أذربيجان تحبط اعتداءات ضد سفارتي إسرائيل والولايات المتحدة

المخابرات الإسرائيلية تطالب الإسرائيليين بمغادرة تركيا فورا

متظاهرون يطالبون بمحاكمة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في مظاهرة حاشدة وسط صنعاء امس (إ ب أ)
TT

أوقفت قوات الأمن في أذربيجان 22 شخصا يشتبه في أنهم دبروا بدعم من إيران محاولة اعتداء ضد سفارتي إسرائيل والولايات المتحدة في باكو، على ما أفادت السلطات أمس.

وقالت وزارة الأمن الوطني في بيان «تم توقيف 22 مواطنا أذربيجانيا من قبل وزارة الأمن الوطني لتعاونهم مع الحرس الثوري الإيراني». وأضافت «بتعليمات من الحرس الثوري الإيراني، كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات على سفارتي الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى وموظفيها». وقالت الأجهزة الأذربيجانية إن المشتبه بهم جندتهم إيران بداية من 1999 «وتم تدريبهم في معسكرات عسكرية قرب طهران وخرج» قرب العاصمة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف البيان أن «المدربين علموهم استخدام السلاح والمتفجرات (...) إضافة إلى طرق التسلل إلى المباني المحروسة». وأكدت الوزارة أن المشتبه فيهم «نقلوا إلى إيران العناوين الدقيقة لسفارات ومنظمات أجنبية إضافة إلى شركات بينها مقر (بي بي أذربيجان)» فرع المجموعة البريطانية في هذا البلد الواقع في القوقاز والغني بالمحروقات. وأضافت «تم اكتشاف أسلحة وذخائر ومتفجرات ومعدات تجسس لدى توقيفهم».

واتهمت إيران أذربيجان بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية وبمساعدة مدبري اغتيال مسؤولين في البرنامج النووي الإيراني في السنوات الأخيرة. وأكد وزير الدفاع الأذربيجاني صفر ابييف، خلال زيارة له هذا الأسبوع، لطهران أن بلاده «لن تسمح لأحد باستخدام أراضيها ولا مجالها الجوي» ضد بلد «صديق أو شقيق»، بحسب ما أوردت وكالة «إيرنا».

وفي سياق متصل، وجهت «هيئة مكافحة الإرهاب» في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نداء إلى المواطنين الإسرائيليين الموجودين في تركيا تدعوهم فيه إلى العودة منها فورا، وتدعو المواطنين الراغبين في السفر إلى تركيا إلى الامتناع عن ذلك في الأيام القريبة، وذلك بدعوى وصول معلومات تشير إلى أنه «يجري التخطيط لتنفيذ عدة عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في تركيا».

وقالت هذه الهيئة إن إسرائيل واليهود يتعرضون حاليا لأخطر موجة من عمليات الإرهاب التي تقف وراءها إيران وأذرعها الأمنية. وذكرت أنها كانت قد وجهت في الماضي تحذيرا للمواطنين من السفر إلى تركيا، لكنها توجه هذه المرة تحذيرا أشد باعتبار أن الخطر تضاعف عشرات المرات وأصبح محسوسا أكثر من أي وقت مضى. وأضافت أن هناك خطرا كبيرا على الإسرائيليين ومصالحهم في تركيا وكذلك على المواطنين اليهود الأتراك أو السياح اليهود القادمين من مختلف دول العالم، مؤكدة أن السلطات التركية تعرف بأمر التحذير وأسبابه وتتخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الخطر. وطلبت الهيئة المذكورة من أولئك الإسرائيليين الموجودين في تركيا ولا يحسنون مغادرتها لأسباب اضطرارية، اتباع أعلى درجات الحذر، فلا يتكلمون العبرية ولا يظهرون أي شارات ورموز تدلل على كونهم إسرائيليين، وعدم مرافقة أي شخص غير معروف لهم، وعدم ركوب سيارات غير معروفة وغير ذلك. ووجهت تحذيرا بشكل خاص إلى العسكريين بألا يتحدثوا عن خدمتهم العسكرية قطعيا، حيث إن «تنظيمات الإرهاب معنية بخطف جنود وضباط إسرائيليين».

