الكونغرس يدعو إلى حظر الطيران فوق ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق

مبعوث أوباما للخرطوم: لا يمكن أن ننتظر وأنتم ترفضون المساعدات الإنسانية

TT

خلال استجواب في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حذر عدد من الأعضاء الرئيس السوداني عمر البشير بأن الولايات المتحدة «لن تظل تشاهد الفظائع في جبال النوبة والنيل الأزرق» و«لا بد أن نتخذ الخطوات التي نراها مناسبة». ودعا بعضهم إلى فرض منطقة حظر الطيران فوق ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وخلال الاستجواب نفسه، قال برنستون ليمان، مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان «قلت للمسؤولين في الخرطوم إننا لا يمكن أن ننتظر وأنتم ترفضون المساعدات الإنسانية» إلى منطقتي جبال النوبة وولاية النيل الأزرق. غير أن ليمان قال إنه «متفائل بسبب الأخبار الأخيرة» بأن حكومتي السودان وجنوب السودان اتفقا في أديس أبابا على تهدئة العلاقات بينهما، خاصة النزاع حول النفط، وأن الرئيس البشير سيزور الجنوب للقاء الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت.

وانتقد ليمان الجانبين الشمالي والجنوبي بأنهما «يكادان يتعمدان مضايقة بعضهما بعضا»، وأن واشنطن «تريد منهما تهدئة الأوضاع، والعمل لتأسيس دولتين متجاورتين تعيشان في سلام ومع علاقات ودية». وقال «نحن حريصون على إنقاذ مئات الألوف الذين يواجهون الجوع. ونحن لا نضغط على حكومة السودان مباشرة فقط، ولكن، أيضا، عن طريق الدول التي ربما يستمع السودان إليها». وقال إن واشنطن اتصلت بالجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للضغط على البشير للسماح بالمساعدات الإنسانية «بأسرع فرصة ممكنة». وحذر من أن اقتراب فصل الخريف «سوف يغلق النافذة الوحيدة المفتوحة الآن». ورغم انتقادات لحكومة الجنوب، ركز ليمان على حكومة البشير، وقال «لن يستطع البشير حل هذه المشكلة عسكريا»، وقال إن البشير يقول إن عليه حماية سيادة وطنه، ووحدة ترابه، لكن «هناك أبعادا أخرى يجب أن يضعها في الاعتبار. يجب أن يعيد النظر إلى المشكلة كلها». وقال إن حكومة جنوب السودان «تعرف وجهة نظرنا» حول دورها في المشاكل في جنوب كردفان والنيل الأزرق، من دون أن يقول مباشرة إن حكومة جنوب السودان تساعد المتمردين على حكومة البشير في المنطقتين.

وعن إمكانية استئناف ضخ النفط الذي كانت أوقفته حكومة جنوب السودان، قال ليمان إنه إذا قرر الجنوبيون اليوم إعادة فتح الأنابيب فإنهم «سيحتاجون إلى ما لا يقل عن أربعة شهور» لإعادة تصدير النفط.

وقال السيناتور بنجامين كاردين الديمقراطي إن الأميركيين «سئموا هذا التلكؤ من جانب حكومة الخرطوم. لا بد أن نتخذ خطوات أكثر فعالية. كانت مشكلة جنوب السودان، وكانت مشكلة دارفور، وها نحن نعود إلى مشاكل مشابهة. لا بد أن نفعل شيئا لوقف هذا التعنت المستمر من جانب حكومة الخرطوم». وقال السيناتور بوب مينديز (ديمقراطي من ولاية نيوجيرسي) إن على الرئيس أوباما اتخاذ «خطوات فعالة لوقف هذا النوع من السلوك من جانب البشير».. وقال السيناتور جون كيري رئيس اللجنة إن على واشنطن الاتصال مع حكومات مجاورة مثل السعودية وقطر للاتصال مع حكومة البشير لإقناعها بقبول المساعدات الإنسانية، والتعاون «مع المجتمع الدولي».

وفي الجلسة نفسها، تحدث الممثل السينمائي جورج كلوني، وشن هجوما عنيفا على حكومة البشير. وقال إنه زار مناطق في جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، وشاهد «الظلم غير المعقول» الذي تمارسه حكومة البشير. وانتقد الرئيس أوباما، وقال إنه «لا يتحرك»، وإن هذا «يشجع البشير على مزيد من التحدي».

وقدم كلوني فيديو أمام أعضاء اللجنة عن صور أقمار فضائية ظلت تسجلها منظمة أميركية يترأسها وتتابع النشاطات العسكرية في المناطق الساخنة. وقال كلوني إن الصور توضح «عمليات إبادة مستمرة» من جانب حكومة البشير في مناطق جنوب كردفان.