أنان يدلي بإفادة بشأن سوريا أمام مجلس الأمن غدا.. وتوقعات أميركية بسلبية النتائج

العربي: الموقف حرج و«الكرة في ملعب أنان».. ودمشق تعلن أنها قدمت «ردا إيجابيا» على المقترحات

أحد مخيمي اللاجئين المقامين على الحدود التركية السورية (أ.ب)
TT

أعلن دبلوماسيون أمس أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان سيعرض أولى نتائج مهمته في سوريا غدا أمام مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد إعلان أنان وحكومة دمشق أمس عن وصول رد سوري على مقترحات الموفد الدولي.. وبينما قال الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أمس، حول نتائج الزيارة والرد: «لا أقول مبشرة أو غير مبشرة، ولكن الموقف حرج والكرة الآن في ملعب كوفي أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة»، أكد مسؤولون أميركيون أن «الرد لم يكن إيجابيا، ولكنه كان متوقعا أيضا».

ويقول دبلوماسيون في مجلس الأمن إن تقييم أنان للأزمة سيكون حاسما بالنسبة إلى مسعى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار بشأن سوريا.. ويرى الدبلوماسيون أنه من المتوقع أن تتسارع وتيرة المفاوضات بشأن مشروع قرار جديد بعد إفادة أنان، والتي سيدلي بها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف.

وأوضح أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أمس أن الاتصالات مستمرة مع السلطات السورية والجهات الدولية المعنية بالأزمة السورية، وأن أنان لاقى تجاوبا من الرئيس الأسد على مقترحاته لإنهاء العنف في البلاد، وصفها بأنها «على الطريق الصحيح»، رافضا التصريح عن تفاصيل المقترحات التي قدمها أنان للرئيس السوري أو الكشف عن تفاصيل رد الرئيس السوري على المقترحات.

وقال فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث المشترك لسوريا كوفي أنان سيطلع مجلس الأمن بتفاصيل جهوده ومحادثاته مع السلطات السورية صباح يوم الجمعة القادم.

وأشار فوزي إلى أن أنان اقترح خطوات تفصيلية ينبغي على السلطات السورية اتخاذها من شأنها أن تفضي إلى إجراء حوار سياسي شامل، وقبل ذلك وقف كل أعمال وأشكال العنف، وأنه تلقى من الأسد ردودا محددة على أسئلة محددة. وقال بيان أصدره مكتب أنان في جنيف أمس إنه «نظرا للوضع الخطير والمأساوي على الأرض، على الجميع أن يدركوا أن الوقت عنصر جوهري.. وكما قال (أنان) خلال وجوده في المنطقة، لا يمكن السماح باستمرار هذه الأزمة».

وكان أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة اجتمع بالرئيس الأسد في دمشق مطلع الأسبوع وقدم مقترحات تتضمن وقف القتال وتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية وبدء حوار مع المعارضة السورية.. ورغم أن تفاصيل العرض لم يتم الإعلان عنها بصورة واضحة، وكذلك الرد السوري، فإن مسؤولين أميركيين قالوا: إن الرد السوري على أنان كان «غير مقبول، نظرا لعدم احتوائه على أي إشارات حول مطالب الجامعة العربية للتغيير السياسي الذي يتطلب تنحي الأسد عن السلطة».

وقال أحد المسؤولين، الذين تحدثوا لوكالة الأسوشييتد برس الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتهم، نظرا لعدم الإعلان بعد عن محتوى الرد، إن «الرد لم يكن إيجابيا، ولكنه كان متوقعا أيضا»، موضحين «عدم احتوائه على أي إشارة إلى تنحي الأسد عن السلطة أو انتهاكات الحكومة للمعارضة، أو سحب القوات العسكرية من المناطق المدنية».

وفي سياق مواز، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أيضا قولهم إن الرئيس بشار الأسد رفض الاعتراف بكوفي أنان كممثل للجامعة العربية، معتبرا أنه فقط الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وغير معني بإيجاد تسوية للوضع القائم في البلاد، وإن الأسد رفض جهود الأخير لحل الأزمة السورية.

ونقلت الشبكة عن المسؤولين قولهم إن «الأسد رد على مقترحات أنان» قائلا: إنه «لا يعترف به كممثل للجامعة العربية، وإنه لن يفعل شيئا حتى تلقي المعارضة سلاحها».

ومن جانب آخر، ومما يعزز الروايات الأميركية، وصف الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أمس، الموقف في سوريا بأنه حرج وأن الخطوات القادمة التي يمكن اتخاذها سيقررها المبعوث أنان في ضوء المباحثات والاتصالات التي أجراها مع الحكومة والمعارضة السورية والأطراف المعنية بالأزمة.

وقال العربي ردا على سؤال عما إذا كان قد تلقى تطمينات مبشرة من أنان بعد زيارته إلى سوريا ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد: «لا أقول مبشرة أو غير مبشرة، ولكن الموقف حرج والكرة الآن في ملعب كوفي أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة».

من جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الأربعاء أن سوريا ردت على مقترحات أنان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها» لتطبيق هذه المقترحات. وقال مقدسي إن «أنان قدم خلال لقائه الثاني بالرئيس السوري بشار الأسد (السبت) من خلال لا ورقة، مجموعة من المبادرات الاستكشافية لطريقة الخروج من الأزمة» في سوريا، مضيفا أن بلاده «ردت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سوريا لتطبيق هكذا مقترحات».

وحول النقاط الخمس الصادرة عن اجتماع الوزراء العرب ووزير الخارجية سيرغي لافروف في القاهرة، قال المتحدث باسم الخارجية السورية «نحن ما زلنا ندرس جميع النقاط والمبادرات المقدمة والأجواء الحالية يمكن وصفها بالإيجابية رغم أن نوايا بعض الأشقاء غير مطمئنة»، مضيفا «الطرف الحكومي ليس هو الطرف المعطل للحوار ويجب أن يوجه السؤال بهذا الخصوص لمن يعارض الحوار الوطني الشامل»، مشيرا إلى أنه «عندما طرحت روسيا مبادرة للحوار سارعنا بقبولها دون قيود لأن الوطن بحاجة للحوار لكن المعارضة الخارجية رفضت الانخراط بالحوار تحت ذرائع متعددة لا ترقى لمستوى من يود إنقاذ الوطن، ولن ينجح أي حل يستند إما لواقع افتراضي أو لواقع يعتمد على إقصاء النظام، أفضل السبل هو الجلوس حول طاولة واحدة».