أوباما يدعو روسيا لـ«الوقوف معنا» في مواجهة الأسد وكاميرون يؤكد توثيق جرائم نظامه

شددا على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين.. والتزامهما بأفغانستان

أوباما وكاميرون في المؤتمر الصحافي بالبيت الأبيض أمس (أ.ب)
TT

أكد كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة وقف المذابح التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه، وضرورة إيجاد طرق لتوصيل المساعدات الإنسانية للسوريين. وفي مؤتمر صحافي في واشنطن حيث يقوم رئيس الوزراء البريطاني بزيارة رسمية تنتهي اليوم، شدد كل من أوباما وكاميرون على ضرورة اتخاذ روسيا موقفا واضحا من نظام الأسد والعمل مع المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية. وكانت سوريا على رأس جدول المحادثات بين الزعيمين خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى الملف الإيراني والحرب في أفغانستان. والتزم القائدان بالخطة الموضوعة لتسليم السلطة إلى أفغانستان وتولي كافة المسؤوليات الأمنية بنهاية 2014 مع خروج القوات الدولية.

وقال أوباما: «بحثنا كيفية توصيل المساعدات الإنسانية وتوثيق الجرائم حتى يتم تسليم المسؤولين للعدالة مهما طال الوقت، ونساند جهود كوفي أنان ونعمل مع روسيا والصين للخروج بقرار في الأمم المتحدة، وما نريده الآن هو البحث عن أسرع طريق لوقف القتل». وأوضح الرئيس الأميركي أن الوضع في سوريا معقد ومختلف عن وضع ليبيا، قائلا: «كل دولة لها ظروف مختلفة وسوريا وضعها معقد وأفضل ما يمكننا عمله الآن هو توحيد العالم ضد ما يفعله النظام السوري والحديث مع الروس حول ضرورة الوقوف معنا في تحالف دولي وتقديم مساعدات إنسانية وأن تتوحد المعارضة». وأضاف الرئيس الأميركي: «من المهم للسوريين أيضا أن نقوم بعمل يؤدي إلى تسهيل عملية الانتقال وليس عمل يؤدي إلى زيادة الثورة أو الحرب الأهلية».

وناشد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون روسيا الوقوف مع التحالف الدولي ضد جرائم النظام السوري، قائلا: «من مصلحة روسيا عدم الصمت أمام المذابح في سوريا، ومعالجة الأمر وتحقيق الاستقرار في سوريا». وأضاف أن بلاده ترسل مراقبين للحدود التركية السورية لتوثيق الجرائم، مؤكدا: «سنوثق الجرائم التي تحدث ومهما طال الوقت يجب تقديم المسؤولين عن تلك الجرائم للمساءلة وأؤكد أن لنا ذاكرة قوية».

وتحدث الزعيمان في المؤتمر الصحافي بحديقة الزهور بالبيت الأبيض أمس وتبادلا عبارات الود والفكاهة بأسمائهم الأولى. وركز المؤتمر الصحافي على الوضع في أفغانستان، حيث ما زالت الولايات المتحدة تسعى إلى معالجة ردود الفعل الغاضبة من جراء المذبحة التي قام بها جندي أميركي هذا الأسبوع بقتله 16 من المدنيين الأفغان. وقال أوباما: «إن الأحداث الفاجعة في أفغانستان تذكرنا بأن المهمة صعبة لكن لا يمكن إنكار أن القوات الدولية تحقق تقدما كبيرا في منع تنظيم القاعدة من القيام بعمليات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها ونحقق تقدما في تدريب الأفغان لتولي كافة المسؤوليات الأمنية في نهاية 2014 ونتأكد أن أفغانستان لن تكون مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين». وأضاف أوباما: «نواجه تحديات كثيرة لكن لا أتوقع أننا سنقوم بأي تغييرات مفاجئة عن مسار الخطة التي لدينا الآن وسيتم سحب 23 ألف جندي أميركي بنهاية الصيف القادم». وأكد أوباما أن الولايات المتحدة ستستمر في علاقة وثيقة مع أفغانستان حتى بعد رحيل القوات الأميركية للتأكد من استقرار الأمن ونمو الاقتصاد الأفغاني.

