الأمير نايف: لا تنمية بلا أمن واستقرار ولا أمن بلا عدل.. وما يحصل في سوريا الآن من أعمال عنف وسفك للدماء لا يقبله دين ولا ضمير

في كلمة ألقاها الأمير أحمد نيابة عنه في ختام أعمال اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب بتونس

الأمير أحمد بن عبد العزيز
TT

أكد الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي اختتم أعماله أمس في مدينة الحمامات التونسية، ينعقد في ظل ظروف بالغة الدقة تعيشها دول المنطقة «مما يتطلب معه أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك الذي يلبي طموحات شعوبنا ويوفر لهم ما ينشدونه من أمن واستقرار ورفاهية ويحقق لهم العزة والكرامة»، مشددا على أن الاستقرار والمحافظة على أمن الوطن والمواطن واحترام النظام هي «بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة». وقال: «فلا تنمية بلا أمن واستقرار ولا أمن بلا عدل».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية ورئيس وفد السعودية في الاجتماعات، حيث أشار الأمير نايف إلى أن وزراء الداخلية العرب يفتقدون زميلهم وزير الداخلية السوري «وذلك لما هو حادث الآن في سوريا من أعمال عنف وسفك للدماء» واصفا ما يحدث في سوريا بأنه «لا يقبله دين ولا ضمير ويؤلمنا ذلك جدا». وقال: «ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن على سوريا الشقيقة بالأمن والاستقرار والرفاهية في ظل نظام وطني متفق عليه»، وفي ما يلي جانب من الكلمة:

«كم كان بودي مشاركتكم هذا اللقاء الأخوي، إلا أن تزامن انعقاده بوقت إجرائي فحوصات طبية مجدولة حال دون ذلك، ويسرني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لتونس الشقيقة قيادة وشعبا.. على ما نلقاه في هذا البلد المضياف من حفاوة وإكرام.. كما يشرفني أن أنقل لكم تحيات وتقدير سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مقرونة بتمنياته لأعمال لقائكم هذا بالتوفيق والنجاح.

ويسعدني أن أجدد التهنئة الخالصة لفخامة الرئيس محمد المنصف المرزوقي.. بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية الشقيقة، راجيا من الله العلي القدير أن يوفقه ويعينه على ما تحمله من مهام ومسؤوليات. كما أتمنى للشعب التونسي الشقيق كل تقدم وازدهار في ظل التحولات والتغيرات التي يمر بها، مؤكدا على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب أشقائها في تونس في كل أمر يعود بالخير والنفع عليهم خاصة ما يتحقق به أمنهم وسلامتهم ورفاهيتهم ولما يتطلعون إليه من مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.

أيها الإخوة: ينعقد هذا الاجتماع في ظل ظروف بالغة الدقة تعيشها دول منطقتنا مما يتطلب معه أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك الذي يلبي طموحات شعوبنا ويوفر لهم ما ينشدونه من أمن واستقرار ورفاهية ويحقق لهم العزة والكرامة.. إذ إن الاستقرار والمحافظة على أمن الوطن والمواطن واحترام النظام هو بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة فلا تنمية بلا أمن واستقرار ولا أمن بلا عدل ومساواة.

أيها الإخوة: لا بد من الإشارة هنا إلى أننا نفتقد حضور زميلنا وزير الداخلية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة وذلك لما هو حادث الآن في سوريا من أعمال عنف وسفك للدماء لا يقبله دين ولا ضمير ويؤلمنا ذلك جدا، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن على سوريا الشقيقة بالأمن والاستقرار والرفاهية في ظل نظام وطني متفق عليه.. كما لا يخفى عليكم أن المملكة العربية السعودية قد طالبت بنداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ بداية الأحداث في سوريا بإيقاف سفك الدماء وقتل الأبرياء والعمل على إحلال الود والإخاء بدل العنف والشقاق لتكون سوريا الوطن العربي الأبي كما عهدناها حكومة وشعبا في مقدمة الركب العربي لمسيرة الرخاء والتقدم والرقي.

أيها الإخوة: يشتمل جدول أعمال اجتماعنا على الكثير من الموضوعات الهامة التي تلامس قضايا أمنية معاصرة كان للمجلس دور كبير في إدراك مخاطرها، فوضع لذلك الخطط والاستراتيجيات والبرامج بما يخدم أمننا العربي المشترك.

وبهذه المناسبة، نقدر ونعتز بما تحقق لمجلسكم الموقر من إنجازات مشرفة كان له السبق لتحقيقها قبل غيره من الهيئات والمنظمات الدولية المماثلة، ومن تلك الإنجازات مثلا لا حصرا، الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي سبقت أي جهد دولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتحذير من مخاطرها.. والتي لا تقتصر على دولة دون أخرى ولا مجتمع دون آخر، ونحمد الله على ما حققه المجلس من إنجازات على الرغم من كل المتغيرات والظروف الطارئة التي مر بها وطننا العربي.. إذ تمكن بعون الله وتوفيقه من الصمود ومواجهة كافة الصعوبات والتحديات.

