«الجنائية الدولية» تدين زعيم ميليشيا سابقا في الكونغو بتهمة تجنيد أطفال

منظمة العفو الدولية ترحب وتقول إن الحكم سيكون له تأثير على الصعيد العالمي

TT

أدانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمس زعيم الميليشيات السابق في الكونغو توماس لوبانجا بتهمة التجنيد القسري لأطفال لا يتعدى عمرهم 15 عاما خلال الحرب الأهلية في الدولة الأفريقية. ويعد هذا الحكم الأول للمحكمة منذ إنشائها قبل نحو عقد من الزمن. ونظرت المحكمة قضايا من 7 دول جميعها في أفريقيا.

وطبقا للحكم فإن توماس لوبانجا ديلو، 51 عاما، «كان يجند الأطفال (من الجنسين) لا يتعدى عمرهم 15 عاما للمشاركة في الأعمال القتالية» التي كانت ترتكب في منطقة أوتوري شمال الكونغو خلال الفترة من عامي 2001 و2003 للقتال في صفوف ميليشياته. وقال القاضي أدريان فولفورد في حكم صدر بالإجماع: «توصلت هيئة المحكمة إلى أن ممثلي الادعاء أثبتوا بأدلة لا يرقى إليها الشك أن توماس لوبانجا ديلو مذنب بتجنيد أطفال دون سن الـ15». كما وجد القضاة أن لوبانجا لعب دورا «جوهريا» في مؤامرة لاستخدام الأطفال، الذين عمل بعضهم كحراس شخصيين له، كجنود.

ويواجه لوبانجا، الذي أعلن براءته خلال المحاكمة التي بدأت عام 2009، أقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة رغم أنه لا يزال من غير الواضح أين سيقضي العقوبة. وكان يرتدي عباءة بيضاء وطاقية في غرفة المحكمة وكانت ملامح وجهه جامدة أثناء النطق بالحكم. وسوف يصدر الحكم في وقت لاحق، ويملك لوبانجا الحق في الاستئناف. ومن المحتمل أن تبدأ المحكمة الشهر المقبل في نظر القضية لدفع تعويضات لضحايا زعيم الميليشيات الكونغولي.

وقالت راديكا كوماراسوامي مبعوثة الأمم المتحدة المعنية بالأطفال في مناطق الصراع إن «الحكم الذي يصدر سيصل إلى أمراء الحرب والقادة في جميع العالم وسوف يكون بمثابة رادع قوي». وأضافت: «بينما سرق من ضحايا لوبانجا طفولتهم إلى الأبد، فإن لدي أملا من أنه بإقامة العدل اليوم سوف يتمكنون من المضي قدما في حياتهم»، مشيرة إلى تأييد تعويض الضحايا.

كما رحبت منظمة العفو الدولية بالحكم، قائلة إنه سيكون له تأثير على الصعيد العالمي. وقال مايكل بوشينيك مدير برنامج القانون والسياسة بمنظمة العفو الدولية إن «حكم اليوم سيكون رادعا لأولئك الذين يرتكبون الجريمة المروعة المتمثلة في استخدام الأطفال كجنود والإساءة إليهم سواء داخل أو خارج ساحة المعركة في شتى أنحاء العالم».

ويعد قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص بلوبانجا الأول، لكن القضية ليست الأشهر للمحكمة. وهناك 4 مشتبه فيهم محتجزون لدى المحكمة الجنائية الدولية بينهم رئيس ساحل العاج السابق لوران غباغبو. والثلاثة الآخرون من الكونغو. ويعتقد أن اثنين كانا ينتميان إلى ميليشيات كانت تحارب «الجبهة الوطنية لتحرير الكونغو» التي ينتمي إليها لوبانجا خلال الحرب الأهلية. ويواجه شخص ثالث، هو جان بيير بيمبا وهو نائب رئيس سابق، اتهاما بارتكاب جرائم حرب في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة. يذكر أنه خلال حرب الكونغو التي شاركت فيها 8 دول أفريقية توفي الملايين من المرض والجوع في المقام الأول.