي الفادح»، مضيفا أنه من المعروف الفارق الهائل بين قوة الجيش السوري وقوة الفصائل المدنية المسلحة التي تشكلت لحماية الأحياء وحماية المدنيين، في هذا الإطار ليس ثمة شك بأن من دفع البلاد بهدف «البقاء في السلطة حتى حافة هذا الوضع الذي تنهار فيه كل مقومات بناء الدولة والأمن هو النظام،».

وفي هذا السياق، اتهمت الحكومة السورية ما وصفتها بأطراف مدعومة من دول عربية وغربية تقوم بدعم مجموعات إرهابية لقتل الناس والمدنيين في أكثر من مكان، ورد العضو في المجلس الوطني السوري المعارض أديب الشيشكلي في اتصال مع «الشرق الأوسط» على الاتهامات بالقول إن «النظام يحاول الإيحاء على الدوام منذ انطلاقة الثورة الشعبية ضده، بوجود مجموعات إرهابية تقوم بقتل المدنيين، فيما هو العكس تماما.. إذ يسعى النظام إلى خلق هذا المصطلح إعلاميا وفي ردود فعله لتغطية جرائمه الفظيعة والمتراكمة والتي تعبر عن وحشية لا توصف».

وأوضح أن «النظام لديه شبيحة يقومون بهذه الأفعال المشينة ويقتلون الناس بهدف إرهابهم ودفعهم إلى التراجع عن التظاهر والهتاف ضده»، مشددا على أن «الناس كانوا في فترة ليست ببعيدة يقومون باستخدام أسلحة خفيفة بهدف الدفاع عن أنفسهم وليس القتل كما يريد النظام أن يؤكد».

ورفض الشيشكلي نظرية الطرف الثالث، حيث قال إنه «ليس هناك أي طرف ثالث في سوريا، النظام يطبق سيطرته على كل الحدود، ولا تمتلك أي مجموعات القدرة على الدخول.. ومن يتحمل الوضع الداخلي من القتل والعنف المتراكم هو النظام نفسه، وأي نظام لا يستطيع إيقاف دورة الدم عليه ألا يبقى».