وربطت جهات أمنية في إسرائيل بين هذا التحذير والمعلومات التي بثتها شبكة «إن تي في» للتلفزيون الروسي، الأسبوع الماضي، وأشارت فيها إلى أن «الموساد» (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي)، كان قد حذر مخابرات تركيا من احتمال استهداف الممثليات الإسرائيلية فيها. وذكرت أن الموساد بعث برسالة إلى تركيا مفادها أن «فيلق القدس» التابع لحرس الثورة الإيراني يخطط لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية في تركيا بشكل مماثل للهجمات التي وقعت في نيودلهي، ومحاولات تنفيذ عمليات في تايلاند وجورجيا، وأن أربعة إيرانيين مسلحين دخلوا تركيا. في المقابل نفت مصادر في المخابرات التركية طلب صحيفة «حريت» تأكيد أو نفي ما أوردته الشبكة الروسية.

إلى ذلك، كتبت «هآرتس» أن صحيفة «زمان» التركية كانت قد كتبت قبل شهرين أن وحدات استخبارية تركية حذرت من قيام «فيلق القدس» بإرسال عناصر إلى تركيا لتنفيذ علميات ضد سفارة أو قنصلية الولايات المتحدة فيها. وطلب من عناصر الشرطة التركية في كل المحافظات إبداء اليقظة في ظل التهديدات. كما أشارت الصحيفة إلى أن الخلية المشار إليها تنوي المكوث في أحد الفنادق في المدينة التي ستنفذ فيها العملية. كما لم تستبعد قيام حزب الله بالمشاركة في مظاهرات أو هجمات ضد أميركيين في لبنان.

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن أجهزة الأمن في تل أبيب تأخذ بجدية ما وصل إليها من إنذارات، لأنه سبق أن نفذت عملية ضد مصالح إسرائيلية في تركيا. ففي 26 مايو (أيار) من العام الماضي 2011، أصيب ستة أشخاص في اسطنبول جراء انفجار دراجة نارية مفخخة. وبعد شهرين من وقوع الانفجار نشرت صحيفة «كوريرا ديلا سيرا» الإيطالية أن منفذي العملية هم إيرانيون استهدفوا القنصل الإسرائيلي في تركيا موشي كمحي، وأن العملية كان يفترض أن تكون ردا على اغتيال عالم نووي إيراني في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2010، والذي تشتبه إيران في أن الموساد هو الذي يقف وراءه.

كما ذكّرت بعملية كانت قد أجهضتها قوات الأمن التركية في ديسمبر (كانون الأول) سنة 2009، وخططها حزب الله انتقاما لاغتيال عماد مغنية. وذكرت بالعملية التي نفذت في ديسمبر من سنة 2003، والتي قام خلالها انتحاريان بتفجير سيارتين تجاريتين قرب كنيسين يهوديين في اسطنبول وقتل خلالها 23 شخصا وجرح 300 آخرون.

وأوضحت الهيئة المذكورة أن التحذير الساخن بتنفيذ عمليات مشابهة في تركيا، لا يعني أن الخطر يقتصر على هذه الدولة. ففي تركيا توجد إنذارات عينية حاليا، لكن هناك إنذارات لعمليات مشابهة أيضا في عشرات الدول الأخرى. وبناء على ذلك، جددت تحذيرها للمواطنين الإسرائيليين بألا يزوروا أي دولة عربية، بما في ذلك الأردن ومصر اللذان يرتبطان مع إسرائيل باتفاقيتي سلام، وبدول عديدة أخرى بينها دول القوقاز وأذربيجان وإندونيسيا وأفغانستان وبوركينا فاسو وساحل العاج وتوغو ومالي وماليزيا ونيجيريا والسنغال وكينيا والشيشان في روسيا وقسم من الهند وقسم من تايلاند.