ولا يفوتني أيها الإخوة أن أنوه بمستوى التعاون والتنسيق القائم بين مجلسنا والمجالس الوزارية العربية الأخرى، وذلك ضمن منظومة مؤسسات العمل العربي المشترك والذي كان له الأثر الطيب في تحقيق العديد من الإنجازات والأعمال المشتركة التي لمس المواطن في دولنا أثرها الإيجابي».

وكرر الأمير نايف في كلمته شكره للرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي على حضوره وافتتاح اجتماعات الدورة، وكذلك لوزير الداخلية التونسي علي العريض والعاملين معه في وزارة الداخلية التونسية على حسن إعداد وتنظيم اللقاء.

وكان مجلس وزراء الداخلية العرب اختتم أمس أعمال دورته التاسعة والعشرين في مدينة الحمامات، حيث رأس الأمير أحمد بن عبد العزيز وفد بلاده إلى المؤتمر.

وأوضح بيان صحافي صدر عقب المؤتمر، أن المجلس ناقش عددا من القضايا والمواضيع الهامة واتخذ القرارات المناسبة بشأنها وبموجب هذه القرارات تم اعتماد مشروع الخطة الأمنية العربية السابعة ومشروع الخطة الإعلامية العربية الخامسة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة ومشروع الخطة المرحلية الثالثة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للسلامة المرورية وكذلك توصيات المؤتمرات والاجتماعات التي نظمتها الأمانة العامة للمجلس خلال عام 2011، وقد اعتمد المجلس كذلك توصيات الاجتماعات المشتركة مع مجلس وزراء العدل العرب التي نظرت في جملة من المشاريع من بينها «مشروع الاستراتيجية العربية الشاملة لمكافحة الاتجار بالبشر، مشروع البروتوكول العربي حول مكافحة القرصنة البحرية، مشروع القانون العربي الاسترشادي لمكافحة الفساد، وتعديل كل من القانون العربي الاسترشادي لمكافحة الاتجار بالبشر، والقانون العربي النموذجي الموحد للمخدرات والمؤثرات العقلية، كما اعتمد المجلس التقرير الخاص بأعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لعام 2011 وأعرب عن تقديره للجهود التي يبذلها الأمير نايف بن عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للجامعة في دعم هذا الصرح العلمي الأمني العربي، كما اعتمد المجلس أيضا التقرير المتعلق بأعمال الأمانة العامة ووجه الشكر إلى الأمين العام على الجهد المبذول في تنفيذ برنامج عمل الأمانة العامة ومتابعة تنفيذ قرارات الدورة السابقة للمجلس.

وكان الأمير أحمد بن عبد العزيز طمأن الجميع على صحة الأمير نايف بن عبد العزيز، مؤكدا أنه «يتمتع بالصحة والعافية ولله الحمد». وقال الأمير أحمد بن عبد العزيز في تصريح صحافي عشيّة وصوله إلى العاصمة التونسية: «حضرت لإخواني هُنا نيابة عن أخي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي كان مهتما دائما باجتماعات وزراء الداخلية العرب لما لها من أهميّة، وتعذّر حضور سموه عن هذا الاجتماع لتزامنه مع مواعيده الطبية الروتينية المجدولة».

كما أشاد نائب وزير الداخلية السعودي بمستوى العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتونس، متمنيا «الخير للقيادة التونسية، ولشعبها الكريم المضياف».

وأكد الأمير أحمد بن عبد العزيز تأثر وزراء الداخلية العرب بما يحدث في سوريا، داعيا إلى وقف حمام الدم الحاصل فيها «لأن ذلك يؤلم الجميع».

وفيما يتعلق بالاجتماعات، أشار إلى أن الوزراء خرجوا بالاتفاق على تطبيق استراتيجية عامة للأمن العربي المشترك، ترمي إلى التعاون في مكافحة الجريمة المنظمة بصفة عامة، ومقاومة المخدرات والإرهاب، وكل ما يسيء للمجتمع وخدمته، وأن تكون وزارات الداخلية ممثلة حقيقية لتطبيق العدالة والأمن في الدول العربية.

وكان نائب وزير الداخلية السعودي أعرب عن حرص الأمير نايف بن عبد العزيز على تقديم أفضل ما يمكن في سبيل خدمة الأمة العربية، وتعزيز التعاون المشترك بين وزراء الداخلية العرب في محاربة الجريمة، والفساد، والمخدرات، وكل ما يضر كيان المجتمع العربي.