«حادث» كاد يحول زيارة بانيتا لأفغانستان إلى مشكلة كبرى

وزير الدفاع الأميركي يقر بأن الحوادث الأخيرة تثير «قلقا شديدا»

TT

أجرى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا محادثات في أفغانستان أمس؛ حيث أقر بأن سلسلة الحوادث الأخيرة «تثير قلقا شديدا»، لكنه تعهد بأن لا شيء سيؤدي إلى تغيير المهمة الهادفة إلى هزيمة متمردي «القاعدة» وطالبان.

وجاء هذا فيما أكد متحدث باسم البنتاغون أن أفغانيا سرق سيارة في قاعدة كبيرة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وقادها إلى مهبط طيران في الوقت نفسه تقريبا الذي وصل فيه الوزير بانيتا إلى أفغانستان. وأكدت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) الأمر، وقالت إن واحدا من جنودها أصيب بجروح خلال «حادث» وقع لحظة هبوط طائرة الوزير بانيتا في قاعدة عسكرية في أفغانستان. وقالت «إيساف» في بيان: «لم يكن الوزير أو أي شخص آخر من ركاب الطائرة في خطر في أي لحظة نتيجة هذا الحادث»، مضيفة أن المشتبه في ارتكابه هذا الحادث الذي أدى إلى إصابة جندي بجروح قد أوقف. وبحسب مصدر حكومي في لندن، فإن سيارة دخلت مدرج الهبوط في قاعدة كامب باستيون العسكرية البريطانية في جنوب أفغانستان قبل أن تشتعل فيها النار لحظة هبوط طائرة بانيتا. وذكرت شبكة «سكاي» التلفزيونية البريطانية أنه اعتداء محتمل بسيارة مفخخة، لكن المصدر الحكومي أعلن أنه لا يمكن تأكيد هذه الرواية على الفور. وقال المصدر الحكومي: «لحظة هبوط (طائرة بانيتا)، وصلت سيارة إلى المدرج واشتعلت فيها النار. وأصيب السائق بحروق بالغة». وهذا السائق رجل تستخدمه «القاعدة» في المكان. وبحسب وكالة «برس اسوسييشن»، فإن جنديا بريطانيا جرح في حادث سابق قد يكون على علاقة بالسيارة نفسها.

لكن بعيدا عن هذا «الحادث»، عقد بانيتا سلسلة لقاءات في الجنوب الأفغاني المضطرب بعد أيام فقط على قيام جندي أميركي بقتل 16 مدنيا أفغانيا معظمهم من النساء والأطفال في أسوأ حادث فردي من نوعه يقع منذ الاجتياح الدولي بقيادة الولايات المتحدة في 2001. ووصف المتحدث باسمه الاجتماع مع قادة في هلمند بأنه «ممتاز»، فيما طغى على محادثاته انفجار قنبلة في ولاية هلمند جنوب البلاد، حادث آخر، أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين. وأقر بانيتا في حديثه أمام قوات أميركية وأفغانية ومن حلف الأطلسي في كامب ليثرنيك بأن إحراق مصاحف في قاعدة باغرام الأميركية الشهر الماضي وقيام جندي أميركي بقتل مدنيين، يطرحان تحديات صعبة. وقال: «كل من هذه الحوادث مثير للقلق الشديد. لن نسمح لحوادث فردية بتقويض عزيمتنا. سنواجه محنا وتحديات من العدو ومن أنفسنا ومن جحيم الحرب نفسها». لكنه قال: «بفضل جهودكم، ستنجح استراتيجيتنا».

وفي إشارة إلى التوتر السائد حاليا، تم الطلب من مجموعة من المارينز تنتظر للاستماع لكلمة بانيتا داخل قاعة، أن تترك أسلحتها في الخارج. وعادة تحمل القوات الأميركية أسلحتها حين يتحدث أمامهم وزير الدفاع. وقال مسؤول في الدفاع للصحافيين إنه ليس هناك تهديد أمني، لكن طلب من القوات الأميركية أن تترك أسلحتها في الخارج لأن الأفغان الذين كانوا في القاعة كانوا غير مسلحين. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إن بانيتا أبلغ القادة في ولاية هلمند خلال محادثاته معهم أن «الولايات المتحدة تبقى مركزة على المهمة وأن الأحداث الأخيرة لن تردعنا عن أدائها».

وتتزامن زيارة بانيتا مع جدل متزايد في واشنطن حول مسار الحرب المستمرة منذ عشر سنوات؛ حيث يدعو بعض المشككين داخل البيت الأبيض وخارجه إلى تسريع سحب القوات. وبموجب الخطط الحالية تهدف الولايات المتحدة إلى خفض قواتها من نحو 90 ألف عنصر إلى 68 ألفا بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) على أن يتم سحب معظم القوات المقاتلة المتبقية بحلول نهاية عام 2014.

وتزامنا مع زيارة بانيتا، وصل أيضا وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير أمس إلى كابل في زيارة مفاجئة تأتي بعد يومين من زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للبلد، على خلفية التوتر المرتبط بمقتل 16 مدنيا أفغانيا برصاص جندي أميركي. وقال الوزير الألماني خلال لقاء صحافي إن نهاية مهمة القوات الألمانية في أفغانستان مقررة نهاية 2014 وذلك بعد أن كانت ميركل بدت الاثنين وكأنها تعتزم تمديد انتشار قواتها إلى ما بعد هذا التاريخ. وتنشر ألمانيا 4900 جندي في أفغانستان، وهي ثالث قوة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن القوة الدولية التي يقودها الحلف الأطلسي وتنشر 130 ألف جندي.

وقال الوزير الألماني بعد مقابلة مع نظيره الأفغاني عبد الرحيم وردك: «قدمنا معا وسنرحل معا. نهاية المهمة ستكون في 2014». وأكد الوزير الذي من المقرر أن يجتمع أيضا بالرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أن ألمانيا ستظل «بجانب الشعب الأفغاني بعد 2014» و«هذا يشمل أيضا الجيش الألماني وذلك في شكل مساعدة على التدريب لا يزال يتعين تحديدها». ووصل الوزير الألماني أمس إلى كابل قادما من باكستان حيث كان قد أجرى مباحثات. وبدا الاثنين أن المستشارة الألمانية تشك في انسحاب القوات الألمانية بحلول 2014، وذلك خلال زيارة مفاجئة الاثنين لمزار شريف (شمال). وقالت ميركل إن الوضع الحالي لا يتيح القول: «إذا كان من الممكن أن ننسحب من هنا. ولهذا لا يمكنني القول إذا كنا سنتمكن من ذلك في 2013/2014». لكنها أضافت على الفور: «الإرادة قائمة ونريد التوصل إلى ذلك وسنتمكن من القيام بذلك» وتابعت في وقت لاحق «2014 هو تاريخ انسحاب القوات».