الجيش السوري يجتاح إدلب ويدك حمص وحماه ويقتحم درعا

مظاهرات غاضبة وفض اعتصام بالقوة في حلب.. وحملات دهم في دمشق

صورة لبعض المباني المدمرة بحي بابا عمرو (إ.ب.أ)
TT

بعد 4 أيام على هجوم مركز شنه على مدينة إدلب، قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري النظامي تمكن من السيطرة على المدينة بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحر لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي، وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح. يأتي ذلك بينما قال ناشطون إن أكثر من 60 مدنيا قتلوا في سوريا يوم أمس برصاص الأمن والجيش السوري معظمهم في إدلب وحمص، كما اتهم سكان في حمص قوات النظام باختطاف نحو 15 جثة من الذين قضوا في مجزرة حي كرم الزيتون، لتصل حصيلة مجزرة حي كرم الزيتون والعدوية وحي عشيرة إلى 86 قتيلا.

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في إدلب نور الدين العبدو إن الجيش أحكم قبضته على المدينة منذ عصر أول من أمس، وهو ما زال يقوم بعمليات دهم وتفتيش لكل منازل المدينة. وأوضح العبدو أن الجيش حول المدارس إلى ثكنات عسكرية، وهو يستخدم المدنيين دروعا بشرية لحماية نفسه من هجمات محتملة للمنشقين.

وتابع العبدو: «المعارك في المدينة توقفت منذ مساء أول من أمس، واضطر مقاتلو الجيش الحر إلى الانسحاب لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي، وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح».

ومن جهته، أكد الناشط رامي إدلبي أن «الجيش الحر ألحق خسائر فادحة بالجيش قبل انسحابه من المدينة»، وقال ناشطون آخرون إن «المنشقين في إدلب لم يكونوا يتلقون سلاحا بخلاف زملائهم في حي بابا عمرو في حمص الذين كانت تصلهم إمدادات من شمال لبنان الذين تمكنوا من الصمود هناك لمدة شهر، ليضطروا بعدها للانسحاب قبل أسبوعين بسبب نفاد الذخائر».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحدثت مساء أول من أمس عن سيطرة كاملة للجيش على إدلب، وعن قتل عشرات المسلحين.

وبالأمس، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن قتلى وجرحى نتيجة قصف الجيش في الصباح لقريتي الجانودية التابعة لجسر الشغور، وبسامس التابعة لجبل الزاوية، وكلتاهما في إدلب. وقال ناشطون لاحقا إن «5 مدنيين قتلوا يوم أمس في قصف مدفعي على قرية البارة بإدلب أيضا».

وكانت مدن وقرى في المحافظة بينها مرعيان وخان شيخون ومعرة النعمان ومعرة مصرين، تعرضت في إطار الهجوم على إدلب لقصف بالأسلحة الثقيلة أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ويواجه المدنيون بإدلب، وبحسب الناشطين على الأرض ومنظمات دولية، نقصا شديدا في الغذاء والخدمات، كما يواجهون صعوبة كبيرة في العبور إلى تركيا إما بسبب الألغام، وإما لإغلاق الطرق من قبل الجيش والأمن.

وقال المرصد السوري إن ناشطا قتل في قرية بسامس بجبل الزاوية إثر إطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مجموعات منشقة مما أدى إلى مقتل عنصرين من هذه المجموعات.

وبالتزامن مع اجتياح إدلب، قصف الجيش السوري مجددا مدينة القصير التابعة لحمص على الحدود مع لبنان. وقال الناشط عمر الحمصي إن الجيش يقصف القصير لمنع أي شخص من الفرار إلى لبنان، في حين أكد ناشطون آخرون تجدد القصف المدفعي صباح يوم أمس على مدينة الحولة بريف حمص.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن مقتل 9 أشخاص في القصير خلال محاولتهم النزوح إلى لبنان.

وتجددت الاشتباكات في درعا، حيث اقتحم الجيش السوري حي درعا البلد في مدينة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن. وتمت عملية الاقتحام التي نفذتها قوات مدعومة بعشرين دبابة ومدرعة، وسط اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر الذي يسيطر على حي رئيسي بالمدينة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات عسكرية أمنية مشتركة نفذت حملة اقتحام في مدينة درعا ترافقت مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي مدينة داعل دارت اشتباكات في الحي الغربي بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، فيما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة نوى.

أما في حلب، فأفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباك بين الجيش الحر والجيش النظامي عند دوار الموت في حلب، في وقت أفاد الناشط السوري والمحامي إبراهيم ملكي أن نحو 500 محام شاركوا في اعتصام تضامني مع «المدن المنكوبة»، و«من أجل حرية الشعب» في سوريا، في القصر العدلي في حلب، تم فضه بالقوة من الشرطة.

وروى ملكي أن «عناصر من الشرطة المكلفة حماية القصر العدلي في حلب وموظفيه اعتدوا بالضرب على الاعتصام، وعملوا على تفريق المحامين»، لافتا إلى إصابة المحامي عبد الله كرمو في وجهه. وأكد الناشط أن هذا التصرف ضد المحامين هو «سابقة خطيرة»، قائلا: «لا يمكن أن يتعرض المحامون للضرب والتهديد بالسلاح فيما هم يقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوق الناس»، وشدد على أن ذلك يدل على أن «السلطة القضائية غير مستقلة وهي مرتبطة بالنظام قلبا وقالبا ولا تراعي كرامة وحرية المحامين أثناء ممارستهم لمهمتهم». بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع عدد من الإصابات في جامعة حلب في صفوف الطلبة نتيجة الاعتداء عليهم بالعصي الكهربائية.

وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن نفذت حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، فيما قطع شبان الطريق العام في جوبر. وأظهر مقطع فيديو على صفحات المعارضة على الـ«فيس بوك» مظاهرة طلابية حاشدة خرجت في القابون في دمشق تضامنا مع المدن المنكوبة. كما خرجت مظاهرات تطالب بسقوط النظام في حي المزة في دمشق.

وبالتزامن، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن قوات النظام والشبيحة نفذت حملة مداهمات وتخريب للمنازل والمزارع في كفربطنا في ريف دمشق، مدعومة بدبابة وسيارات مزودة برشاشات، وسط استنفار كامل للحواجز.

وفيما تحدث ناشطون عن حملات دهم واعتقال في ريف اللاذقية، وفي الحسكة، قالت لجان التنسيق المحلية إن 6 أشخاص أصيبوا في الحسكة بينهم امرأة نتيجة هجوم قوات الأمن على المتظاهرين في حي غويران بمركز المدينة. وأوضح ناشطون من الحفة في اللاذقية أن قوات الأمن أحرقت عددا من المنازل في قريتي بابنا والجنكيل في ظل قطع الاتصالات عن المنطقة وتمركز قناصة قرب مشفى الحفة وعلى سطح المخفر والبلدية وفي القرى المجاورة المطلة على هاتين القريتين.