روسيا والصين تؤكدان عدم محاباتهما للأسد.. واحترامهما «المطالب المعقولة» للشعب

الموفد الصيني: توافق بين بكين والجامعة

TT

في الوقت الذي أوضح فيه الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشانغ مينغ قبل مغادرته القاهرة أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده لا تدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد، بل عن مبادئ العدالة الدولية وحق الشعب السوري في الاختيار الديمقراطي، فيما أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة بسوريا، قائلا إنه يشعر «بألم عميق لمعاناة الشعب السوري»، وأن الصين تحترم المطالب المعقولة للشعب السوري من أجل التغيير.

وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في كلمته أمام مجلس الدوما أمس، إن «موسكو تريد التوصل إلى إقرار السلام هناك (في سوريا) وحماية حياة السكان الآمنين. وتؤكد أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تحديد من يكون في السلطة».

وأشار لافروف إلى أن بلاده تسعى من أجل الحيلولة دون حدوث أي نزاع طائفي في الشرق الأوسط، ودعم الأمن والاستقرار في المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية. وحذر من مغبة احتمالات البديل؛ الذي قال إنه «يمكن أن يكون حربا أهلية مدمرة غير معروفة نتائجها»، مشيرا إلى أن روسيا ستبقى على اتصال مع كافة الأطراف ومنها دمشق ومختلف مجموعات المعارضة السورية، ومع جامعة الدول العربية ومع الدول المؤثرة في المنطقة، وبصورة مباشرة مع البلدان أعضاء مجلس الأمن الدولي. واستبعد لافروف احتمال حضور عسكري روسي في سوريا، فيما أشار في معرض رده على سؤال حول احتمالات أن يكون ذلك بهدف هز هيبة أميركا إلى «أن هذا الهدف غير صحيح. لأنه علينا تعزيز هيبتنا، وليس تشويه هيبة الآخرين». وأضاف أن «هيبة أميركا لم تتعزز في العراق وليبيا». وأضاف: «إن ما يتعلق بالسؤال حول ضرورة مجابهة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا وضمان وجودنا العسكري، فأعتقد أن السؤال يتضمن دعوة لمشاركة قواتنا في العمليات العسكرية، فأنا أعارض ذلك. كما أعتقد أن هذا سيتعارض مع المصالح الأساسية لروسيا الاتحادية».

وأعلن لافروف أن روسيا لا تورد إلى سوريا أسلحة «لاستخدامها ضد المتظاهرين المسالمين أو تلك التي تساعد على توسيع رقعة النزاع». وأضاف موضحا: «إن ما نورده إلى سوريا هي أسلحة ضرورية لضمان حماية الأمن القومي».. وأكد أن روسيا تنفذ التزاماتها أمام سوريا على أساس الاتفاقيات المبرمة، ومن ضمنها مجال التعاون العسكري.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة السورية، وقال إنه يشعر «بألم عميق لمعاناة الشعب السوري»، وإن كانت تصريحاته لا تنم عن تغير في موقف بكين الدبلوماسي.

وقال جياباو متحدثا في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان «الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا، والصين لا تسعى لحماية أي طرف بما في ذلك حكومة سوريا».

وأوضح أن مطالب الديمقراطية في العالم العربي يجب احترامها، وأن الدول العربية ستتفهم موقف الصين من التغييرات في العالم العربي.

وفي غضون ذلك، قالت وسائل إعلام رسمية أمس، إن الصين ستقدم لسوريا مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار من خلال الصليب الأحمر في لفتة جديدة لإصلاح العلاقات في الشرق الأوسط. وتسعى بكين وموسكو للرد على اتهامات من زعماء غربيين وعرب بأنها هي وروسيا شجعتا قوات الأسد على القيام بمزيد من أعمال العنف ضد المدنيين حين استخدمتا الفيتو بشأن الأزمة السورية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشانغ مينغ، أول من أمس، أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال مينغ أمام الصحافيين بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة إن «هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الأزمة السورية سياسيا».