وشدد كاميرون على أن بريطانيا لن تتخلى عن مهمتها في أفغانستان، قائلا: «ندرك أن مهمتنا قاسية وتكلفتها باهظة لكننا لن نتخلى عن المهمة لأن أفغانستان يجب ألا تصبح ملاذا للإرهابيين». وأشار إلى الجهود مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لتحقيق تسوية مع طالبان. وقارن كاميرون بين الوضع الحالي في أفغانستان والوضع منذ 3 سنوات، معلقا: «علينا أن نعترف بأن الأوضاع تتحسن والوضع الأمني يتحسن والاقتصاد الأفغاني يتعافى وهو ما يعني أننا يمكن أن نحقق أهدافنا وعلينا أن نتذكر لماذا نحن هناك، فأكبر عدد من الإرهابيين جاء من هذه الدولة في ذلك الإقليم، ونريد أن يتولى الأفغان مسؤوليتهم الأمنية لنكون نحن آمنين في بلادنا».

وشدد أوباما على موقفه من منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقال: «أمام إيران إما الالتزام بواجباتها أمام المجتمع الدولي أو مواجهه العقوبات». وأوضح أن العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي أجمع عليها المجتمع الدولي ستأتي بنتائجها في الصيف القادم. وقال: «أرسلت رسالة مباشرة وعلنية لإيران أن عليهم أن يستغلوا نافذة المفاوضات ولكن هل لدي ضمانات أن إيران ستلتزم؟ لا، ففي الماضي قالت إيران كلاما كثيرا دون أفعال، وقد قدمنا كل الخيارات لإيران لتأخذ مسارا بعيدا عن التسليح النووي». وهدد أوباما النظام الإيراني، قائلا: «النافذة الدبلوماسية بدأت تنكمش ولا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي لأن ذلك سيؤثر على اتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل وسيخلق إرهابيين في المنطقة بما يهدد الأمن القومي الأميركي». وأضاف: «إيران ليست محل اهتمام وقلق دولة واحدة وإنما المجتمع الدولي كله وسنحاول حل القضية دبلوماسيا وأفضل رهان للإيرانيين هو الالتزام بالتعهدات الدولية».

وكان الرئيس أوباما قد استقبل رئيس الوزراء البريطاني وزوجته سامانثا في استقبال تكريم رسمي بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض وسط حشد كبير من الجمهور وتلاميذ المدارس بلغ أكثر من 7 آلاف ضيف حملوا الأعلام البريطانية والأميركية وأطلقت قوات الحرس الأميركي 19 طلقة تحية للضيف البريطاني. وقد عقد أوباما وكاميرون اجتماعا ضم كبار المسؤولين من البلدين من بينهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمستشار البريطاني جورج أزوبون وغيره من كبار أعضاء وفد المملكة المتحدة. وأشاد أوباما بالعلاقات الأميركية البريطانية العميقة منذ الحرب العالمية الثانية واعتبرها ضرورية ولا غنى عنها لتحقيق الأمن والازدهار لجميع شعوب العالم. وتحدث أوباما مازحا عن توجه البريطانيين في عام 1814 إلى البيت الأبيض وإشعال النيران فيه وقال: «قبل 200 عام جاء البريطانيون إلى البيت الأبيض وأضرموا فيه النار فعليا بكل معنى الكلمة». ورد كاميرون: «أنا أشعر بإحراج أنني أقف هنا وأجدادي قاموا من 200 عام بمحاولة إحراق البيت الأبيض لكنني أري أنكم تحمون المكان بشكل جيد اليوم ولا تتركون أي مخاطرة للبريطانيين».

وأشاد كاميرون بالعلاقة الخاصة بين البلدين وقال: «في الأوقات العصيبة أميركا وبريطانيا تعرفان أنه يمكن الاعتماد على بعضهما البعض ونحن على استعداد ليس لنقول الشيء الصحيح لكن لنفعل الشيء الصحيح أيضا وبالأسلوب الصحيح».